90 مليون قلب فى "حضرة العريش".. مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب الأسود.. الأمن القومى يبدأ من مواطن واع وجبهة داخلية موحدة.. الشفافية والوضوح أمر حتمى.. والدولة مسؤولة وعلى المصريين أن يكونوا مسؤولين أيضا

السبت، 25 فبراير 2017 08:55 م
90 مليون قلب فى "حضرة العريش".. مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب الأسود.. الأمن القومى يبدأ من مواطن واع وجبهة داخلية موحدة.. الشفافية والوضوح أمر حتمى.. والدولة مسؤولة وعلى المصريين أن يكونوا مسؤولين أيضا أقباط العريش
تحليل يكتبه: هانى عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كن على يقين أن مصر فى حاجة لكل جهد من أبنائها، حتى تنهض مما تعانيه، كن أكثر يقينا أن مصر فى حاجة لـ"سلام"، حتى تستقر وتهدأ أوضاعها، ويجب أن تكون عالمًا بما يمر به الوطن الآن، وسط حرب حقيقية مع قوى ظلامية تتلون كالحرباء، أنت من يمتلك حلا لكل المشكلات، وبيدك مفاتيح استقرار الوطن وسلامة أراضيه، أنت البداية لنكون واحدًا فى مواجهة كثيرين من الخصوم "الجبناء"، نعلم حقيقة بعضهم، ولا ندرك ملامح آخرين، أنت الوطن وعليك أن تكون مصريًّا، تحمل ملامح وأصالة وقوة بلدك العريق.

العريش، وما أدراك ما العريش، لعلها تكون عنوانا لنهاية حرب استمرت لسنوات، كان الانتصار حليفًا لنا فى كل أيامها، رغم مرارة الحزن على فراق الأحبة، ممن سبقونا فى التضحية لتكون مصر كما عرفها التاريخ وما قبله، مقبرة للغزاة وجدارا فى وجه الزمن.

تهديدات ووعيد من جبناء لا يستطيعون الكشف عن وجوههم، لصوص ومرتزقة يحاربون الآمنين والعزل، ولا يستطيعون المواجهة مع أبطال وهبوا أنفسهم فداء للوطن، امتلأت بهم أرض الفيروز، جرذان لا تهوى إلا عيشة الجحور والعفن، يدعون نصرة كلمة الله وهم أتباع الباطل والضلال.

فصل جديد، نتمناه فصلا أخيرًا فى حربنا مع الإرهاب، التى تقودها مصر ببسالة أبنائها، فى واحدة من المواجهات التاريخية التى دائما ما تصنع بلادنا فيها حضارة وتمنح البشرية درسًا جديدًا فى الأصالة والوطنية، بما تقدمه من تضحيات فى سبيل السلام، دمعة جديدة على خد الوطن، تسقط ساخنة ومرّة من عين طفل أو طفلة ممن تركوا ما مضى من حياتهم فى شوارع العريش، وانتقلوا للإسماعيلية، ينهض الجميع لمسحها واستبدالها بابتسامة شفافة، بينما يتحرك أطفال العريش بثبات وتضحية، كأنهم غاروا ممن سبقوهم فى كتابة أسمائهم فى صفحات التاريخ الحديث، من السويس أو بورسعيد أو سيناء أو الجنوب وأعالى الصعيد، وكل من واجهوا الإرهاب يوما، فى حل صوره وأشكاله وانحيازاته وشعاراته وهيئاته ولغاته.

ليس مطلوبًا أن نخوض فى تفاصيل ما يحدث فى العريش الآن، أنحاز فى هذا المقام إلى رؤية الجانب الإنسانى فى الأمر، واستجلاء وجه مصر التى تخوض نضالا حقيقيا على أرض عزيزة ضد ذئاب وضباع لا دين لها ولا انتماء، والحقيقة أن أغلبنا يتابعون الأحداث طمعًا فى الاطمئنان على الإخوة والأشقاء، على الوطن وترابه، متابعة للمحبة وصناعة الأمل، لا للألم وترويج الخوف والفزع.

علينا جميعًا العلم أن أوقات الحروب تفرض علينا التزامات ومسؤوليات، فى الحرب ليس كل ما يُعرف يقال على الملأ، وليس كل ما يبدو غير واضح يثير الشك، فى الحرب يتعين عليك أن تثق فى رجالك وطليعتك وحملة سلاحك، أن نثق فى أبنائنا وإخوتنا الذين يواجهون مخططات الدم والدمار على أرض الواقع، وأن نشد على أيدى أبطال مصر، ونهمس فى آذانهم: "وصلت الأمور لأن يرحل مصرى عن بيته خوفا من تهديد الجبناء، المواجهة بكل قوة وحزم ودون مراعاة لشىء غير مصر هى المطلوب الآن، الصراحة والشفافية فى خطاب الدولة للرأى العام ضرورة حتمية، حتى لا نترك أحدًا من أبناء الوطن فريسة للتضليل، أو لضلال من فسدوا وفسدت أفكارهم".

 

حتى لا نخسر ما جنيناه من ثمار خلال السنوات الماضية، وخطوات على طريق التقدم والاستقرار، وهى ليست كثيرة بحكم المرحلة والظروف الصعبة التى واجهناها والحرب التى فرضت علينا، يجب أن نكون على يقظة، وواعين تمامًا بما نواجهه، ونعلم جميعًا، سواء من يدير أو يتابع، أن الأمن القومى يبدأ من مواطن واع ومدرك لما يمر به وطنه.

اقتربنا من إنهاء كثير من المعارك، وحققنا نجاحات على الصعيد الدولى، واكتسبنا ثقة العالم واحترامه، وانتزعنا تقدير الغرب للجهد والتضحية اللذين نقدمهما فى مواجهة الإرهاب، وأصبحت الدول الكبرى قبل الصغرى منها، ترحب بالتعاون معنا، وتأتينا مسرورة برحلتها.

المبالغة فى سرد التفاصيل، أو التزيد فى وصف الواقع، ضرر لا يتحمله الوطن فى الفترة الحالية، لنكن واقعيين ومسؤولين ويعلم كل منا دوره وما عليه فعله دون مزايدة من أحد، المهم الآن مدّ يد العون لكل من ترك بيته، هذا التزام مُلحّ علينا جميعًا تقديمه، أو على كل من استطاع إليه سبيلا، ومواجهة الدولة للإرهاب بحدّة ووضوح وحسم وسرعة أمر حتمى، وعليها ترسيخ قيم الاتحاد والتكاتف بين فئات المجتمع، لنكون جميعا "واحد" يستطيع أن يصنع الحضارة من جديد.

العمل وليس "الكلام"، الجهد الحتمى الذى يتعين علينا جميعًا الالتفات له لنصل معًا إلى "بر السلام والأمان" الذى نبتغيه لوطننا، الدولة عليها التحرك فى كل الطرق حتى لا نعود لما كرهناه ومللناه فيما مضى، إلى "العنف والفوضى"، لنكن جميعًا كما نتمنى، رجالاً يبتغون النصر وعزة الوطن، ولا يرضيهم هدف غير هذا الهدف، كما عاش آباؤهم وأجدادهم فوق أرض الكنانة لسنوات وسنوات، قبل أن يبدأ التاريخ أو يجيد التدوين والتأريخ والاحتفاظ للناس بذاكرة حياتهم، كانت مصر وحدها تتنفس وتطبع بصماتها على وجه التاريخ، وهذا الإرث الحضارى والمسؤولية الأزلية أمام الإنسانية والحياة تفرض علينا تجنيد كل طاقتنا، وحشد كل قوانا، حتى نقضى على الإرهابيين والمتطرفين والمجرمين وأعداء الأوطان والبشر، من هنا أو هناك.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة