هل تتغلب عاطفة الأمومة على عاطفة الزواج فى بعض الأحيان.. هذا هو السؤال الذى بدأ يطرحه الكثيرون بعدما عبرت العديد من الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن رغبتهن فى أن يخضن تجربة الأمومة دون زواج، كما ناقش الفن الفكرة بفيلم "بشترى راجل"، الذى أثار الإعلان الخاص به حالة كبيرة من الجدل، مع التغيرات الكبيرة التى يعيشها المجتمع المصرى، وخروج عشرات الفتيات للعمل واعتمادهن على أنفسهن، بدأت تلك الفتيات فى التعبير عن رغبتهن فى أن يعشن تجربة الأمومة دون أن يمروا بتجربة الزواج، واختلفت طرقهم فى الوصول لحلم الأمومة، فبين من خاضت رحلة للبحث عن كفالة طفل، وأخرى بحثت عن شراء حيوانات منوية وغيرها من التجارب.
برومو فيلم بشترى راجل الذى أثار حالة كبيرة من الجدل
رشا محمد عبدالله عمار، من قرية الرمالى قويسنا المنوفية، بكالوريوس تجارة، هى واحدة من تلك الفتيات اللاتى أعلنت عن رغبتهن فى الحصول على الأمومة ولكن دون الخوض فى تجربة الزواج، وترى أن أفضل سبيل لهذا هو أن تكفل طفل ليشبع لديها رغبة الأمومة كما تعوضه هى عن أمه التى فقدها.
الفتاة التى تخطت عامها الـ34، تحكى أنها مثل كل مثل كل فتاة تحلم بالزواج لتصل لحلم الأمومة وتقول: من الناحية الدينية كما أمرنا الله ورسولنا الكريم برعاية وكفالة الأيتام ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى"، متفق عليه واللفظ للبخارى.
رشا أكدت: الأمومة أهم
وتتابع أنه من الناحية الاجتماعية فهى تحلم بالإحساس بالأمومة والمسئولية وتربية ابنة نافعة لربها ولوطنها وغرس القيم السليمة التى تنتفع بها فى المجتمع.
وطلبت رشا، بتعديل القانون ليسمح للفتاة غير المتزوجة من كفالة طفل فى منزلها، وتقول "ده ممكن يغير حياة أطفال كتير جدا بيعانوا فى دور الأيتام، ويغير حياة بنات تانيين نفسهم يحسوا بالأمومة".
وتتابع أن القانون يستند فى منع كفالة الفتيات للأطفال، حتى يعيش الطفل فى أسرة مكونة من أب وأم، ولكن نحن هنا نتحدث عن أطفال يعيشون فى دور أيتام ولا يعيشون مع أب وأم حتى نقول أننا سنحرم الطفل من إحساس الأبوة، فهل الأفضل أن يشعر بإحساس الأمومة ويفتقد إحساس الأبوة أم يفتقد الاثنين معا.
رشا ليست الفتاة الوحيدة التى تثير تلك القضية، مواقع التواصل الاجتماعى والمدونات على الإنترنت مملوءة بقصص الفتيات اللاتى يعبرن عن مطالبهن بتحقيق حلم الأمومة ولكن دون زواج.
الدكتورة هالة حماد
فيما قالت الدكتورة هالة حماد، أخصائى الاستشارات الأسرية إن كفالة اليتيم يفضل أن تكون من زوج وزوجة لأن الطفل يحتاج أن يعيش فى مناخ طبيعى، ولكن لكل قاعدة شواذ فإذا كان الطفل فى دار رعاية يكون له أم متغيرة من الأخصائيات، وهنا يصبح من الأفضل أن يتربى مع أم ثابتة تكفله وترعاه ولا مانع من ذلك سيكون الأفضل له وسيكون له أم وعائلة وربما تتزوج الفتاة التى تكفله فى المستقبل فيصبح له بديل للأم والأب.
وذكرت الدكتور هالة، أنه فى بعض الأحيان يكون من الأفضل أن تتبنى الطفل فتاة غير متزوجة لأنها ستشبعه بكل حنان الأمومة بعكس المتزوجة التى ربما ترزق بطفل آخر فيما بعد ويأخذ الحنان الذى كانت تعطيه للطفل الذى كفلته، موضحة أنها كانت شاهدة على حالة كتلك وبالفعل بعدما رزقت السيدة بطفل لم تعد تعامل الطفل الذى تبنته بنفس الطريقة.
الدكتورة رضوى سعيد
ومن الناحية النفسية قالت الدكتورة رضوى سعيد، استشارى الطب النفسى، إن مساعدة الآخرين فى ظل الظروف الاجتماعية والنفسية ومشاكل تأخر سن الزواج ومشاكل عدم الإنجاب تعطى فرصة لتكافل اجتماعى بشرط أن يكون بشكل الصحى ومنضبط للمجتع ولمعايير المجتمع.
وأوضحت الدكتورة رضوى، أن عاطفة الأمومة موجودة فى كل مخلوقات حتى الذكر يكون لديه عاطفة الأمومة، ومن الممكن للرجل أن يكون أما وأبا وكذلك الأم يمكن أن تصبح أما وأبا.