على مسافة ليست بعيدة عن الجناح المخصص لأنشطة الطفل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ48، وبالقرب من البوابة 11 يقع المكان المخصص لبيع المأكولات لجمهور المعرض طواله أيامه، وفى هذه المسافة الفاصلة بين جناح الأطفال وركن الطعام، يمكنك أن تلحظ ثمة تناقض.
فمنذ الساعات الأولى يشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، تدفقًا للأسر المصرية التى تصطحب أطفالها وشبابها للتجول فى أروقة المعرض، تقضى أوقاتها بين شراء الكتب، أو اللعب فى المساحات الخالية من خيم أجنحة دور النشر، أو تفقد تلك الأجنحة التى تقدم للطفل ما يشتهيه من ألعاب أو كتب وما إلى ذلك.
يقضى الأطفال فى المعرض أوقاتهم، ترى البسمة على وجوههم، وكذلك على ملامح آبائهم، أطفال يرون الثقافة والفنون فى مختلف أشكالها، فتراهم يلعبون، ومرة يستمتعون بعروض المسرح المكشوف مثل السيرك أو الفرق الفنية، أو الأراجوز، يرون هذا التدفق الكبير على حدث ربما لا يفقهون معناه فى سنهم هذا، لكن المؤكد أنه يتشكل فى وعيهم ووجدانهم.
ولأن الإبداع دائمًا ما يرصد الواقع ويستشرف المستقبل، فلن يكون غريبًا عليك إذا ما ذهبت إلى المكان المخصص لبيع الطعام، وتجولت بحثاً عما تشتهيه، مع زوجتك وأطفالك، لتجد أمامك طفلا يجسد معنى "الشقاء"، طفلاً لا يوجد بينه وبين ابنك فارق فى العمر الزمنى ربما، لكن الفرق يكمن فيما يتحمله هذا الطفل الذى لم يجد من يدافع عن طفولته، طفولة صورها كاتبنا الكبير يوسف إدريس فى قصة "نظرة"، طفل رغم كل ما نسمع عن جمعيات ومجالس ومنظمات حقوق الطفل تحمل فى سن مبكرة من عمره هذا المعنى "الشقاء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة