تتميز محافظة دمياط بصناعة منتجات الألبان وتصنيع جميع أنواع الجبن ويعتبر الجبن الأبيض هو أهم ما يميز دمياط حيث يتم تصديره لمختلف دول العالم، كما تشارك المحافظة فى سوق الأغذية العالمى "انوجا" الذى يقام فى مدينة كولون الألمانية كل عامين ومعرضى سيال بفرنسا وفانسى فود أمريكا، ويوجد فى دمياط أكثر من مصنع خاص لصناعة الجبن كما يوجد بها 180 معملا لصناعة جميع أنواع الجبن بينما تم غلق مصنع شركة مصر للألبان فى نهاية التسعينيات وكان يبلغ إنتاجه السنوى 31075 طنا وتبلغ كمية اللبن الخام المستخدم فى الإنتاج من هذا القطاع حوالى 300 طن يوميا.
وتواجه صناعة الجبن الدمياطى العديد من التحديات، بسبب نقص كميات الألبان المنتجة فضلا عن منع الاتحاد الأوروبى لاستيراد أى منتجات ذات أصل بيطرى ويأتى فى مقدمتها الجبن، كما فقدت دمياط الاسم التجارى للجبن الأبيض الدمياطى خاصة بعد نجاح. الحصول على الحماية الجغرافية للجبن الدمياطى، حيث قامت بتحريف الاسم ولكن بنفس مواصفات المنتج وأصبحت هى من تملك الحماية الجغرافية للجبن الأبيض الدمياطى نتيجة تراخى وبطء الحكومة المصرية مما تسبب فى ضياع حق دمياط فى حفظ الجبن الدمياطى كمسمى.
ويوضح المهندس عبدالمنعم قتيلو، صاحب أشهر مصنع لمنتجات الألبان والذى يشغل أيضا منصب رئيس شعبة الألبان بالغرفة التجارية
بدمياط وعضو غرفة الصناعات الغذائية فى مصر وعضو الاتحاد الدولى للألبان والأغذية بأمريكا ونائب رئيس جمعية المستثمرين بدمياط، أنه يوجد بدمياط 180 مصنعاً ومعمل مرخص يعمل بهم 25 ألف شخص مابين الصناعة وإنتاج وتجميع الألبان.
وكشف قتيلو أن دمياط تنتج 7% من اللبن الناتج عن الثروة الحيوانية على مستوى الجمهورية كلبن خام بينما تساهم بأكثر من 15 % من منتجات الألبان كما أن معظم اصحاب مصانع منتجات الألبان بدمياط لهم وحدات إنتاجية خارج المحافظة، وذلك بسبب خبرتهم العالية فى كما يستغلون كميات الألبان الكبيرة الموجودة من خارج المحافظة.
وأوضح قتيلو أن مصر تنتج 900 الف طن من الجبن الأبيض سنويا والكميات المنتجة بمعامل ألبان بلدية مرخصة 55 % بينما المصانع الكبرى تنتج 45% من الإنتاج وذلك لاستخدامها اساليب تكنولوجية حديثة وتقوم بإدخال اللبن المجفف فى صناعة الجبن الأبيض التى يتم تعبئتها فى العبوات الكرتونية وهو ما ساهم فى زيادة حصتها بعكس المعامل التى تنتجها فى صفائح.
بينما أكد أن مصر تنتج 47 الف طن جبن رومى سنوياً وتقوم المعامل البلدية المرخصة بإنتاج أكثر من 90% من الجبن الرومى نظرا لأنه يعتمد فى صناعته على اللبن الحليب الطبيعى بنسبة 100% ولا يدخل نهائيا فيها اللبن الجاف. بينما أثر ارتفاع سعر الدولار على الأعلاف التى يتم استيرادها "الذرة الصفراء" مما أدى لارتفاع سعر الألبان الخام بنسبة أكثر من 40% وبالتالى أثر على سعر المنتج النهائى الجبن، خاصة وأن اللبن الخام هو المكون الرئيسى للجبن الرومى.
وقال قتيلو إن أبرز ما يهدد صناعة منتجات الألبان أن كل القوى المحركة فى كافة المراحل لها تأثير على تلك الصناعة بداية من ارتفاع أسعار الدولار الذى تسبب فى ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة من لبن البودرة، وكذلك الأعلاف والذرة الصفراء التى تمثل الغذاء الرئيسى للماشية المنتجة للألبان.
وأشار «قتيلو» إلى أن مصنعه هو الوحيد فى مصر الذى حصل على عضوية الاتحاد الدولى للألبان والأغذية بأمريكا، كما أنه المصنع المصرى الوحيد الحاصل على تلك العضوية، لمطابقتها الشروط العالمية المطلوبة، كما حصل المصنع على عضوية هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية «FDA»، وانضم إلى العديد من الاتحادات والهيئات العالية الخاصة بصناعة الألبان ومنتجاتها كما دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية لقيامه بتصنيع أكبر قطعة جبن رومى فى العالم.
وعن سر تميز الجبن الدمياطى قال «قتيلو»: ربنا سبحانه وتعالى حبا لدمياط موقعا جغرافيا متميزا وطبيعة بشرية أكثر تميزاً خاصة أنها تحب العمل فضلا عن توافر منتجات الألبان بالمحافظة موضحا أن نسبة اليود فى الجو مرتفعة عن أى محافظة أخرى وهو ما يؤثر تأثير جيدا على تلك الصناعة وهو ما يميز صناعة الجبن الدمياطى عن أى محافظة أخرى.
وعن أنواع الجبن الذى تشتهر به المحافظة قال «قتيلو»: الجبن مجموعة من العائلات منها الطرى كالجبن الأبيض الدمياطى والجبن ملح خفيف وهنا عائلة النصف الجاف مثل الجبنة الموتزريلا وهناك عائلات الجبن الجاف وخاصة الجبن الرومى التى نتميز به. ولكن تواجهنا مشكلة كبيرة منذ 10 سنوات حيث أن التصدير متوقف لأوروبا بسبب مشكلة الحجر البيطرى حيث منع الاتحاد الأوروبى باستيراد أى منتجات ذات أصل بيطرى مثل الجبن والأسماك والعسل والأمر متوقف حتى الآن بسبب تخاذل وزارة الزراعة.
وناشد قتيلو وزارة الزراعة بالعمل على حل مشكلة المنتجات ذات الأصل البيطرى مثل الألبان وذلك من أجل تصديرها لدول الاتحاد الأوربى حيث أن لدينا طلبات هائلة على منتجات الألبان من قبل دول الاتحاد الأوروبى وخاصة "الجبن الرومى". وأوضح أن الدنمارك تحايلت على الجبن الدمياطى وسرقت المنتج ووضعت علامتها التجارية جبن مصنوع بالطريقة الدمياطية ونجحت فى تصدير كميات كبيرة منه فى منطقة الخليج وهو ما تسبب فى تراجع تصديرنا لتلك البلدان.
ويشير محمد الصباغ صاحب مصنع منتجات ألبان إلى أھم العقبات التى تواجه صناعة منتجات الألبان فى دمياط تتمثل فى عدم وجود مراعى لتربية الماشية الخاصة بإنتاج الألبان وزيادة أسعار الأعلاف والزحف السكانى على الأراضـى الزراعيـة والبنـاء عليهـا ممـا يقلـل المسـاحة الخاصـة بإنتاج الأعلاف وهى ما اسفر عنه انخفاض كمية اللبن اللازمة للصناعة وارتفاع سعر اللبن.
وأكد الصباغ على ضرورة اهتمام الدولة بصناعة الألبان ووضع خطة للنهوض بها من خلال توفير الاعلاف وخاصة الذرة الرفيعة وتحسين السلالات الحيوانية التى تتدر اللبن أكثر من السلالات الحالية والعمل على زيادة الرقعة الزراعية باستصلاح الأراضى الصحراوية، وتحويلها إلى أراضى قابلة للزراعة علاوة على ذلك يجب إقامـة مراكـز لتجميـع الألبان التـى تسـهل حفـظ اللـبن وتسـويقه وإمـداد المنتجـين بـالأعلاف المركزة تشجيع أصحاب المستثمرين على إقامة مصانع للألبان إنشاء مراكز لتدريب العمالة الفنية المتخصصة فى مجال الألبان العمل على إدخال التكنولوجيا المتقدمة فى صناعة الألبان والتى تعمل على تحسين وتوحيد الصفات للمنتجات اللبنية وتقليل تكلفتها.
يقول المحاسب أسامة حفيلة رئيس جمعية المستثمرين بدمياط الجديدة أن المنطقة الصناعية يوجد بها 8 مصانع لمنتجات الألبان تضم حوالى 2500 عامل وفنى ومهندسى وإدارى. ويضيف حفيلة أن صناعة منتجات الألبان تواجه عددا من المشكلات التى لو تم حلها ستفتح فرص استثمارية كبيرة وخاصة أن إزدهار صـناعة الألبان مرة اخرى يساهم فى انتشار صناعات أخرى مثـل صـناعة الصـفيح، الكرتـون وعبـوات اللبن والزبادى كما يؤدى ذلك إلى زيادة فرص العمل لامتصاص العمالة الزائدة.
وتابع قائلا هناك صناعات تعتمد فـى الأسـاس علـى الاسـتفادة مـن المخلفـات الثانويـة لصـناعة الألبان مثل صناعة سكر اللاكتوز من الشرش الذى يـدخل فـى صـناعة الأدويـة، كـذلك صـناعة مواد الطلاء والبلاستيك من الكازين، والذى يتم ترسيبه من اللبن الفرز.
عبد المنعم قتيلو
مراحل تصنيع الجبن
تصنيع الجبن
تقطيع الجبن الرومى
تعليب السمن
موسوعة جينس