يواصل الأجانب الذين ينتمون لتنظيم داعش الإرهابى إلى القتال حتى النهاية فى الموصل من أجل السيطرة على شوارع العراقية هناك، حيث تشير مصادر لوكالة "رويترز" إلى كثرة عددهم بالفعل.
وخلال أحد المعارك، صعد الجنود العراقيون من فتحة فى سور حديقة فيها أشجار برتقال محملة بالفاكهة الناضجة وينتشر فيها حطام زجاج ليجدوا جثة مقاتل من داعش ملقاة على ظهرها حيث قتلته القوات العراقية، وعثرت بحوزته على دفتر عناوين صغير يحتوى على أرقام هواتف مقاتلين آخرين، حيث فتش المقدم عبد الأمير المحمداوى جيوب القتيل بعد أن تأكد من أنه لا يرتدى سترة ناسفة وأخرج دفتر عناوين صغيرا يحتوى على أرقام هواتف مقاتلين آخرين واسم مسؤول فى الشرطة الإسلامية التى يطلق عليها اسم (الحسبة).
قال المحمداوى "ليس عراقيا وربما لا يكون عربيا. كلما اقتربنا من المركز كلما صادفنا الأجانب."
وعلى النقيض من المتشددين العراقيين الذين يمكنهم الاختلاط بالمدنيين وربما الإفلات من شبكة قوى الأمن فليس للمقاتلين الأجانب مهرب ولذلك سيقاتلون حتى النهاية.
وقال المحمداوى "لا يهربون مثل (المقاتلين) المحليين."
وأضاف أن عدد المقاتلين الأجانب فى الشطر الغربى من المدينة أكبر بشكل ملحوظ منه فى الشطر الشرقى الذى سيطرت عليه القوات العراقية قبل شهر بعد قتال استمر 100 يوم.
وبعد الهزيمة فى شرق الموصل استعد مقاتلو التنظيم للمعركة فى غربها فأحدثوا فتحات فى الجدران وطردوا سكان البيوت التى تتيح لهم مواقع ممتازة لإطلاق النار على القوات العراقية المتقدمة.
وقال جنود إن المسار قادهم فى إحدى المراحل إلى قاعة خالية فيها دراجة نارية وكان من الواضح أن المتشددين استخدموها لأن سجادة صلاة كانت موجودة فى صندوق خلفى ملحق بالدراجة.
أمر المحمدى اثنين من رجاله بارتقاء السلم وتفتيش الطوابق العليا للتأكد من عدم وجود متشددين يختبئون فيها.
كما عثر الجنود على قطع من الورق مدون عليها إجازات قصيرة لفترات لا تتجاوز اليوم الوحد لمقاتلى داعش وقال ضابط إن ذلك يبين أنه لم يكن لديهم الوقت أو الأعداد الكافية.
مدنيون يختبئون فى الطوابق السفلى
وقد تأكدت صعوبة المعركة بسبب الكثافة السكانية. وقال المحمدى إن قوات الرد السريع اضطرت لوقف تقدمها فى الجوسق يوم الأحد لأن خمسة قناصة من داعش يختبئون بين السكان.
وأضاف المحمدى أن وحدة تكتيكية قتلت بعد ذلك المتشددين فى غارة ليلية لتمهد الطريق لوصول قوات الرد السريع إلى الجسر الأول من خمسة جسور على نهر دجلة تربط شطرى مدينة الموصل.
ومع تردد أصداء القصف المدفعى ونيران الأسلحة الصغيرة هرعت مجموعة من المدنيين عبر الشارع صوب القوات العراقية وكانت النساء تبكين خوفا. ووجهم الجنود إلى بيت فدخلت النسوة ونزلن إلى الطابق السفلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة