نشرت صحيفة الفورين بوليسى تقريرا يرصد سياسات البيت الأبيض فى عهد الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" فيما يتعلق بالعلاقة مع المسلمين، وانتهاج خطاب يصب فى تعزيز ظاهرة الإسلاموفوبيا.
ولفتت الفورين بوليسى فى تقريرها إلى عدم انتباه الرأى العام الأمريكى للجوقة التى كانت تحيط بالرئيس الأمريكى "ترامب" إبان فترة حملته الرئاسية، على رأس هؤلاء مستشار الشئون الاستراتيجية الحالى فى البيت الأبيض "ستيفين بانون"، المعروف بآرائه المعادية للمسلمين، والذى تعتبره الدوائر السياسية ملهم "ترامب" بقراراته الأخيرة التى أثارت الكثير من الجدل، أبرزها قرار حظر دخول مواطنى 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى شخصية أخرى من مساعدى "ترامب"، وهو المحلل السياسى "سيباستيان جوركا" الذى ادعى وجوده ضمن خبراء محاكمة منفذى تفجيرات "بوسطن" التى جرت عام 2013 بالولايات المتحدة، وتبين لاحقا كذبه فيما يتعلق بهذا الأمر.
وتطرق التقرير أيضا إلى مساعد آخر هو "فرانك جافنى" الذى يترأس مركز أبحاث يصدر بشكل دورى دراسات وبيانات تشوه المسلمين، وتتهم إياهم بالتآمر ضد الغرب، واعتبر التقرير "جافنى" الأكثر تطرفا فى مواقفه ضد المسلمين بين مساعدى "ترامب".
ويرى التقرير أن هؤلاء الخبراء والمساعدين وفى مقدمتهم "بانون" توحدهم فكرة واحدة، وهى أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام يعيشا تحت حصار يفرضه الإسلام ومعتنقيه، غير مفرقين بين المتطرفين مثل مقاتلى التنظيم الإرهابى "داعش"، وعوام المسلمين.
ويقول التقرير إن "بانون" وأتباعه يتبنون نظرية الباحث الأمريكى الراحل "صامويل هنتنجتون" المتمثلة فى طرح "ًصراع الحضارات"، وهو الأمر- وفقا للتقرير- الذى يجعل "بانون" مفتون بقيادات يمينية أوروبية مثل الفرنسية "مارين لوبان"، أو الحاكم الروسى القوى "فلاديمير بوتين"، معتقدا أن هذه القيادات سوف يكون لها دور بارز فى الصراع المنتظر ضد جحافل العالم الإسلامى.
ويوجد أكثر من مأخذ على هذا الطرح الذى يتبناه "بانون" ورفاقه، وفقا للتقرير الذى يرى أنه فى حالة تبنى الخارجية الأمريكية لمثل هذا الطرح فإنها تتجاهل توازن القوى الـ"حقيقى" فى الساحة الدولية، متبعة "أساطير"- وفقا لوصف التقرير- دأب منظرو ظاهرة الإسلاموفوبيا على تصديرها خلال العقدين الماضيين.
يقول التقرير أن خوض حرب لا جدوى منها ضد العالم الإسلامى لن يحدث أى تغيير سوى تعزيز لمكانة المتطرفين الحقيقيين فى ذلك العالم، وإضعاف لسلطات التنفيذ فى الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ومن ثم إخفاق الديمقراطية وأفولها فى العالم الغربى.
ويعدد التقرير الأسباب التى تزيل أى منطق من نظرية تهديد العالم الإسلامى للغرب، كاشفا من وجهة نظره لحقيقة الوضع الدولى.
توازن القوى يصب بشكل كبير فى صالح الغرب
يضع التقرير سيناريو تخيلى لاتحاد العالم الإسلامى الذى يتجاوز عدد مواطنيه 1.6 مليار فرد، للتغلب على الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الأمم الغربية، طارحا تساؤل: "هل تنجح الوحدة فى التغلب على الغرب؟"، ويجيب التقرير "لا".. للأسباب التالية.. ويقول التقرير إنه فى حال توحد العالم الإسلامى المشكل من 47 أمة فإن حصاد اقتصادياته مجتمعة لا يتخطى 5 تريليون دولار، وهو رقم ضخم لكنه يقل كثيرا عن الناتج القومى الإجمالى لدولة مثل الولايات المتحدة التى يقدر ناتجها بـ17 تريليون دولار، ويماثل الناتج الإجمالى للاتحاد الأوروبى نفس رقم الناتج الإجمالى للولايات المتحدة.
ويستمر التقرير فى طرحه متناولا قيمة ما تنفقه الـ47 دولة إسلامية على الدفاعات العسكرية، منتهيا برقم هو 270 مليار دولار فى العام الماضى، إذا انسحبت منهم دول حليفة للولايات المتحدة مثل السعودية (87 مليار دولار) والإمارات (22 مليار دولار) يقل الرقم عن 200 مليار دولار. فى الجانب الآخر أنفقت الولايات المتحدة على دفاعها ما يقدر بـ600 مليار دولار، ويؤكد التقرير أن هذا الرقم يمثل أمريكا وحدها دون التطرق إلى دول مثل بريطانيا أو فرنسا أو إسرائيل.. إلخ.
ويذهب التقرير إلى منطقة أخرى بتطرقه إلى حقيقة أن الدول الإسلامية لا تنتج مقاتلات عسكرية من تصميمها وابتكارها، فدولة مثل تركيا تنتج الطائرات الأمريكية الـ"إف-16" بتصميمها فى الولايات المتحدة، أيضا لا توجد دولة إسلامية ناتجة لدبابات مقاتلة تصميمها قادم من بنات أفكار عقول هذه الدول، لافتا إلى أن باكستان تنتج دبابات صينية معدلة. ويقول التقرير أنه لا يوجد دولة فى العالم الإسلامى تمتلك قطعة بحرية أكبر من الفرقاطة، أو غواصات نووية، أو حاملة طائرات، أو قاذفات بعيدة المدى. ولفت التقرير إلى أن السبب الوحيد أن دول العالم الإسلامى تمتلك أدوات عسكرية متقدمة هو توفير أمم مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين لنفس هذه القطع لدول العالم الإسلامى لأسباب استراتيجية مختلفة.
ويعود التقرير إلى التاريخ، مشيرا إلى أن آخر تهديد ناله الغرب من العالم الإسلامى كان حصار "فيينا" من قبل العثمانيين عام 1529، فمصر لم تشن حملة عسكرية ضد فرنسا فى عام 1798، ولم يحشد الرئيس العراقى الراحل "صدام حسين" جيشه لغزو الولايات المتحدة فى عام 2003، ولم يأمر الرئيس الليبى الراحل "معمر القذافى" طائراته بتوجيه ضربات لفرنسا للإطاحة بالرئيس الفرنسى السابق "نيكولاى ساركوزى" عام 2011.
العالم الإسلامى ممزق أكثر من أى فترة أخرى
ويقول التقرير أن العالم الإسلامى يعيش حاليا فترة تمزق كبرى لم يعيشها منذ عقود، فعلى مستوى الدول هناك اضطراب فى العلاقات بين دول مثل السعودية وإيران وسوريا وتركيا، على مستوى المذاهب، فالصراع السنى – الشيعى يحرق المنطقة بأسرها، كما أن هناك العديد من الاختلافات الثقافية والاجتماعية، فدولة مثل "إندونيسيا" تختلف بشكل كبير عن دول مثل السعودية واليمن والمغرب. ويرى التقرير أن إدارات الولايات المتحدة اعتادت فى تناولها لأى تهديد خارجى أن تصوره فى شكل كتلة، فهناك محور الشر (ألمانيا وحلفائها فى الحرب العالمية الثانية)، والكتلة الشيوعية المتمثلة فى الاتحاد السوفيتى، لكنه يستبعد فرض نفس الرؤية عند التعاطى مع العالم الإسلامى المختلف والممزق، فعلى مستوى التنظيمات الراديكالية مثل داعش وغيرها، نرى خلافات تصل إلى حد التحارب، داعش وجبهة النصرة على سبيل المثال. ويؤكد التقرير أن "بانون" ورفاقه سيحتاجون إلى التقارب مع دول العالم الإسلامى لتحجيم تهديد التنظيمات الإرهابية التى تعادى أغلبية الدولة الإسلامية أيضا.
الإرهاب ليس بالخطورة المتوقعة
يرصد التقرير الخطاب الذى يصدره "بانون" ورفاقه والإدارات الأمنية، والذى يضخم من خطورة الإرهاب كظاهرة مهددة لحياة المواطنين، وينتقد التقرير هذا الخطاب معتمدا على الإحصائيات التى تضع أشياء مثل حوادث الطرق وإطلاق النار العشوائى والتسمم من الأغذية فى مقدمة الأشياء التى قد تنال من حياتك، فى حين أن العمليات الإرهابية ليست عرضة للتكرار مثل حوادث الطرق إلخ.. ويسخر التقرير من مزاعم التيار اليمينى الأمريكى الذى يدعى أن المسلمين حتى إذا لم يخوضوا حربا ضد الغرب، فهم يشنون هجوم من نوع آخر، وهو تسلل أفرادهم داخل المجتمعات الغربية، ودس أفكارهم وقيمهم المهددة للحياة الغربية ببطء. ويرد التقرير على هذه المزاعم بذكر تعداد المسلمين فى الولايات المتحدة، وهو 3.3 مليون نسمة، أى ما يشكل أقل من1% فقط من إجمالى سكان أمريكا.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
لا تنخدعوا بمقالات الفورين بوليسى
هى من اشد اعداء مصر - وتتبنى بشده وجهه نظر جورج سورس - كلينتون - اوبا - والديمقراطيين اصحاب نظريه تفكيك وتكسير الدول العربيه وخصوصا جيش مصرز بالعربى دول الد اعدائنا اصلا ! وايضا من اشد المنتقدين لدونالد ترامب اللى حارقهم