الملائكة والذئاب.. أخطر قصص قتل براءة الأطفال بالاغتصاب .. كيف نحمى أطفالنا من الجريمة الوحشية ونعالج من اهدرت كرامته وآدميته..الضحايا يصابون بجرح نفسى وجسدى والتأهيل والمتابعة والحنان والثقة الحل

الجمعة، 03 فبراير 2017 11:08 ص
الملائكة والذئاب.. أخطر قصص قتل براءة الأطفال بالاغتصاب .. كيف نحمى أطفالنا من الجريمة الوحشية ونعالج من اهدرت كرامته وآدميته..الضحايا يصابون بجرح نفسى وجسدى والتأهيل والمتابعة والحنان والثقة الحل اغتصاب الأطفال جريمة وحشية
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..

دائمًا ما يصعب على أصحاب الخطوات الصغيرة والكفوف الخضراء مقاومة قبضة من سولت له نفسه قتل البراءة، وسلب الكرامة، فـ«هبة» و«مرام» و«زينة» و«عمرو» أطفال أوقعهم القدر تحت براثن شخص مغتصب، كثيرون نال منهم المغتصب ولم يعودوا، وآخرون قاوموا بحيل طفولية وتأهيلية. 
 
الحكايات والروايات فى مسلسل اغتصاب وخطف الأطفال واحدة، ولا تختلف من بلد لبلد، وغالبًا ما تنتهى بقتل الضحية، والعديد من الحالات مسكوت عنها لأنها قضايا تتعلق بالشرف.
 
الدكتور عقيل النور سوار الذهب، نقيب الأطباء الشرعيين العرب، يحكى قصصًا للاغتصاب عاشها وسمع عنها فى معظم البلاد العربية، منها شيماء الطفلة السودانية التى تم اغتصابها، وألقاها الجانى فى النيل، وبحثت الأسرة عنها طويلًا دون جدوى، وبعد عدة أيام من اختفائها، التقط أحد الصيادين جثتها، وتم استخراجها من النيل، وبإجراء الكشف الظاهرى عليها لم يعط أى دليل أنها ماتت غرقًا، ووجدوا كدمات فى الرأس، وعضة فى الشفة السفلى، وتم إحضار 25 طبيبًا شرعيًا لتشريح جثة الطفلة، ومعرفة السبب الرئيسى وراء وفاتها. 
 
وأكد الأطباء بعد تشريح الجثة أنه تم اغتصابها من خلال وجود سائل منوى فى الجسم، وبعض الإصابات التى دلت على اغتصابها، وقتها أصدر رئيس الجمهورية قرارًا بإعدام الشخص الذى قام بالاغتصاب، وتم الوصول إلى المتهم فى أقل من 48 ساعة، موضحًا أن تحليل الــ«DNA» هو الذى اكتشف الجانى المغتصب.
 
وأضاف نقيب الأطباء الشرعيين العرب أن القصة الثانية كانت من الجرائم الصعبة التى لم يتخيلها أحد، وهى قصة «مرام» التى كانت تبلغ من العمر 7 سنوات، وتم اغتصابها يوم عيد الأضحى، حيث كانت الأم منشغلة بذبح الأضحية، حيث استدرجها شاب، وبعد اغتصابها تم إلقاؤها فى «بالوعة»، وتم إغلاق الغطاء عليها، وظل الناس يبحثون عنها دون جدوى حتى ظهرت رائحة كريهة جدًا، واكتشف رجل مسن أن مصدر الرائحة من البالوعة، مؤكدًا أن «مرام» حاولت الدفاع عن نفسها، وقد ظهر ذلك من خلال عضها لأحد الجناة الاثنين، موضحًا أن هذه الحالة من أصعب الحالات لأنها تم إلقاؤها فى البالوعة، وإغلاقها إغلاقًا محكمًا، مؤكدًا أن حالات الاغتصاب من الجرائم  الصعبة والمؤلمة للأسرة. 
 

الأطباء النفسيون يحللون نفسية الجانى 

الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بطب المنصورة، قال إن الأشخاص الذين يقومون بالاغتصاب هم مرضى مصابون بمرض نفسى يسمى «بيدو فيليا»، وفيه يكون المغتصب أكبر سنًا من الضحية على الأقل بــ5 سنوات، ويتم الاعتداء الجنسى على الطفل، إما الاعتداء بصورة كاملة، أو الاعتداء الجنسى السطحى، أو القهر لأداء بعض الممارسات الجنسية الشاذة.
 
وأشار إلى أن الاغتصاب يمكن أن يكون على طفل أو طفلة من نفس الجنس، أو الجنس الآخر، وهؤلاء الأشخاص لا يستمتعون بالعلاقة الجنسية السوية مع الكبار، لكنهم يكونون أكثر استثارة عند الاختلاء بالأطفال، موضحًا أن الدراسات تقول إن أكثر هذه الحالات تحدث بين أفراد العائلة، ابن الخال، أو ابن العم أو الجار، وفى هذه الحالة يكون الطفل أو الطفلة ضحية سهلة من الأقارب، وتكون هناك ثقة فى الوجود مع الأطفال منفردين، كما أن هذا الوضع يكون فيه الطفل خائفًا إذا تحدث بهذا الأمر إلى أهله، وغالبًا ما يستخدم الجانى التهديد والعنف للتأثير على الطفل حتى يقبل هذه الممارسات.
 

دور الأيتام أهم الأماكن التى قد يحدث فيها اغتصاب 

وأضاف أن حالات الاغتصاب والتحرش تكثر فى المدارس، والحضانات، والملاجئ، ودور الأيتام، أو بين المدرسين والأطفال، لأن الطفل يكون خائفًا، ودائمًا ما يعتمد الجانى على تخويف الطفل، ومدى القدرة على التحكم فيه حتى يحقق أغراضه، مؤكدًا أن الجانى هو فى الغالب شخص ضعيف وعديم الثقة فى النفس، وضعيف فى القدرة الجنسية على الممارسة بطريقة سليمة مع الكبار، مما يجعله يختار ضحية ضعيفة يستطيع أن يفرض عليها ما يريد، ويشعر بقدرته وسيطرته عليها، لذا دائمًا ما يختار الأطفال الهادئين قليلى الكلام الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بسهولة.
 

الإحصائيات دائمًا أقل من الواقع

وأوضح الدكتور «الحديدى» أن الإحصائيات والأعداد تكون أقل بكثير مما هو فى الحقيقة، لأن معظم هذه الحالات يتم التكتم عليها، خاصة إذا  ما كان الجانى من أحد أفراد الأسرة، إلا أن مثل هذه الحوادث يمكن أن تؤثر على ثقة الطفل بنفسه مستقبلًا، ونظرته لهذه العلاقة، وربما يتأثر عن طريق فقدان الثقة بنفسه ويشعر أنه ضعيف، وقليل الحيلة فى مواجهة أى ظروف أو أمور تضغط عليه، كما يمكن أن تؤدى هذه الاعتداءات لانحراف جنسى لدى الطفل إذا تكررت هذه الاعتداءات، مما يجعل لدى الطفل نوعًا من أنواع الاضطرابات فى الهوية الجنسية، ويؤثر على علاقاته الزوجية عند الكبر.
 
وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال يجب أن يتم عرضهم فورًا على طبيب نفسى لتجنب المضاعفات، لرفع ثقته بنفسه، وممارسته على كيفية الدفاع عن النفس من خلال الألعاب والرفض، وأن يتعلم كلمة «لا» ورفض هذه الممارسات، وتعليمه أن الجانى دائمًا ما يكون جبانًا، فالصوت العالى والجرأة فى رفض هذه الممارسات تجعل الجانى يهرب، ولا يستمر فى القيام بمثل هذه الأفعال.
 

اعرفى إزاى تعالجى طفلك صح

وقال الدكتور عماد حمدى، أستاذ الطب النفسى بطب القاهرة، إن أى نوع من الاتصال الجنسى مع طفل حتى سن الـ 16 سنة يسمى اغتصابًا جنسيًا، وحتى لو برضى الطفل يعتبر اغتصابًا، خاصة إذا كان يقوم به شخص بالغ، مؤكدًا أن الأشخاص الذين يقومون بالاغتصاب يعانون من الاضطرابات النفسية المتنوعة، أهمها توتر وانحراف الشخصية، وعلاجهم صعب لأن اضطرابات الشخصية تغييرها صعب، وبالتالى أفضل طريقة لعلاجهم هو تطبيق القانون، لأن الشخص المنحرف جنسيًا يكون قادرًا على أن يميز الصواب من الخطأ. 
 
وأضاف أن الاعتداء الجنسى على الأطفال منتشر، ولكن المجتمع يخفيه، أو يتعامى عنه، والحقيقة أن العيادات النفسية مليئة بالبالغين الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية فى الطفولة، موضحًا أن جميع من تعرض للاعتداء الجنسى لابد أن يكون الكلام معه بحساسية شديدة، وعرضه على طبيب يستطيع التعامل مع مثل هذه المشكلات من الاغتصاب، ويفضل أن نساعد الطفل على النسيان ولا نسأله كثيرًا على الحادث، ويتم أخذ جميع الإجراءات القانونية ضد المعتدى، وإذا ظهرت أى اضطرابات فى السلوك يتم التعامل معها بالصبر والحماية والهدوء. وقال إن أهم شىء هو ألا نعتبر الطفل مشاركًا فى الذنب، ونلومه على ذلك، فالمعتدى هو المسؤول وليس الطفل.  وقال الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن المغتصب دائمًا لا يقوم بإقامة علاقة مع أثنى بالغة لأنه محتاج إلى مجهود نفسى، وبدنى، ومادى، وتدريب على علاقة لا يستطيع القيام بها، ولكن الطفل «عجينة» سهلة ولينة بالنسبة له،  ممكن أن يغريه بشىء بسيط مثل الشيكولاتة، أو نزهة بسيطة، أو أى شىء محبب لنفسية الطفل تجعله طوعًا له.  وأضاف أن الأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب أو التحرش يتأثرون نفسيًا بعاملين، الأول هوالشعور بالقهر، لأنه لم يستطع مقاومة هذا الشخص خلال الاغتصاب، والثانى التهديد من الجانى، بحيث يكون مهددًا بشكل دائم، ولا يستطيع إبلاغ أسرته بما حدث، معتقدًا أنه هو المخطئ، ودائمًا ما يبحث الجانى عن طفل من أسرة مفككة أو الأطفال الذين لا يجدون من يسأل عنهم، موضحًا أن التأهيل النفسى يتم فى مراكز متخصصة وعلى يد معالج مدرب، ويبدأ أولًا فى محاولات علاج وتحسين شخصية الطفل وتأهيله، بإعادة الثقة لنفسه مرة أخرى حتى يتخطى الأزمة، ويقوم بتفريغ كل المشاعر المكبوتة داخله، ويتحدث عما حدث له ثم يأتى العلاج الأسرى، الذى يبدأ بالاحتواء والتقبل، والأمر ليس مقتصرًا على الوالدين فقط، بل الأسرة كلها. 
 
وأشار إلى أن الطفل يعود إلى طبيعته الأولى إذا ما تم التعامل معه وتأهيله وتدريبه بشكل صحيح، وقد لا يحتاج إلى علاج دوائى، مضيفًا أنه لمنع حدوث حالات الاغتصاب فى الأطفال لابد أن تحرص الأم على رعاية أطفالها، وتدريبهم على كيفية الدفاع عن أنفسهم بجميع الوسائل، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الآباء الذين يقومون بتدريب أبنائهم لدى الكثير من المدربين على برامج الدفاع عن النفس، ولابد من توزيع الأدوار داخل الأسرة لحماية الأطفال من التحرش والاغتصاب.
 
وأوضح الدكتور هاشم بحرى أن أهم وسيلة دفاعية للطفل أن يتعلم  عدم اقتراب أى شخص منه حتى أقرب الأقربين، ولا يثق بكل الناس إلا من يعرفهم جيدًا من الأهل والأقارب والأصدقاء الموثوق بهم من قبل العائلة.  
 
وقال الدكتور محمود بسطامى، رئيس قسم بحوث الجريمة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنه على فترات نسمع عن بعض حوادث اغتصاب للأطفال فى بعض دور رعاية الأيتام أو ذوى الاحتياجات الخاصة، وهى تظهر فى فترة من فترات الاهتزاز القيمى فى المجتمع، وهذا ناتج عن عدة أسباب:
 
أولًا: انتشار الثقافات المختلفة السلبية، نتيجة الزخم الإعلامى غير المدروس، والإنترنت، وهى وسائل لاكتساب أنماط ثقافية سلبية بدون رقابة.
 
ثانيًا: انتشار السلوكيات الجنسية غير السوية بين الكثير من الأشخاص.
 
ثالثًا: غياب الدور الحقيقى للمدرسة والمسجد والكنيسة، والتغيرات الدينية، والعولمة لمواجهة التغيرات التى تحدث فى المجتمع.
 
رابعًا: انتشار البطالة والفقر والمخدرات، وزيادة معدلات العنوسة، نظرًا للتكاليف الباهظة  للزواج، الأمر الذى يدفع البعض إلى اتباع سلوكيات سلبية للإشباع الجنسى.
 

علمى طفلك إزاى يدافع عن نفسه فى خطوات 

من جانبه قال كابتن حسين سمير، مدرب إيكدو «الدفاع عن النفس»، إن هناك بعض الخطوات التى يجب أن يتعلمها الطفل حتى يدافع عن نفسه، أهمها: 
أخذ نفس طويل من الأكسجين، والتدريب والتعلم على سرعة رد الفعل، وعدم الاعتماد على القوة وحدها لأنها فى حالة اغتصاب الأطفال أو التحرش غير متكافئة، وإنما يمكن تعلم فنيات يستطيع الطفل بها التحايل على القوة الجسدية. 
 
وينصح كابتن «حسين» بضرورة أن يقوم الطفل برفع لياقته البدنية من خلال الجرى يوميًا، حتى ولو ربع ساعة، وهذا من شأنه رفع لياقته البدنية، والابتعاد عن المشروبات الغازية تمامًا، لأن السكر ضار بالجسم، ويؤدى إلى السمنة، والاستمرار فى التدريب يوميًا مع تناول كميات من الخضروات والفاكهة واللحوم والأسماك. 
 
وأضاف: إذا كنت أضعف من الشخص الذى أمامك بدنيًا،  فيجب الخروج من «خط القوة» فورًا، وأن توجه الضربات الهجومية من الجانب الأيمن أو الأيسر، ويمكن تعليم الأطفال استخدام كل عضو من أعضاء الجسم كسلاح ضد أى هجوم، مؤكدًا أنه يمكن أن يقوم بإسقاط  شخص قوى بإصبع واحد، والالتحاق بكورسات التدريب التى تنقسم إلى ثلاث مراحل، هى: 
 
المرحلة الأولى: 75% تمارين رفع لياقة البدنية، و25% تكنيكات مختلفة.
المرحلة الثانية: 50% لياقة بدنية، و50% تكنيكات.
المرحلة الثالثة: 25% لياقة بدنية، و75% تكنيكات ضد الأسلحة، مثل العصا والسكين.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة