رواية "نقطة نظام" لـ"صبحى موسى".. فى انتظار المهدى المنتظر

السبت، 25 فبراير 2017 03:00 ص
رواية "نقطة نظام" لـ"صبحى موسى".. فى انتظار المهدى المنتظر رواية نقطة نظام
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ظهور المهدى المنتظر هو محور رواية "نقطة نظام" الصادرة مؤخرا للكاتب المصرى صبحى موسى عن "الدار المصرية اللبنانية"، والتى تنتهى أحداثها بقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث يتوصل ـ أبناء القرية التى شهدت الأحداث الغرائبية والأسطورية على مدار خمسين عاماً ـ إلى الطرق التى يحمون بها قريتهم من سطوة الجن وطغيان المردة.

 

مزج الكاتب فى هذه الرواية بين الوقائعية والغرائبية، مقدما تصورا جديدا للأسباب التى أدت فى نهاية الأمر إلى قيام الثورة، حيث اختل توازن النظام فى البلاد، ولم يعد أقطاب الليل والنهار الموكول بهم حراسة أمنها القيام بمهامهم، مما أدى إلى توالى نبوءات ظهور المهدى، هذا الذى سعى السحرة والمشعوذون إلى أن يكون فى صفهم، فوضعوا سبع خطوات تنتهى بظهوره وفقا لرؤيتهم واحتياجهم إلى قوته، بينما سعى المتصوفة إلى مجابهة مخططاتهم ونفوذهم المتعاظم، وفى النهاية وقعت الواقعة التى حذر منها الجميع، واختفى ثلث قرية المؤلف الذى تورط فى الحكاية وأصبح جزءا منها.

 

فى هذه الرواية نتعرف من على مقدمات انهيار نظام مبارك، وزوال ملكه، فقد سقطت البلاد تحت وطأة الهيمنة الأمنية، وتعاظم حزب الفساد بتحالفاته المختلفة فى البلاد، ما أدى إلى اختلال التوازن الاجتماعى والسياسى والثقافى، والبحث عن دولة جديدة يقوم فيها ميزان العدل والمساواة، وليس هناك أفضل من المهدى المنتظر الذى وضعت كل فئة تصوراتها لظهوره، وعملت على أن يأتى وفقا لمصالحها وأهوائها، وهو ما أدى إلى الأحداث الغرائبية التى رصدها النص فى تلك القرية التى وصفها المؤلف بأنها مجهولة ولا أحد يعرفها على الخريطة، إلا أن ما جرى بها من أحداث كان مؤثرا على العاصمة التى اهتزت بمسئوليها الكبار والصغار فى آن واحد، ليس لأن اختفاء جانب من القرية التى لا يعرفها أحد بما فيه من منازل وسكان وحيوان وزروع يشغلهم فى شيء، ولكن خوفا من أن يتكرر مثل هذا الحادث فى شارع كالقصر العينى أو غيره فيختفى بما فيه من وزارات ومؤسسات.

 

اعتمد الكاتب فى روايته هذه على حيلة فنية تجعل القارئ مشاركا فى الحدث وليس مجرد متلق، فهو يوحى إلينا فى البداية أنه صحفى يحلم بكتابة أول رواية له، وبعد تجارب طويلة يتمكن من كتابة صفحتين عن مجذوب فى تلك القرية المجهولة، فينال ما كتبه إعجاب كل من زوجته وأصدقائه اليساريين، هؤلاء الذين يصورون له أن روايته ستصبح أفضل من أعمال ساراماجو وماركيز، فيقرر أن يذهب إلى تلك القرية التى لا يعرفها أحد كى يرى بنفسه مسرح أحداث روايته القادمة، لكن فى الوقت الذى يحتضنه ويسلم عليه والده العجوز يقع الانفجار العظيم، ويجد الصحفى القادم من القاهرة جزءا من الأحداث، حين يرسل إلى جريدته خبرا عن الانفجار الذى أدى إلى اختفاء ثلث القرية بمن فيه، ومع تطور الأحداث وتعقد خيوط الدراما نجد أنفسنا بمعاونة من أقطاب الليل والنهار من المتصوفة أمام المهدى المنتظر.

 

صبحى موسى شاعر وروائى صدرت له خمس مجموعات شعرية هى (يرفرف بجانبها وحده، قصائد الغرفة المغلقة، هانيبال، لهذا أرحل، فى وداع المحبة)، كما صدرت له خمس روايات من قبل هى (صمت الكهنة، حمامة بيضاء، المؤلف، أساطير رجل الثلاثاء، الموريسكى الأخير).










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة