أثارت تصريحات ثروت الخرباوى، نائب رئيس حزب المحافظين، القيادى السابق بجماعة الإخوان، بعدم وجود غزوات فى الإسلام، جدلا واسعا بين الأوساط الإسلامية، خاصة بعدما طالب الخرباوى بعدم إلصاق الفتوحات بالإسلام واعتبارها فتوحات عربية، فيما أكد داعية ازهرى أن لفظ الغزو ذكر فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة، بينما أكد عضو بمجمع البحوث الإسلامية أن جميع الفتوحات كانت إسلامية وليست عربية.
البداية عندما قال ثروت الخرباوى نائب رئيس حزب المحافظين، إن أول كتب السيرة أطلق عليه الأوائل اسم "المغازى"، مضيفًا: "غزوة بدر كان واقعها أن الكفار أرادوا القضاء على الإسلام، فالكفار هم من جاءوا إلى المسلمين فى عقر دارهم، لذلك كان الغزو منهم وليس من المسلمين فالمسلمين كانوا فى وضع الدفاع عن النفس".
وأضاف "الخرباوى" فى بيان للحزب: "الرسول عليه الصلاة والسلام فى غزوة الخندق وتابوك كان فى وضع دفاع عن النفس، لأن الروم هم من جاءوا إلى المسلمين، وخروج المسلمين إليهم لصد هجماتهم، واجتمعت القبائل العربية للقضاء على النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى غزوة حنين، فالغزوات هى من قام بها الصحابة فيما بعد لتكوين إمبراطورية عربية ولصد تهديد إمبراطوريات الروم والفرس.. لذلك استخدم العرب أدوات السياسة للقضاء على إمبراطوريتى الفرس والروم لإقامة إمبراطورية عظمى تأخذ مكانتها فى التاريخ وتقضى على القوتين الأخيرتين".
وتابع :"ما قام به الصحابة الأوائل سابقا هى عبارة عن فتوحات عربية ولا يمكن إطلاق عليها اسم غزوات أو فتوحات إسلامية، فكل العذر للأوائل لكن هذا هو التصنيف الحقيقى فهى ليست فتوحات إسلامية والإسلام برئ منها ولا علاقة له بها، واستخدم اسم الإسلام فى هذه الفتوحات العربية لتحويل المسار الحقيقى لها".
وأشار الخرباوى، إلى أن هناك فى ذلك الزمان ما استخدم المسار الحقيقى للإسلام وحول اتجاهه حسب هواه واستخدم فيها اسم الإسلام بطريقة أخرى، فهم خرجوا بمسار الإسلام إلى اتجاهات أخرى مثل قيام الدولة الأموية والفاطمية والعباسية والأيوبية والمماليك إلى غيره، وكان هناك خلافا بين الأمويين والعباسيين ولا أحد سمى هذه الدول بالخلافة الإسلامية.. فخلافة الخلفاء الأوائل لم يطلقوا عليها لقب خلافة إسلامية ولكن أطلق عليها فيما بعد بالخلفاء الراشدين، فالدولة الفاطمية والعباسية والأموية كانت خلافة أسر وليست خلافة إسلامية فكان هناك النعرات والخلاف الشديد فيما بينهم فالأخ كان يقتل أخاه من أجل الحكم وحدثت الكثير.
فى المقابل قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، إن هناك خلافا فى المصطلحات، إلا أن كلمة الغزوات ذكرت فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك صحابة النبى عندما قال سيدنا على بن أبى طالب للمسلمين: "اغزوهم قبل أن يغزوكم".
وأضاف الداعية الأزهرى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن على الخرباوى أن يوضح أولا الفرق بين الغزوة والفتح، لأن الغزوات معترف بها فى العالم، كما أن المسلمين فى غزواتهم لم يعتدوا على أحد، ولم يجبروا أحد على فكر معين، إلا أن الغزوات كان هدفها نشر التوحيد فى كل ربوع العالم، كما قال القرآن الكريم "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
وفى السياق ذاته الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن حديث الخرباوى بأن الفتوحات التى تمت فى عهد الإسلام لا ينبغى إلصاقها بالإسلام وأنه يجب إطلاق عليها مصطلح فتوحات عربية خطأ، لأن جميع الفتوحات التى تمت فى عهد الإسلام اشترك فيها المسلمون، وكان يتولى أمر الفتوحات مسلمون، وكانوا يحكمون المناطق التى يقومون بفتحها.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أن مصطلح الغزوات يمكن إطلاق مصطلح معركة بدلا من غزوة، لأن المسلمين كانوا لا يعتدون على أحد ولكن جميع الفتوحات كانت إسلامية، ولم يكن هناك فتوحات عربية لأنها حدثت بعد ظهور الإسلام.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
فكر مستنير
ملاحظة جيدة من الاستاذ ثروت الخرباوى تحتاج الى دراسة وتأصيل فالاسلام والمسلمون لا يمكن ان يكونوا غزاة ولا معتدين .. والاسلام لم ينتشر ابدا بالسيف .. ولم يأمر الله المسلمين بالغزو والعدوان .. ياعلماء الامة ادفعوا عن الاسلام هذه الاباطيل وادحضوا الفكر المتطرف يرحمكم الله.