قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، للولايات المتحدة الأمريكية المقرر لها يوم 15 فبراير الجارى، ولقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية كواليس ما يدار فى السر بين تل أبيب وواشنطن قبل الزيارة المرتقبة.
وذكرا الصحيفة العبرية أن رئيس الموساد الإسرائيلى، يوسى كوهين، والقائم بأعمال مستشار الأمن القومى الإسرائيلى، يعقوب نيجل، قاما بزيارة سرية إلى واشنطن، قبل أسبوعين، واجتمعا خلالها بكبار المستشارين لدى الرئيس الأمريكى الجديد، من أجل مواصلة تنسيق السياسة بين البلدين.
وكانت تلك هى المرة الثانية التى يلتقى فيها كوهين ونيجل مع مستشارى ترامب منذ فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، حيث كانت المرة الأولى فى بداية شهر ديسمبر من العام الماضى، والثانية قبل عدة أيام من تسلم ترامب لمنصبه.
والتقى كوهين ونيجل مع مستشار الأمن القومى الأمريكى الجديد مايكل فلين، ومسئولين اخرين فى طاقم الرئيس الأمريكى، وكما فى اللقاء الأول، رافق كوهين ونيجل، سفير إسرائيل لدى واشنطن، رون دريمر.
وأوضحت هاآرتس أن المحادثات التى أجراها كوهين ونيجل مع المسئولين الأمريكيين ركزت على الملف النووى الإيرانى وكيفية مواجهة طموح طهران وتهديداتها، بالإضافة لمناقشة الوضع السورى بشكل خاص، كما تطرق الجانبان إلى الملف الإسرائيلى – الفلسطينى وملف الاستيطان بالأراضى المحتلة وكيفية توسيع المستوطنات فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى للصحيفة العبرية إن المحادثات شملت تبادل اراء ومعلومات فى المسائل المختلفة، كجزء من بلورة سياسة الإدارة الجديدة.
وأكد ديوان نتانياهو نبأ الزيارة، لكنه رفض كشف تفاصيل حول جوهر المحادثات، ولكن البيت الأبيض، نشر مؤخرا بيانا إعلاميا هو الأول من نوعه فى موضوع المستوطنات، وجاء على خلفية سلسلة القرارات الاخيرة للحكومة الإسرائيلية بشأن بناء أكثر من 6000 وحدة استيطانية جديدة فى المستوطنات، وفى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإعلان نتانياهو قرار بناء مستوطنة جيدة لمستوطنى عمونا.
وجاء البيان بعد ساعتين من نشر صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، لتصريحات صدرت عن مسئولين فى البيت الأبيض جاء فيها أن إسرائيل لم تنسق ولم تطلع إدارة ترامب على سلسلة البيانات المتعلقة بالاستيطان وأن هذه البيانات تخرب على محاولة ترامب دفع العملية السلمية، فيما أكد مسئولون فى تل أبيب أن البيان الثانى المتعلق ببناء 3000 وحدة، على الأقل، لم يتم تنسيقه مع البيت الأبيض.
وجاء فى بيان البيت الأبيض، الذى وقعه المتحدث شون سبيسر: "إن توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية من شأنه التأثير على العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن رغبة الولايات المتحدة بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين بقيت من دون تغيير طوال 50 عاما، ورغم إننا لا نؤمن بأن المستوطنات تعيق السلام، إلا أن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يفيد تحقيق هذا الهدف".
وأضاف البيان: "كما قال الرئيس ترامب فى أكثر من مرة، فإنه يأمل تحقيق السلام فى كل منطقة الشرق الأوسط، فإن إدارة ترامب بلورت موقفا رسميا بشأن العمل فى المستوطنات وتتوقع مواصلة مناقشة ذلك، خاصة مع رئيس الحكومة نتانياهو، عندما يزور الرئيس ترامب فى وقت لاحق من هذا الشهر".
كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير ريكس تيلارسون أجرى محادثة هاتفية مع نتانياهو، يوم الخميس الماضى، لكنه لم يوضح ما إذا كانت المحادثة قد تطرقت إلى بيان البيت الأبيض.
وتطرق السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة إلى البيان وقال إنه لا يزال من المبكر تحديد كيف سيؤثر على استمرار البناء فى المستوطنات.
وكان نتنياهو قد وعد المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسة "الكابنيت"، بإجراء نقاش منظم قبل سفره إلى واشنطن، من أجل بلورة السياسة التى سيعرضها أمام الرئيس ترامب
وقال نتانياهو، اليوم، إنه معنى بالتحدث مع سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة رون دريمر وبإجراء التنسيق مع الإدارة الأمريكية حول مشروع القانون الخاص بتنظيم الوضع القانونى لمستوطنات الضفة الغربية قبل التصويت عليه فى الكنيست غدا الإثنين.
الجدير بالذكر أن نتانياهو غادر اليوم تل أبيب متوجها الى لندن، للقاء نظيرته البريطانية تيريزا ماى، غدا الإثنين، فى أول لقاء بينهما منذ تسلم ماى لمنصبها.
وقال المتحدث بلسان ماى إنه من المتوقع أن تعرض أمام نتانياهو موقف الحكومة البريطانية الذى يعتبر المستوطنات تتآمر على الثقة المطلوبة من أجل دفع العملية السلمية وحل الدولتين.