وسط سرية تامة، انطلقت الانتخابات الداخلية لحزب "النور"، الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية، فى أمانات المحافظات خلال الساعات الماضية، لانتخاب مكاتب إدارية لمراكز الحزب فى كل محافظة، ثم انتخابات داخلية لأمناء الحزب بالمحافظات.
وأوضحت مصادر لـ"اليوم السابع"، أنه بعد إجراء انتخابات أمناء الحزب فى المحافظات، من المنتظر أن يعقد الحزب جمعية عمومية نهاية مارس المقبل، لاختيار 50 عضوًا بالهيئة العليا للحزب والمجلس الرئاسى، ثم انتخاب رئيس جديد للحزب، مشيرة إلى أن قيادات الحزب لم تحسم حتى الآن انتخاب يونس مخيون لمنصب رئيس الحزب مرة أخرى، أو الدفع بشخصية جديدة.
حزب النور يستعد لانتخاباته الداخلية بإجراء اختبارات للأعضاء
وأشارت المصادر، إلى أن حزب النور استعد لانتخاباته الداخلية بإجراء نوعين من الاختبارات، أولاهما اختبارات لأعضاء الحزب حتى ينتقل العضو من فئة منتسب إلى فئة عامل، والثانية اختبارات يخضع لها الراغبون فى خوض غمار المعركة الداخلية، سواء على مستوى المحافظة أو الهيئة العليا أو رئاسة الحزب، مشيرة إلى أن هناك لجنة تم تشكيلها، تضم عددًا من كبار قيادات الحزب، للإشراف على إجراء هذه الاختبارات.
بعيدًا عن الجانب التنظيمى، وعلى صعيد انعكاس خطوة الانتخابات على أوضاع الحزب على الأرض واختلافاها عن سابقاتها، يبدو أن الانتخابات الداخلية لحزب "النور" ترتبط دائمًا بإثارة المشكلات داخل التيار السلفى، ففى أول انتخابات عقدها حزب النور بين عامى 2012 و2013 حدثت أزمة داخلية، أسفرت عن رحيل رئيس الحزب وقتها، الدكتور عماد عبد الغفور، ومعه مجموعة من المؤسسين والأعضاء، لتأسيس حزب آخر حمل اسم "الوطن"، وفى الانتخابات الحالية خرجت قيادات سلفية متهمة الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية والأب الروحى للحزب، بالتحكم فى الانتخابات، واختيار المرشحين الموالين له، إلا أن قيادات بالحزب ردت على هذه الاتهامات بأن الانتخابات الداخلية لـ"النور" تجرى بكل شفافية.
قيادى سابق بـ"النور": برهامى يقول النتيجة وهم يفصلون الثوب كما يريد
فى هذا الإطار، قال محمود عباس، القيادى السابق بحزب النور، إن الانتخابات الداخلية ستكون روتينية ولن تفرز جديدًا، والأمور محسومة تقريبًا، إما بإعادة ترشح يونس مخيون دون أى منافسة، أو اختيار بديل له، وفى الحالتين سيكون الأمر بتوجيه من ياسر برهامى، فهو المتحكم فى الحزب وكل من فيه من قيادات وأعضاء.
وأكد القيادى السابق بحزب النور، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الانتخابات الداخلية سيتم توجيهها بشكل منظم من قبل ياسر برهامى، متابعًا: "كل ما يقال غير ذلك، بشأن إجراء الانتخابات بمنطق الشفافية، من قبيل الاستهلاك الإعلامى، برهامى يقول النتيجة وهم يغزلون الثوب لتخرج كما يريد".
قيادى سلفى: أعضاء النور مرتزقة.. بجد اتوكسوا
فى السياق ذاته، شن مدحت عمار، القيادى السلفى، هجومًا عنيفًا على حزب النور، بعد بدء انتخابات الداخلية، وقال فى تصريح له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "وسط ما تمر به البلاد، يستعد حزب النور لخوض انتخابات داخلية، بجد اتوكسوا".
وأضاف القيادى السلفى مدحت عمار، فى تصريحه: "من يتواجدون فى حزب النور مرتزقة، عدا قليلين منهم، وذلك بمناسبة الانتخابات المزمع إقامتها قريبا".
قيادى بالحزب: الحديث عن تحكم ياسر برهامى فى الحزب غير صحيح
فى المقابل، رد جمال متولى، عضو اللجنة التشريعية بحزب النور، على هذه الاتهامات، قائلا: "انتخابات الداخلية للحزب ستتم بشكل شفاف، وليست لدىّ معلومة مؤكدة حول إجراء الانتخابات الداخلية للحزب"، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن إجراء الانتخابات سيتم على غرار ما حدث من انتخابات داخلية فى عام 2013.
وأضاف عضو اللجنة التشريعية بحزب النور فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الحديث حول تحكم شخص بعينه فى الانتخابات الداخلية للحزب أمر غير صحيح، مستطردًا: "لدينا قيادات شابة ندفع بها فى المناصب القيادية، ومسألة التصعيد لا تنتظر الانتخابات، وعندما يجد الحزب شخص قادر على الأداء الجيد يتم تصعيده بشكل فورى"، لافتًا إلى أن آلية التشاور فى الحزب تتم من القاعدة إلى القيادة، ومن ثمّ تتم مناقشة كل الأمور داخل الحزب، موضحا أن الانتخابات الداخلية المقبلة للحزب ستكون بشكل معلن للجميع وسيتم دعوة الجميع للحضور.
يسرى العزباوى: الشفافية غائبة عن "النور".. وانتخاباته تحصيل حاصل
خارج الدائرة السلفية وعلى جانب الخبراء والمختصين، اتهم الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حزب النور بغياب الشفافية، وعدم وجود هياكل مؤسسية حقيقية، ما دفعه لعدم الإعلان عن موعد إجراء انتخاباته والآليات المتبعة فيها، موضحا أن الحزب السلفى لديه خوف من الانهيار أو الانشقاقات، خاصة أن هناك فريقًا من الحزب يريد العودة للعمل الدعوى فقط والابتعاد التام عن السياسة.
وأوضح الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الانتخابات الداخلية لحزب "النور" لن تسفر عن تغييرات حقيقية في هياكل الحزب، ومن ثمّ فستكون نتائجها مجرد تحصيل حاصل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة