أقام المكتب الثقافى المصرى بأبو ظبى أمسية تأبينية للاحتفاء بـ "شاعر النيل الأزرق" شاعر الفصحى المصرى سعد الخولى، كما كان يطلق عليه بحضور لفيف من أبناء الجالية المصرية والعربية خاصة من فلسطين وسوريا ولبنان والأردن.
واستضافت الأمسية كلً من الأديبة والكاتبة الصحفية حورية عبيدة، والشاعر السورى نعيم عيسى، والشاعرين الشابين أحمد علوانى ومحمد علوانى اللذين تتلمذا فى مدرسة الراحل، وفى البداية أشاد الدكتور أمجد الجوهرى الملحق الثقافى المصرى بأبوظبى بمكانة سعد الخولى فى العالم العربى، وبالاهتمام الخاص الذى يوليه المكتب الثقافى بتكريم المبدعين بشكل عام، والعناية بالمواهب الشابة لإبرازها لأن مصر الولادة معينها لا ينضب أبدا، وأن هذه الاحتفالية تأتى ضمن سلسلة متواصلة من الأنشطة الثقافية والفنية التى تتضلع بها السفارة المصرية بدولة الإمارات.
وقالت حورية عبيدة، فى بيان صحفى: " يرحل عنا شاعر الفصحى الفذ فيغادرنا بجسمه فقط، لأن القصائد لا ترحل أبدا، فهو رجل خصيب الفكر، شفيف الروح، بهى الحرف، صفى القلب، سمح العطاء، لذا فلا ريب أن الحجب قد زالت عن ناظريه؛ ساعة كتب قصيدته الأخيرة "سجدة" قبل وفاته بأيام: فى محراب الليل.. وقفت أمام الله أحث الخطو إليه.. ومعى بعض حبات الثلج على قلبي.. وكان الدمع صلاتي.. نادانى صوت أعرفه.. يا هذا الساكن جوف الليل تهيأ فتهيأت.. قال امكث غير بعيد فمكثت.. ورأيت الله قريبا.
وأضافت، كيف كان الراحل فارسا من فرسان اللغة العربية، منافحا عنها، يزود عن حياضها، شديد الغيرة، ويرى أن من لا يمتلك أسرار لغتنما الشريفة المقدسة فلا يكون مبدعا، واستعرضت علاقتها الأدبية به، وكيف كان شديد التواضع، دمث الخلق، وأنهت كلمتها بإحساسها بالهم الشديد تجاه مبدعينا الذين يجب أن يكرموا حال حياتهم لا بعد رحيلهم، وتساءلت عن مؤسسات حقيقية تتبنى هذا الأمر.
كما قدم الشاعر نعيم عيسى قصيدة من نظمه تبدأ أبياتها كلها بحروف اسم سعد الخولى، جاء فيها:
سحابة الشعراء زادت فى الدنا ألقا فاخضرت الفصحى وأثمرت القصيد
علوت فى الآفاق نخلا باسقا ثمرا أهديت أهل الحِجا درا تنتظمه عقود
دامت لمثل نهجك فى الآداب مملكة يسمو بعرش اللغة فذ ومعقود
حنت لك الأوزان فاصطفت تعانقها بلاغة القول حيث النسج منضود
منك العطاء ومنا الأذن مرهفة نحيى بلفظك محروم ومولود
دار البلاغة مصر أنتى شاعرها فحبذا المهد مصر والسعد مولود
واستعرض الشاعران الشابان أحمد علوانى ومحمد علوانى بعضا من سيرة حياة الشاعر الراحل، وقدما مرثية مهداه لروحه، وأوضحا كيف كان يهتم بهما وبالمواهب الشابة الحقيقية، وألقيا عددا من قصائد أشعاره: "حين صرت غيرى" و "لن أسامح مرتين"... وكما بدأت الأمسية بتشوق الحضور لسماعها، انتهت بإعجابهم الشديد بسيرة حياة ذلك الشاعر المرهف، أتبعه حماس شديد لقراءة دواوينه.