التصفية والاعتقال والنفى فى حروب خارجية.. وسائل أردوغان لكسر "عسكر تركيا".. الهزائم تلاحق الجيش التركى بسوريا والعراق أمام داعش والأكراد.. ومراقبون: أنقرة تتبع سياسة "التعتيم" خوفا من الرأى العام

السبت، 25 فبراير 2017 12:00 ص
التصفية والاعتقال والنفى فى حروب خارجية.. وسائل أردوغان لكسر "عسكر تركيا".. الهزائم تلاحق الجيش التركى بسوريا والعراق أمام داعش والأكراد.. ومراقبون: أنقرة تتبع سياسة "التعتيم"  خوفا من الرأى العام رجب طيب أردوغان - الرئيس التركى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين تصفية وتسريح وملاحقات قضائية، يعيش الجيش التركى أسوأ عصور القمع فى تاريخ المؤسسة العسكرية، عقب فشل حركة الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان فى يوليو الماضى، ورغم عدم مرور وقت طويل على هذا الحدث، وجدت القوات التركية نفسها بصدد تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود التركية، فى شمال سوريا والعراق، وبما أنها ليست فى أحسن حالتها، تعرضت لهزائم منكرة فى تلك العمليات. 
 
فبعد مرور نحو ستة أشهر على بدء عمليات "درع الفرات" فى سوريا، وتوغل القوات التركية شمال العراق، تسعى أنقرة للتعتيم والتغطية على هزائم تعرض لها الجيش التركى بعيدا عن الرأى العام .
 
وكشف الكاتب التركى "أحمد تاكان" يناير الماضى فى مقال له بصحيفة "يني تشاغ" التركية عن حجم الخسائر التى تعرضت لها قوات بلاده فى شمال سوريا، مما أدى إلى استقالة 50 ضابطا وضابط صف من الجيش، للتعبير عن عدم الرضا حيال المسئولين العسكريين الأتراك في منطقة الباب السورية، إلا أن المؤسسة العسكرية حاولت إجبارهم على تغيير قرارهم.
 
وأكد الكاتب التركى على أن "درع الفرات" فشلت وتم إخفاء خسائرها على الرأي العام، واضطر الجيش التركى لسحب جثث جنوده بعد أن استبدلها بجثث من مقاتلى التنظيم الارهابى، كما كشف الكاتب عن خيانة مقاتلى الجيش الحر المدعوم من أنقرة للأتراك التى أدت لإضعاف الروح المعنوية العسكرية التركية بشكل ملحوظ، حيث اكتشفت تركيا مؤخرا أن الجيش الحر يقوم ببيع السلاح والعتاد الذى يزوده به الجيش التركى إلى تنظيم "داعش" الارهابى، فضلا عن فشل الأجهزة الأمنية التركية فى العثور على الجنديين اللذين أحرقا أحياء على يد تنظيمات إرهابية.وكل هذه المعطيات تنذر بتذمر عام من قبل القوات المشاركة فى العمليات العسكرية خارج تركيا.
 
كما تشير التقارير الإعلامية إلى تشديد ممارسات النظام فى الداخل، فضلا عن حملات التصفية والاعتقالات المتواصلة ضد قطاعات الجيش، وطلب العديد من هؤلاء اللجوء السياسى إلى الخارج هروبا من بطش النظام وإذلاله للجنود والضباط، وإشراك تلك القوات فى عمليات عسكرية ونوعية خارج حدودها ومقتل العديد منهم.
 
وفى العراق فضلا عن أن دور القوات التركية غير مقبول لدى حكومة بغداد، فإنها لم تتمكن من حسم المعركة ومطاردة عناصر داعش التى زعمت توغلها فى الأراضى العراقية لتطهيرها من هذا التنظيم الإرهابى.
 
ويتفق المراقبون مع الرأى القائل بأن الجيش التركى رغم أنه يعد ثاني قوة في حلف شمال الأطلسي من ناحية العدد، إلا أنه غير قادر على إدارة حرب فى العراق أو سوريا، فقد أرتكبت قواته أخطاء فادحة خلال غاراتها الجوية على الأحياء المكتظة بالمدنيين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، ما تسبب بوقوع مجازر راح ضحيتها المئات من المدنيين بين قتيل وجريح وفقا للتقارير التى يعدها المرصد السورى.
 
لكن يؤكد هؤلاء المراقبون أيضا أن تركيا لن تتراجع عن معاركها فى سوريا والعراق رغم الخسائر التي منيت بها قواتها، فالرئيس التركى يهدف من وراء تلك العمليات إلى كسب دعم العلمانيين الأتراك فى الداخل لتمرير استفتاء التعديلات الدستورية للتحول إلى نظام رئاسى وتوسيع صلاحياته والذى من المتوقع إجراؤه أبريل المقبل، وهو ما استدعى إعلان وزير دفاعه فكري إيشيق مؤخرا عن سيطرة القوات المشاركة في عملية "درع الفرات" بالكامل على مدينة الباب السورية.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة