باحث فى شئون الحركات الإسلامية: الأمين العام للجماعة بكى بعد أنباء القبض على مجموعة محمد عبد الرحمن
أحمد عطا: الأمن المصرى بدأ يتعامل مع ملف التنظيم الدولى فى الداخل والخارج باحترافية
طارق البشبيشى: ضبط محمد عبد الرحمن يرد على من يروجون بأن هناك نوع من التهدئة أو المصالحة بين الجماعة والدولة
طغى الارتباك على جماعة الإخوان بعد الأنباء التى ترددت عن إلقاء القبض على محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد، ورئيس ما يسمى اللجنة الإدارية العليا المسئولة عن إدارة التنظيم داخل مصر.
وكان بيان صادر عن جماعة الإخوان، أمس الخميس، قد زعم أن أجهزة الآمن ألقت القبض على محمد عبد الرحمن ،عضو مكتب الإرشاد ورئيس ما يسمى باللجنة الإدارية العليا المسئولة عن نشاط الإخوان داخل مصر، مشيرة إلى أنه كان بصحبة مجموعة من أعضاء الجماعة أثناء القبض عليه.
فيما لم يصدر حتى الآن بيانًا عن وزارة الداخلية يؤكد أو ينفى ما زعمته جماعة الإخوان الإرهابية فى الواقعة.
وكشفت مصادر داخل التنظيم تعليقًا على أنباء القبض على محمد عبد الرحمن عن أن الجماعة نقلت قياداتها من داخل مصر إلى اسطنبول، فيما أصدر محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان بيانًا ليؤكد فيه أنه هو المسئول عن إدارة الجماعة ومجموعة معه أغلبهم هاربون خارج البلاد، ومقيمون فى تركيا.
وأكد بيان "عزت" إلقاء القبض على محمد عبد الرحمن المرسى، زاعمًا أن الجماعة لن تتأثر بالقبض عليه، مشيرًا إلى أنه هو المسئول الأول عن الإخوان داخل مصر واللجنة الإدارية والتى تضم فى عضويتها، إبراهيم منير نائب المرشد العام، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، وطلعت فهمى المتحدث الإعلامى للجماعة فى الخارج، وآخرون جميعهم خارج مصر.
البيان الذى صدر من محمود عزت صبيحة الجمعة، اعتبروه مراقبون لتيارات الإسلامية بأنه رسالة مشفرة من "عزت" لعناصر التنظيم للهروب من مخابئهم، ويأتى ذلك فى الوقت الذى قالت فيه مصادر مقربة من الجماعة، إن التنظيم سيشكل لجنة سيتولاها كل من أيمن عبد الغنى، صهر خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، بجانب مدحت الحداد، شقيق عصام الحداد، عضو مكتب الإرشاد السابق، ومساعد الرئيس المعزول محمد مرسى، بحيث تدير هى ملف الإخوان فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأكدت المصادر، أن هذه اللجنة التى ستشكلها الجماعة ستتولى ملفات التحقيق مع قيادات الإخوان، التى كان يتولاها محمد عبد الرحمن، والتواصل مع المكاتب الإدارية، مؤكدة أنها ستكون بإشراف محمود حسين الأمين العام للإخوان، الذى مهد الطرق لصهر "الشاطر" أن يتولى عدة مناصب داخل إخوان اسطنبول، وكان سببًا فى أن يستقيل من مكتب إخوان المصريين بالخارج، الذى كان يتبع جبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله.
ومن جانبه، أكد أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن التنظيم سيكلف أحد قياداته البارزة الهاربين فى الخارج بتولى الملفات التى كان يديرها محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد، موضحًا أن الأقرب لهذا الآن هو أيمن عبد الغنى صهر خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التنظيم الدولى سيعيد النظر فى إدارة عناصره داخل مصر، وسيكلف أحد قيادات الإخوان الهاربين بإدارة الملف المصرى الذى أصبح هدفًا للجهات الأمنية - وهذا سيصعب الأمر على عناصر الجماعة على مستوى المحافظات فى عقد أى اجتماعات تنظيمية، لأنها ستكون هدف للأمن المصرى الذى بدأ يتعامل مع ملف التنظيم الدولى فى الداخل والخارج باحترافية.
وأوضح أن الطريق سيكون مفتوحا أمام القيادى أيمن عبد الغنى زوج ابنة خيرت الشاطر بتكليفه لإدارة ملف التنظيم داخل مصر، خاصة أن أيمن عبد الغنى يترأس الآن غرفة عمليات القاهرة من اسطنبول وهى بمثابة جهاز استخبارات يعمل لصالح التنظيم الدولى فى جمع معلومات عن جميع الملفات المصرية، منها الملف الاقتصادى والاجتماعى والأمنى - وقياس نبض الجماهير بالنسبة للقرارات الحكومية - فالفرصة مواتية للدفع بصهر الشاطر الذى يحظى بثقة التنظيم الدولى.
وأوضح عطا أن القبض على القيادى محمد عبد الرحمن عضو الهيئة الإدارية العليا لمكتب الإرشاد فى اجتماع تنظيمى بمنطقة التجمع الخامس بمثابة صدمة كهربائية للتنظيم الدولى وقيادات الإرشاد الهاربين، لأن عبد الرحمن كان يتمتع ببعض صلاحيات المرشد، وكان يتعامل مع محمود عزت والدكتور محمود حسين بشكل مباشر، وكان من ضمن صلاحياته، الإشراف على دعم الأسر الإخوانية والقيادات المقبوض عليهم مالياً، كما أن محمود حسين بكى عندما تم القبض على مجموعة محمد عبدالرحمن، لأنه يعلم أن ذلك الأمر يعتبر شلل تام للعناصر التنظيمية بأكملها داخل مصر، لأن عبد الرحمن كان يتلقى تعليماته من الخارج هذا من ناحية، من ناحية أخرى كان لديه خطط التمويل المختلفة وكيفية الحصول عليها لدعم العناصر التنظيمية الإخوانية وأسر القيادات المقبوض عليهم.
وأضاف عطا : "فى نفس السياق، هناك الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات المختلفة المرتبطة بتحرك التنظيم فى كيفية توجيه التكليفات الخارجية عبر المحافظات، وهذه الضربة الأمنية في رأى هى الأخطر بعد ثورة 30 يونيو، وخاصة أن التنظيم كان يستعد لما يعرف بتحرك كتائب الشريعة المسلحة فى مصر وهى إحدى المليشيات المسلحة التابعة للتنظيم الدولى".
ومن جانبه، قال طارق البشبيشى القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن ما تردد من أنباء عن القبض على محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد هو ضربة موجعة للتنظيم فى مصر، وتؤكد نجاح أجهزة الأمن المصرية فى تحجيم أنشطة التنظيم بصورة كبيرة وقدرتها على الوصول لأكبر وأخطر القيادات الإخوانية.
وأضاف البشبيشى لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة لن تجد لمحمد عبد الرحمن بديلًا فى القاهرة مطلقًا، ما سيجعل إخوان الخارج هم المسئولون بشكل كامل عن إخوان مصر، كما أن هذه الخطوة ترد على من يروجون بأن هناك نوع من التهدئة أو المصالحة بين الجماعة والدولة، حيث أن ضبط محمد عبد الرحمن سيكون له أثر كبير فى إضعاف ما تبقى من أنشطة وكوادر التنظيم الإخوانى، وتثبت أن الدولة ماضية فى طريقها لتفكيك التنظيم فى مصر ونزع أنيابه وإخضاع أفراده للقانون.
وأوضح أن البيانات التى صدرت من الإخوان تعلن القبض على "محمد عبد الرحمن" وآخرهم بيان "عزت" هى بمثابة رسالة مشفرة لعناصر التنظيم للهروب من أماكنهم حتى لا يكون مصيرهم القبض عليهم.