تصاعدت حدة الخلاف بين تركيا وإيران عقب تصريحات وزير الخارجية التركى مولود جاوش أوغلو والتى اتهم فيها إيران بالسعى لتقسيم المنطقة على أساس عرقى وطائفى على أرض الدولة العراقية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإيرانية لاستدعاء السفير التركى لدى طهران، وسلمته رسالة احتجاج على تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته "غير البناءة" ضد إيران.
وبحسب وكالة مهر للأنباء، استدعت إيران السفير التركى فى طهران وأبلغته اعتراضها الشديد إثر تهم وجهها أمس وزير الخارجية التركى لطهران، بالسعى إلى تقسيم المنطقة على أساس طائفى وقومى، والكثير يعتبر العراق ساحة للصراع الإقليمى بين الدول المتنافسة على مد نفوذها خارج حدودها الإقليمية، حسب ما نشرته شبكة سبوتنيك الروسية.
فى هذا الصدد يقول الدكتور عدنان السراج، رئيس المركز العراقى للتنمية الإعلامية فى حديثه لبرنامج "الحقيقة" الذى يبث على أثير إذاعة "سبوتنيك" "إن التصريحات غير المسؤولة للمسؤولين الأتراك منبعها الزيارة التى قام بها الرئيس التركى إلى السعودية، وإيران حاولت الانفتاح على العلاقات مع السعودية عبر إرسال رسائل لغرض ترطيب الأجواء، بينما وزير الخارجية السعودى يرفض هذه الرسائل ويتهم إيران باتهامات كبيرة، وتصعيد المواقف هذه تنعكس على العراق ويتضرر جدا بسببها، حيث سيكون ساحة لتلك الصراعات بين مراكز النفوذ والاستقطاب فى المنطقة، ويحاول العراق الابتعاد عن تلك الصراعات، ذلك أن المنطقة لا تتحمل المزيد من الصراعات، التى تنعكس على النواحى الأمنية وعلى المصالح التجارية وكذلك على المسائل الدينية والقومية وما إلى ذلك.
وأضاف السراج، "بالتأكيد منطقة الشرق الأوسط فيها الكثير من التقاطعات القومية والمذهبية والطائفية وفيها الكثير من المشاكل الداخلية، وأعتقد أن أى تصعيد فى المنطقة سوف ينجر إليه العراق شئنا أم أبينا، ليس على المستوى السياسى فقط وإنما حتى على المستوى الأمني، وكذلك سوف ينعكس على سوريا، والعراق ليس ببعيد عن الأوضاع التى تجرى بالمنطقة، وتحسين الوضع الداخلى فى العراق يحتاج إلى جهد أكبر ويحتاج إلى إعادة الثقة للمواطنين وكذلك مشروع سياسى جديد يضع تفاهمات بين الكتل السياسية وهذا كله يمكن أن يفضى إلى مصالحة مجتمعية نحن بأمس الحاجة إليها، لأن تنظيم داعش احتل المناطق التى تضم خليط من مختلف المكونات، ولذلك نحتاج إلى فترة إعداد وتأهيل لتلك المناطق، وهى مهمة ليست بالسهلة.
ومن جانبه يقول المحلل السياسى نجم القصاب لبرنامج الحقيقة، هذه المهاترات والمناكفات بين الدولتين الإيرانية والتركية هى مشاكل وأزمات تاريخية، فهناك من يحاول العودة إلى الإمبراطورية العثمانية وهناك من يحاول إعادة هيمنة الإمبراطورية الفارسية على دول المنطقة، على الرغم من أن النفوذ الإيرانى موجود اليوم على الساحتين السورية والعراقية ويحاول الساسة الإيرانيون التوسع فى دول أخرى وهذا غير ممكن لا من دول المنطقة ولا حتى من الدول العالمية، وهذا التصعيد ليس الأول ولن يكون الأخير بين تركيا وإيران، والأخيرة تحاول استقطاب حلفاء لها فى المنطقة أما تركيا فهى تجامل الدول الخليجية وتعطى لهم صورة بأنها هى المدافع الحقيقى عنهم، وسيستمر التصعيد وسيكون بصورة أكبر بعد تحرير الموصل، لاسيما وأن الأتراك مصرون على عدم مشاركة فصائل الحشد الشعبى الشيعية، وبالمقابل هناك بعض القوى السياسية العراقية المنساقة إلى الطرف الإيرانى ترفض مشاركة الحشد العشائرى السنى.
وقال القصاب، أن الحل الأمثل لتهدئة الأوضاع فى الشرق الأوسط يتمثل فى الدور الروسى الذى يستطيع التأثير على تركيا وإيران بحكم علاقة روسيا الجيدة بكل من إيران وتركيا، ولولا التدخل الروسى فى سوريا لأصبحت سوريا دويلات تتحول بدورها إلى تجاوزات وانتهاكات على دول أخرى، وأنا أتصور أن الطرف الروسى سيتدخل لتهدئة الأوضاع بين البلدين التركى والإيرانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة