مازلنا نجنى الثمار الخبيثة من تدرج غير ذوى الكفاءات فى بعض المناصب القيادية فالوضع الإقتصادى الصعب الذى نحن فيه سببه الرئيسى الواسطة والمحسوبية فى التدرج للمناصب فى غالبية قطاعات الدولة.
مضى أكثر من ستين سنة ومازال القطاع الحكومى المتحكم فى كل مفاصل الدولة يديره مجموعة من الأقدميات وليس الكفاءات وعندما يدير الشخص غير المناسب أى قطاع أو منظومة فإنه يحارب ويقتل الكفاءات حتى لا يظهر أحد بجواره يخطف منه الاضواء فيحاربه بالتهميش تارة وبالجزاءات تاره أخرى وفى نهاية المطاف بالفصل فى أغلب الأحيان.
بلد ما زالت تفكر بعقلية الماضى ولا تنظر أبدا إلى الدول المتقدمة فى كيفية إدارة وإختيار مديرى ورؤساء الشركات وإختيار الأشخاص المؤهلين ذوى الكفاءات للوصول بالمنظمات إلى أعلى مستويات التقدم. نحن نذكر الغرب فقط أنه يريد أن يدخلنا فى صراعات وحروب، دائما نذكر الدول المتقدمة بالحقد والكره علينا ولا ننظر أبدا إلى التقدم والتطور فى جميع المجالات لديهم.
ولكن دعنى أسالك لماذا يحقد علينا الغرب ؟
هل لأننا وصلنا إلى مستوى إقتصادى متقدم ؟
أم لأننا قمنا بعمل خط إنتاج لأى صناعة !
أم لأننا دخلنا بقوة فى المجال النووى وأنا لا أعرف !
يجب أن نفيق ونفهم أن الغرب وصل إلى أعلى مستوى إقتصادى مبهر فأصبح يتطلع للنظر للدول الأخرى لكى يجعلها سوق كبير لمنتجاته بكافة أنواعها. نحن نزيد الصراعات الداخلية إشتعالا بأفكارنا البالية والقديمة ولا ننظر أبدا للأمام ونسأل أنفسنا :
كيف نتقدم ؟
فى هذه اللحظة تنتهى الصراعات وتتغير أفكار العالم تجاه مجتمعاتنا الضعيفة المفككة والمليئة بالأفكار الرجعية. سوء الإدارة يؤدى بالتأكيد إلى استنزاف الموارد ولو كانت كثيرة، وكفاءة وقوة الإدارة يؤدى بالفعل إلى زيادة الموارد ولو كانت قليلة.
الروتين والبيروقراطية آفات يجب على المسئولين القضاء عليها فالتقدم يحتاج إلى طريق ممهد مفروش بالديمقراطية لكى نصل بقطاعات الدولة إلى كفاءة وقوة اقتصاديات دول أوروبا وشرق أسيا.
الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى كان لها جاسوسا روسيا يعمل مستشارا للرئيس الروسى فى ذلك الوقت وكان من أكثر السياسين إخلاصا فى العمل والجميع تفاجأ عندما تم الكشف أن هذا الرجل جاسوس للمخابرات الأمريكية قال إن عمله كان يقوم على أساس وضع الرجل المناسب فى المكان غير المناسب فكان يأتى بالمهندس الزراعى ويضعه فى وزارة الصناعة والمهندس الزراعى لا يفهم شيئا بالصناعة وهذا يؤدى للقضاء على أى بادرة للبناء والتقدم.
نحن كسرنا هذه القاعدة بالجاسوس الروتينى القاتل للكفاءات وحلقنا عاليا بين دول العالم الثالث وقمنا بوضع نظرية الرجل غير المناسب فى المكان المناسب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة