بعيدًا عن البيانات الهامة التى تصدرها بصورة منتظمة وينتظرها جميع المواطنين، لتحديد أولياتهم من حيث الخروج من المنزل أو الاستمرار أو التنزه ونوع الملابس التى سيرتدونها.. دخل "اليوم السابع" إلى مقر الهيئة العامة للأرصاد الجوية للتعرف على طبيعة العمل بها، والإجابة على عدة أسئلة تجوب بخاطر الكثيرين؛ أبرزها كيف يتم تحديد حالة الطقس بمصر والتعرف على حالة الدول الأخرى وتحديد حالة البحر والبر وأماكن سقوط الأمطار وتحولها لسيول، بالإضافة إلى تصحيح بعض المعتقدات الخاطئة المرتبطة بالأحوال الجوية.
وصلنا إلى المركز الرئيسى للتحاليل والتنبؤات الجوية "مطبخ الهيئة" بصحبة الدكتور أحمد عبدالعال رئيس الهيئة، إذ بفتيات فى مقتبل العمر تمسك إحداهن بأستيكة والثانية بقلم رصاص والثالثة تسحب قلمًا أحمر من علبة ألوان ليقمن بتلوين نقاط متعددة على خرائط ورقية للكرة الأرضية كل مجموعة بلون مختلف، منها الأحمر والأصفر يكاد أن يلامس وجههن الخرائط.. سألنا عن طبيعة عملهن فردت الباحثة أمانى حمدى إحدى الباحثات بالمركز، قائلة: إن هذه خريطة سطحية توضح التنبؤات بحالة الطقس على سطح الأرض خلال الساعات المقبلة، ويقمن بتحليل خطوط الضغط على الخريطة لتحديد حالة الطقس، حيث إنه موقع عليها جميع محطات الرصد بدول العالم التى تحيط بمصر من آسيا وأفريقيا وأوروبا.
رئيس الهيئة قال، "إن الهيئة لا تعمل بالخرائط الورقية فقط، بل بالرصد الإلكترونى أيضًا، لكن يفضل العمل بالخرائط الورقية تحسبًا لوقوع أى عطل إلكترونى أو انقطاع الكهرباء.
وأضاف، أن عدد محطات الرصد التابعة للهيئة 176 محطة أرضية على مستوى الجمهورية تقيس أشياء مختلفة تعطى رصدًا كل ساعة، عبارة عن اتجاه الرياح والرؤية والظواهر، سواء أمطار أو عواصف رملية، بالإضافة إلى السحاب كميته ونوعه وارتفاعه وتحديد الضغط والحرارة والرطوبة على مدار 24 ساعة، بحيث يتم تجميع تلك البيانات وترسل إلى ما يسمى بنك المعلومات الذى حددته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حيث حددت المنظمة أماكن 3 بنوك بأفريقيا، وهى بالجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا، تلك البنوك ترسل قراءات محطات العالم أجمع أيضًا إلى مصر بحيث يبدأ الراصد توقيع جميع المحطات ويتنبأ بحالة الطقس بمصر ودول أخرى.
وعن كيفية تحديد حالة الطقس، قال "عبد العال"، إن الهيئة تحلل صور الخرائط على مستويات الضغط بالغلاف الجوى المختلفة من سطح الأرض وحتى ارتفاع 16 كيلو وهو نهاية الغلاف الجوى للتعرف على عمود الهواء، ثم يقوم الباحث بتقسيم عمود الهواء ومن خلال خبرته يحدد اتجاه كتلة الهواء وهل هناك ما يساعدها على القدوم إلى مصر، وتاريخ قدومها وفترة استمرارها، وما يصاحبها من أمطار أو رياح.
وحول كيفية تحديد سقوط السيول على مناطق ما بالمحافظات، قال "عبد العال"، إنه من خلال دراسة حركة السحب يتم تحديد كمية الأمطار التى ستسقط على الدول المجاورة وتحديد الموعد الذى ستصل فيه لمصر وكم الأمطار التى تحويها، موضحًا أن السيول عبارة عن الأمطار التى تسقط على الجبال فقط مثل مناطق البحر الأحمر، وأنه من الخطأ القول سقوط سيول فى الإسكندرية أو مطروح، كاشفًا أن فصل الخريف يعد أكثر فصل تسقط فيه الأمطاربكمية كبيرة جدًا على العديد من الأماكن تصل لحد السيول على الجبلية منها.
الدكتور أحمد فارق، رئيس المركز الرئيسى للتنبؤات، قال "إن الضغط الجوى يعرف بأنه وزن عمود الهواء من سطح الأرض وحتى آخر نقطة فى الغلاف الجوى، موضحًا أن هناك فارقًا بين المرتفع الجوى والمنخفض، حيث إن المرتفع يكون اتجاه الرياح فيه فى نفس اتجاه عقارب الساعة، وتكون كمية الهواء كبيرة ومنتشرة مساحات كبيرة ويساعد على استقرار الأحوال الجوية، لكن يصحبه شبورة مائية، أما المنخفض فاتجاه الرياح عكس عقارب الساعة ويكون على مساحات صغيرة وطارد لكميات الهواء بداخله، فيصعد لأعلى ويتكاثف ويؤدى لظهور السحب وتساقط الأمطار.
وخلال جولتنا بمركز التنبؤ، وصلنا إلى غرفة التنبؤات البحرية، فإذا بالدكتور على عبد العظيم مدير إدارة التنبؤات البحرية يشارك باحثيه فى تحليل خريطته اليومية لتحديد حال البحرين الأحمر والمتوسط غدًا، حيث قال إن التنبؤات البحرية تبدأ بدراسة الخرائط والتعرف على مصدر الهواء لتحديد سرعات الرياح خاصة فى البحر، لأن مصدر الرياح يكون ارتفاع الضغط الجوى على سطح الأرض، مشيرًا إلى أن مناطق الأقطاب تكون أبرد من مناطق خط الاستواء بسبب ميل الشمس عليها، وأن حركة الهواء دائمًا أفقية أما الرأسية فقليلة جدًا لكنها مؤثرة بشكل قوى جدًا.
وأشار "عبدالعظيم"، إلى أن التنبؤ بحالة البحر بالهيئة يتم عن طريق العمل على النموذج الأوروبى، لتحديد إمكانية حدوث الرياح على البحر وأماكنها والفترة التى ستستغرقها واتجاها، وبالتالى التعرف على هل البحر معتدل أم مضطرب لأن الرياح هى السبب الرئيسى فى ارتفاع الأمواج وهياجها.