لم تمض أيام قليلة على تولى "دونالد ترامب" رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية خلفاً للرئيس "باراك أوباما"، حتى خرجت السيدة الأولى "ميلانيا ترامب" علينا بخطاب، كان بمثابة الاحتكاك الأول بينها وبين الشعب الأمريكى الذى انهال بالانتقادات على تولى زوجها للحكم، خرجت "ميلانيا" عن صمتها بعبارات قوية ومحددة وتحمل خلفها الكثير من المعان التى لفتت نظرنا للمقارنة بين اختيارها للكلمات، وبين الخطب الخاصة بميشيل أوباما السيدة الأولى سابقاً، والتى شهد لها العالم على مدار ثمان سنوات هى فترة حكم عائلة أوباما، باللباقة وحسن التصرف، والخطب المؤثرة التى طالما لمست مشاعر الأمريكيين.
وبالحديث عن زوجتى الرئيسين الحالى والسابق ومواقفهما السياسية، نجد أن ميشيل أوباما كانت موفقة دائماً فى اختيار خطاباتها للجمهور، وكيفية التعامل معه، وعلى سبيل المثال نتحدث عن خطاب "ميلانيا ترامب" منذ أيام قليلة الذى بدأته بتلاوة صلاة، ثم قالت: "من دواعى سرورى أن أقف أمامكم باسم السيدة الأولى فى الولايات المتحدة الأمريكية، فالأمريكى الذى نتصوره هو من يعمل من أجل جميع الأمريكيين"، ثم تحدثت عن حاجة البلاد لأمة تمتلك قدر أكبر من الكياسة والوحدة بين جميع الاتجاهات السياسية.
ميلانيا وترامب
وأضافت: "سأبقى وفية لنفسى بغض النظر عما تقوله المعارضة عنى، وسوف أعمل فى مصلحة كل واحد منكم، وسألتزم بإنشاء ودعم المبادرات التى سيكون لها تأثير على النساء والأطفال فى جميع أنحاء العالم"، ثم قدمت زوجها للحضور.
أما ميشيل أوباما فحرصت فى أولى خطاباتها على الحديث عن طفولتها وعائلتها المتمثلة فى أخيها ووالدتها، ووالدها الذى تم تشخيص مرضه بالتصلب المتعدد فى وقت مبكر من حياته، وشعورها بوجوده حولهم حتى الآن، بالإضافة إلى حديثها عن نشأتها فى شيكاغو، ثم تطرقت إلى قصة زواجها من الرئيس الأمريكى السابق ميشيل أوباما، وكيف نشأت علاقتهما، والجهد الذى بذلاه معاً من أجل إنجاح حياتهما، تلك القصة التى اختارتها لتكون بداية خطابها الذى ساهم بشكل كبير فى دخولها إلى قلوب الجمهور سريعاً.
ميشيل أوباما
وفى هذا السياق يقدم الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية تحليلاً لشخصية كل منهما من خلال مقارنة خطابيهما للجمهور، ويوضح الدكتور فرويز شخصية ميلانيا ترامب واصفاً إياها بالشخصية التشككية، فهى تمتلك ثقة كبيرة بالنفس تغنيها عن آراء الآخرين فيها، ولا تكترث لهم ولآرائهم، وتنبع تلك الثقة من معرفتها لقدراتها وتمتعها بالجمال، ومعرفتها لمكانة زوجها الاجتماعية، فهو من فاحشى الثراء حول العالم.
ميلانيا ترامب
وأضاف أنها شخصية لا تتقبل النقد، ودائماً ما تحاول تصدير صورة أنها تحب العمل الجماعى، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فهى تفضل العمل الفردى.
أما ميشيل أوباما فخطابها يوضح أنها شخصية ضعيفة استطاعت أن تصل لجمهورها من خلال استجداء العواطف والمشاعر، فهى من الشخصيات غير الواثقة فى ذاتها، لذا فضلت أن تتحدث عن حياتها وعائلتها والصعوبات التى واجهتها فى حياتها رغبة منها فى التقرب إلى الشعب، ولجأت للعبة نفسية لتقريبهم إليها، وكان كلامها عبارة عن عملية تعويضية لكسب تعاطف الناس، خاصة أنها تشعر بنظرة الناس إليها ولزوجها بأنهما لا يستحقان تلك المكانة التى وصلا إليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة