تجددت معركة عودة البث المباشر لجلسات البرلمان مرة أخرى، وذلك بعد تقرير هيئة المفوضين بمجلس الدولة، بتأييد قرار رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، بمنع البث المباشر لجلسات البرلمان، وأوصت بإصدار حكما برفض الدعوى التى تطالب بإلغاء ذلك القرار.
وطالب العديد من النواب بضرورة عودة البث، مؤكدين على أن قرار المنع فيه ظلم للنواب وليس للبرلمان، بينما لم يتهم البعض بالموضوع وطالبوا بإذاعة الجلسات كاملة دون حذف.
رئيس "حقوق إنسان البرلمان": بنشتغل كتير وعدم بث الجلسات ظلمنا ويجب إعادتها
فى البداية أكد علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، على ضرورة عودة البث المباشر للجلسات العامة، مضيفًا: "حتى يتبين للمواطنين الدور الذى يتم داخل البرلمان، لأن قرار وقف البث ظلم للنواب".
وأضاف عابد لـ"اليوم السابع"، أن البرلمان يتعرض لنظرية مؤامرة كبرى يستغل أطرافها عدم بث الجلسات على الهواء، ويقوموا بترويج الأكاذيب للنيل من البرلمان بشكل عام، من خلال تصدير صورة مغلوطة لأن النواب لا يعملوا بالقدر الكافى تحت القبة ولا يمارسون أدواتهم البرلمانية والرقابية والتشريعية وهذا كله عار تماما من الصحة، لافتًا إلى أنه يوجد جلسات تستمر أكثر من 10 ساعات متصلة.
وأوضح رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن هناك من يروج أيضا أن النواب والحكومة فى صف واحد، وهذا غير صحيح بالمرة خاصة أن النواب يضعون مصلحة المواطن نصب أعينهم، مطالبًا بضرورة بث الجلسات حتى يرى الجميع ما يدور تحت القبة من قبل النواب من بذل للجهد والتفانى فى العمل، مؤكدًا على أن عدم البث ظلم للنواب وليست ظلم للشعب فقط.
طارق الخولى: مع عودة البث لأننا لا نعمل فى السر
ومن جانبه قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إنه مع عودة البث المباشر لجلسات البرلمان، مشيرًا إلى أن عدم البث يوحى بأن البرلمان يعمل فى السر، على الرغم من إذاعة الجلسات كاملة بعد ذلك، متابعا: "لابد أن يطلع الرأى العام على ما يدور تحت القبة من جهد مبذول من النواب".
وأشار الخولى، لـ"اليوم السابع"، إلى أن مسألة البث لها شقان الأول قانونى خاص بالدستور وعلانية الجلسات، وهذا الأمر متوفرًا من خلال نقل كل ما يدور داخل أروقة البرلمان فى جميع وسائل الإعلام سواء المقروءة والمسموعة والمرئية، مؤكدًا على أن القانون نص على العلانية ولم ينص على البث المباشر.
وأوضح أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، أن الشق الآخر متعلق بالجانب السياسى والخاص بإطلاع الرأى العام على كل ما يدور تحت القبة، وهذا هو الاتجاه الأغلب للمواطنين حتى يروى ممثليهم تحت القبة كيف يعملون، موضحًا بأن قرار وقف البث كان سببه أن هناك البعض اتخذ من البرلمان منبرا إعلاميا ولهذا كان قرار منع البث فى محله.
الوفد: بث جلسات البرلمان من عدمه أخذ أكبر من حجمه ولا يمثل أهمية لنا
وفى السياق ذاته، قال النائب محمد فؤاد، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، إن مسألة عودة البث ليست ذو أهمية بالنسبة للمواطنين خاصة أن الجلسات يتم إذاعتها كاملة مساءً، موضحا أن هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه الطبيعى، معلنًا عدم اهتمامه بعودة البث من عدمه.
النائب جمال عباس: عودة البث حق أصيل للشعب
بينما يرى النائب جمال عباس، بضرورة عودة بث الجلسات على الهواء، وذلك لأنه حق أصيل للشعب المصرى حتى يتمكن المواطن من متابعة النائب الذى انتخبه ليكون ممثلا له تحت القبة.
وأوضح عباس، أنه فى حالة صدور حكم نهائى بذلك سيمتثل له، وذلك لان أحكام القضاء لا تعليق عليها ولكن أن كان هناك خيار بين عودة البث من عدمه سيكون من أول المنادين بعودته بشكل فورى، وذلك حتى يكون للشعب رؤية واقتراح فى القضايا التى يتم مناقشتها فى البرلمان بشكل عام.
النائب أحمد سميح: إذاعتها كلمة أفضل من عودة البث
ويرى النائب أحمد سميح، عضو لجنة القيم بالبرلمان، أنه لا داعى لعودة البث المباشر للجلسات، لكن شريطة أن يتم إذاعة الجلسات كاملة دون حذف كلمة لأحد النواب سواء معارضة أو مؤيدين، موضحًا أن البث المباشر مضيعة لوقت المشاهدين، لافتًا إلى أن كل ما يشغل المواطن هو معرفة أبرز القضايا والموضوعات التى تم طرحها من خلال إذاعة الجلسات بدون حذف.
النائب على عبد الواحد: أنا مع البث.. فليس لدينا ما نخفيه
وأكد النائب على عبد الواحد عضو لجنة الإدارة المحلية، على أن قضية بث جلسات مجلس النواب من عدمها أخذت أكثر من حجمها، وأن البث فى حد ذاته هو عملية شفافية أولا وأخيرًا، وأنه كان مؤيدا لمنع البث فى بداية الجلسات حيث كان معظم النواب جدد، وكانوا يتصرفون بعفوية، مما يجعل البعض يأخذون هذه اللقطات العفوية ويشهرون بالمجلس وأعضائه، أما الآن فالنواب لديهم من الخبرات ما يجعلهم منتبهين ومدركين قيمة وطبيعة عملهم داخل المجلس.
وأضاف عبد الواحد، أنه لو تم إجراء تصويت على عودة البث مرة أخرى فأنه سيصوت بالموافقة، قائلا: "ليس لدى المجلس ما يخفيه، ومن حق الشعب الذى انتخبنا أن يشاهد الجلسات على الهواء مباشرة، وأن عودة البث ستجبر الكثير من النواب على الحضور خوفا من المساءلة الشعبية فى دوائرهم".
رائف تمراز: أؤيد عودة البث.. فلماذا نحرم الشعب من حقه فى متابعة نوابه؟
وأعلن النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة، تأييده لعودة البث وأنها حق أصيل للشعب المصرى، كما سيقّوم البث المباشر أداء المجلس من خلال علم النواب أنهم مراقبون من قبل الشعب.
وأشار تمراز، إلى أن البرلمان هو صاحب الحق الوحيد فى عودة البث من عدمه، بالرغم من احترامنا وتقديرنا الكبير لهيئة المفوضين بمجلس الدولة وما أصدرته من تقريرًا قضائيًا ولكن مجلس النواب هو من له الكلمة العليا فى عودة البث من عدمه.
وأوضح وكيل لجنة الزراعة، أنه سيتقدم بطلب إلى الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان، بتخصيص جلسة للتصويت على إعادة البث مرة أخرى على الهواء مباشرة.
تادرس قلدس: أسباب منع البث انتهت والنواب امتلكوا الخبرة والقدرة على التمييز
وطالب النائب تادرس قلدس، بعودة البث فورًا وخاصة أن أسباب المنع قد انتهت، والتى كانت تتمثل فى عدم توافر الخبرة الكافية لبعض النواب بسبب بداية عملهم السياسى والنيابى، مشددًا على أنهم أصبحوا الآن يتمتعون بخبرات عالية وقادرين على التمييز بين من يسعى لتقديم إعلام هادف وغيرهم.
وأكد قلدس، على أن مجلس النواب هو الوحيد من يملك إعادة البث من عدمه، وأنه يؤيد إعادة البث الآن، ومن الممكن حين تكون هناك جلسات هامة تثير زوابع وخلافات حادة أن نمنع البث حينها وليس بشكل دائم.
الجدير بالذكر أن هيئة المفوضين بمجلس الدولة، أصدرت تقريرًا قضائيًا، أيدت فيه قرار رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، بمنع البث المباشر لجلسات البرلمان، وأوصت بإصدار حكم برفض الدعوى التى تطالب بإلغاء ذلك القرار، مؤكدة أن منع عرض الجلسات عبر شاشات التليفزيون لا يشكل فى حد ذاته عقبة أمام مبدأ العلانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة