قال خفر السواحل ومسؤولو إغاثة اليوم الثلاثاء إنه جرى العثور على جثث ما لا يقل عن 74 مهاجرا جرفتهم الأمواج إلى شاطئ فى غرب ليبيا بعد أن سُرق محرك قاربهم المطاطى.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبى محمد المصراتى، إن الجثث عثر عليها أمس الاثنين قرب مدينة الزاوية وإنهم جميعا من البالغين ومعظمهم من دول تقع جنوبى الصحراء الأفريقية وكلهم رجال عدا ثلاثة، وبث خفر السواحل فى الزاوية مقطع فيديو يظهر قارب المهاجرين بلا محرك، وقال جويل ميلمان وهو متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن موظفا محليا ذكر أن "مهربين جاءوا وسرقوا المحرك من القارب وتركوه لتجرفه المياه."
وتابع قائلا "هذا ليس فقط عددا مروعا من القتلى فى حادث واحد لكنه شيء لم نشهده بالفعل وهو إما عقاب متعمد أو قتل لمهاجرين."،وليبيا هى نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الطامحين فى الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. ويحاولون فى العادة العبور فى قوارب مطاطية متهالكة مزودة بكميات محدودة من الوقود بهدف أن تكفى فقط لإيصالهم إلى مواقع سفن الإنقاذ الأوروبية فى المياه الدولية، ويغادر معظمهم من قطاع من الساحل الليبى يقع بين طرابلس والحدود التونسية إلى الغرب. وعادة ما تجرف الأمواج جثث الغرقى إلى الشواطئ الليبية.
ونشر الهلال الأحمر صور الجثث مسجاة فى أكياس على طول الشاطئ. وأظهرت بعض الصور قاربا رماديا شبه فارغ من الهواء من النوع الذى يقدمه فى العادة مهربو البشر. وجرى تركيب ألواح خشبية لتعزيز أرضية القارب، وكانت بعض الجثث لا تزال فى القارب وقال متطوع محلى إن عدد القتلى قد يرتفع مع رصد بعض الجثث فى البحر لكن عمال الإغاثة لم يتمكنوا بعد من انتشالها، وفى العام الماضى عبر عدد قياسى بلغ 181 ألف مهاجر بين ليبيا وإيطاليا. وتأكد غرق أكثر من 4500. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الحادث الأخير يرفع عدد الوفيات منذ بداية العام الحالى إلى أكثر من 365، ويبحث الاتحاد الأوروبى -الذى أوقف إلى حد بعيد عمليات العبور البحرية بين تركيا واليونان العام الماضي- عن سبل لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا، وعرض زعماء أوروبيون هذا الشهر على ليبيا أموالا ومساعدات أخرى فى محاولة لخفض أعداد المهاجرين عبر البحر المتوسط. وانتقدت جماعات إغاثة ذلك التحرك قائلة إن مثل هذه الخطط تعرَض المهاجرين لمزيد من المخاطر والانتهاكات داخل ليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة