أصدر المركز القومى للترجمة الطبعة العربية للجزء الثانى من "انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية"، إشراف ومراجعة ودراسة إبراهيم البحراوى، كما شارك فى ترجمتها كل من: يحيى عبد الله، منصور عبد الوهاب، بدوى محمد، هانى مصطفى، حسين عبد البديع، سعيد العكش، أشرف الشرقاوى، مصطفى الهوارى، سعيد سنجر ومحمد السامى.
والكتاب يتناول وثائق لشهادات وزير الدفاع الإسرائيلى وقادة الأسلحة والجبهة السورية، ويحتوى ثمانية فصول: (دراسة الوثائق.. الضرورات والمحتويات والدلالات والدروس المستفادة)، (شهادة موشيه ديان وزير الدفاع امام لجنة أجرانات )، (شهادة بينامين بيليد قائد الطيران)، (شهادة قائد سلاح البحرية)، (قائد شعبة الامداد والتموين)، (مساعد رئيس الأركان)، (شهادة قائد الجبهة السورية). وأخيرا يحتوى الفصل الثامن على "مسرد الإعلام" ويحتوى على تعريف بأسماء ورتب كل من ورد اسمه بداخل الكتاب.
يذكر أن الجزء الأول من الوثائق، والذى صدر عن القومى للترجمة كان مخصصًا لوثائق الحكومة ووزرائها،حيث تضمن شهادات مهمة لجولدا مائير، رئيسة الحكومة الإسرائيلية كما تضمن شهادات لكبار رجال الدوله الإسرائيلية آنذاك، وشهادات سكرتير رئيسة الوزراء، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، وزير الدولة للإعلام، وزير السياحة، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلى.
تطرح مادة الكتاب سؤالًا من شقين، الأول هو لماذا صممت السلطات الإسرائيلية على حجب أهم الوثائق لمدة أربعين عامًا، والثانى، لماذا تعمدت حذف بعض الكلمات أو الأسطر والفقرات من الوثائق التى نشرت، فنحن أمام مادة جديرة بالبحث المتعمق من جانب المثقفين والإعلاميين والباحثين فى الشئون السياسية والعسكرية وشئون المخابرات لكشف أبعاد الانتصار المصرى وأعماق الهزيمة الإسرائيلية.
ترجع أهمية دراسة هذه الوثائق إلى أن كثيرًا من المعلومات المتداولة فى الإعلام حول الهزيمة العسكرية والصدمة الإسرائيلية ونجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية ترد مستندة إلى وثائق رسمية تجعل المعلومات حقائق نهائية، وتجعل الروايات تاريخًا موثقًا أمام الأجيال الجديدة غير قابل للنفى أو الإنكار من جانب المصادر الإسرائيلية، فإن هذه الوثائق تدحض الادعاء الإسرائيلى حول نتيجة الحرب وتكشف أبعاد الهزيمة فى ميدان القتال أمام الجيش المصرى، ورغم مرور واحد وأربعين عاما على الحرب، فقد قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى حجب عدد لم يحدد من الوثائق مستندا إلى أن القانون يسمح له بمد فترة حظر نشر وثائق الدولة إلى خمسين عاما، وهو أمر يستوجب الانتباه لما هو مختلف، فإن هذا الميل لإخفاء أمور بعينها يمتد إلى بعض أجزاء من الوثائق التى تم الإفراج عنها، وقد مُيز هذا فى بعض الوثائق التى تمت ترجمتها بعبارة (حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية)، من ناحية أخرى فإن دراسة هذه الوثائق سوف تعين الباحثين العسكريين والسياسيين على كشف أسباب التناقض فى الروايات التى قدمها القادة الإسرائيليون فى مذكراتهم المتضاربة عن مسار الحرب وعن مسئولية كل منهم عن الهزيمة، فإن محتوى هذه الوثائق خاصة بما يتعلق بالدور الأمريكى المباشر فى الحرب يكشف زيف المحاولات الإسرائيلية لانتحال الانتصار، وذلك عندما نتبين من نصوص الوثائق أن طريق القوات المصرية إلى داخل إسرائيل كان مفتوحا لولا تدخل الولايات المتحدة بالعتاد والرجال والسلاح المتقدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة