بالقرب من شاطئ الكورنيش القديم بالسويس أو "الخور"، كما يطلق عليه أبناء محافظة السويس، يوجد قصر محمد على، الذى تعرض للإهمال الجسيم، مما تسبب فى تعرضه للتخريب والتدمير بسبب عدم تنفيذ العديد من القرارات الوزارية الصادرة من وزارة الآثار بترميم القصر، وتسبب الحالة التى وصل إليها القصر إلى أصابت أبناء السويس بالحزن على القصر التاريخى.
وقال أنور فتح الباب، الباحث فى تاريخ السويس وأستاذ التاريخ بوزارة التربية والتعليم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن قصر محمد على باشا الموجود بمنطقة الخور شُيد منذ حوالى 155 سنة عام 1812 فى عهد محمد على، وأنشئ القصر مباشرة على البحر بمنطقة الخور بشارع النبى موسى، والذى يتكون من طابقين وقبة عالية على أفخم طراز على التصميم التركى، كما كان مقررًا لأسرة محمد على للإشراف على إنشاء أول ترسانة بحرية فى مصر، كما كان يقضى فيه محمد على بعض شهور السنة، وكان مقر إبراهيم باشا نجل محمد على، من أجل التخطيط للحملات المصرية فى السودان والحجاز، وأشرف منه على سفر جنود الحملة بالإضافة إلى أن الخديوى قد خصص جانباً من القصر لإنشاء ثانى أقدم محكمة شرعية فى مصر خلال الحكم العثمانى، والتى تم افتتاحها عام 1868م، ولا تزال اللوحة الرخامية تحمل تاريخ افتتاح المحكمة وهى معلقة أعلى مبنى القصر إلى الآن.
وأكد الدكتور على السويسى، الناقد وأستاذ الفنون بجامعة السويس، أن القصر عاصر الكثير من الصراعات والتدهور بعد أن استولت عليه الحكومة، وتحول إلى ديوان عام للمحافظة حتى قيام ثورة 1952م، وعندما صدر قرار جمهورى بتحويل ممتلكات العائلة المالكة إلى الدولة أصبح القصر رسمياً مقراً لديوان عام محافظة السويس عام 1958م، وتم تقسيم القصر إلى ثلاثة أقسام؛ الدور الأرضى لإدارة المرور، وقسم السويس، والمحكمة الشرعية، أما الدور العلوى فتم تخصيصه لقسم السويس والمباحث الجنائية فى عام 1962م.
وأكد السويسى، لـ"اليوم السابع"، أننا فى غاية الحزن لما وصل إليه قصر محمد على، الذى تحول إلى مأوى للكلاب الضالة والخفافيش، بالرغم من أنه القصر الذى شهد انطلاق الجيش المصرى فى عصر محمد على باشا، الذى ذهب وهم الوهابيين فى أرض الجزيرة العربية، فلا يعقل أبدًا أن يترك أثر عظيم وهام للخفافيش والكلاب الضالة هكذا، وأدعو وزارة الآثار ورئيس الوزراء إلى إنقاذ القصر وتحويله إلى متحف لمحافظة السويس حتى نحافظ على الأثر الهام.
من جانبه، أكد اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، أنه تم مخاطبة وزارة الآثار من أجل تطوير وإنقاذ قصر محمد على بمنطقة الخور "الكورنيش القديم"، مؤكدًا أنه زار المنازل والمنطقة، ونقوم حاليًا بالاهتمام بها وتطويرها.
قصر محمد على
محيط القصر
قبة قصر محمد على
القصر من الداخل
أبواب القصر
القصر مدمر