أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم حملة كبيرة لنشر الوعى حول مخاطر عبور البحر إلى اليمن التى مزقتها الحرب .
واشارت المفوضية فى بيان لها إلى أن أكثر من 117 ألف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اليمن فى عام 2016. وقد أغرى المهربون العديد من الاشخاص للقيام بالرحلة الخطيرة على متن القوارب وعبور البحر بحثاً عن الحماية أوعن فرص أفضل لكسب العيش. وتحذر المفوضية من أن الكثيرين يتوجهون إلى بلد يتفاقم فيه الصراع وترتفع فيه حالات النزوح ويواجه الواصون إليه مستقبلاً غامضاً فيه.
وصرّح أمين عوض، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى المفوضية، قائلاً: “إنها كارثة إنسانية داخل اليمن. علينا أن نرفع صوتنا ولا يمكن للمفوضية أن تقف جانباً إزاء ركوب العديد من الأشخاص، لا سيما الشباب، قوارب المهربين بعد اتخاذ قرارات غير مطلعة حول الوضع اليائس والخطير فى اليمن”.
وقد أطلقت المفوضية الحملة بمساعدة بعض أبرز الموسيقيين فى المنطقة بقيادة النجمة الغنائية واللاجئة السابقة مريم مرسل- التى كتبت وأدت أغنية تتضمن رسائل رئيسية لحث الأشخاص على التفكير بدقة قبل اتخاذ قرار العبور إلى اليمن. حيث هناك حوالى 19 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وفقاً للمفوضية.
ولطالما حذرت المفوضية من مخاطر العبور إلى اليمن. وقد سهل الصراع وانعدام الأمن انتشار الشبكات الإجرامية التى تستهدف الواصلين الجدد. وتعتبر النساء والأطفال بشكل خاص عرضة للعنف الجنسى والإتجار. وقد تلقت المفوضية تقارير عن قيام المهربين والشبكات الإجرامية بالاعتداء الجسدى والجنسى، والحرمان من الطعام والمياه، والاختطاف والابتزاز وسوء المعاملة والعمل القسرى، فضلاً عن الاعتقال التعسفى والاحتجاز والترحيل.
وبالنسبة إلى الواصلين الجدد الذين يسعون إلى الحصول على الحماية الدولية، فإن الوصول إلى أنظمة اللجوء فى اليمن هو صعب جداً، وقد يكون الأشخاص غير قادرين على تسجيل طلبات لجوئهم أو قد يكون وجودهم موثق من قبل السلطات فى شمال البلاد.
ويحد انعدام الأمن السائد والحرب بشكل خطير من قدرة المفوضية وغيرها من المنظمات الإنسانية للوصول إلى السكان المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية.
يذكر أن كتابة الأغنية وتصوير شريط الفيديو للحملة المتعددة اللغات قد تم فى وقت سابق من هذا الشهر من قبل مريم مرسل وزملائها الموسيقيين كآرمانتا من الصومال، ويشى ديميلاش، وداويت نيغا وتاديلى روبا من إثيوبيا، وهانى عادل من مصر. وساعدوا فى التلحين ووضع الرسائل وكتابة الكلمات خلال ورشة عمل مع الموسيقيين واللاجئين المحليين، بما فى ذلك الناجين من غرق السفينة مع قصصهم المروعة.
وستساعد الأغنية وشريط الفيديو فى نشر الرسالة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى وبرامج أخرى، بما فى ذلك باللغات الشائعة فى المنطقة. وتحمل الأغنية رسالة مفادها أن عبور البحر قد يكون مميتاً، مع الإشارة إلى أن المهربين هم غالباً دون رحمة، كما أنها تحث الأشخاص على التفكير ملياً قبل اتخاذ قرار المغادرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة