كشفت صحيفة الباييس الإسبانية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتمسك بموقفها تجاه اللاجئين وسياسة الباب المفتوح فى ألمانيا، ولا تعتزم تلبية مطلب الحزب المسيحى الاجتماعى البافارى، بوضع حد أقصى لاستقبال اللاجئين فى ألمانيا، وذلك رغم اقتراب الانتخابات التشريعية الألمانية، وتساءلت هل سيكون تمسك ميركل بموقفها تأثير سلبى على فوزها فى الانتخابات، أم أنها ستفوز لمكنتها المرموقة فى أوروبا بأجمعها وليست ألمانيا فقط.
وقالت ميركل عقب اجتماع مشترك لرئاسة حزبها والحزب البافارى فى ميونيخ: "لا أنوى تغيير موقفى فى هذا الأمر"، وذلك على الرغم من تعرضها للعديد من الضغوط وتراجعا فى استطلاعات الرأى أمام منافسها الاشتراكى مارتن شولتس.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن تقبل، فى حالة الضرورة إنهاء الاتحاد البرلمانى بين حزبى التحالف المسيحى، قالت ميركل إنها منشغلة حاليا على نحو تام بكيفية الفوز فى الانتخابات.
وكان حزبا الاتحاد المسيحى (الديمقراطى المسيحى برئاسة ميركل والاجتماعى المسيحى بزعامة زيهوفر) قد اتفقا فى اجتماع مشترك على ترك خلافاتهما جانبا والوقوف خلف ميركل مرشحتهما لمنصب المستشارية فى الانتخابات المقررة يوم 24 سبتمبر القادم.
وتتولى المستشارة الألمانية منصبها منذ أكثر من 10 سنوات، وهى فى المرتبة الأولى فى أكثر النساء نفوذا فى العالم، ولا عجب أن مجلة فوربس اختارتها للمرة السادسة على التوالى فى المركز الأول لأقوى امرأة فى العالم، ولكنها الآن فى خطر بعد استمرارها فى سياستها الخاصة باللاجئين، وأكدت الصحيفة أن ميركل تسعى للفوز فى الإنتخابات إلا أنها تعتبر أصعب اختبار تمر به خاصة فى ظل انخفاض شعبيتها فى الفترة الأخيرة بموقفها من تدفق اللاجئين على البلاد ومعارضة ما يقرب من 50% من الألمان توليها فترة رابعة.
وحتى ترتفع شعبية ميركل مرة أخرى لتستطيع اجتياز هذا الاختبار الصعب، فعليها أولا استعادة الثقة من خلال الحفاظ على الأمن وهذا عبر طرد اللاجئين والرجوع فى سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين، وثانيا استعادة ثقة حلفاءها فى التحالف المسيحى الديمقراطى، بحسب عدد من الصحف الإسبانية التى سلطت الضوء على المشهد السياسى الألمانى، ولكن هذا لن يحدث بفضل تصميمها القوى على موقفها تجاه اللاجئين، مما يجعل أمر فوزها فى الانتخابات أمرا صعبا للغاية.
وعلى الرغم من أنها اعترفت بارتكاب أخطاء تخص سياسة اللاجئين، فى بداية العام الجارى إلا أنها عادت مجددا للتمسك بسياسة الباب المفتوح، ولعل انتصار دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية يعطى الإنذار بأن العالم أجمعه أصبح يشجع السياسة التى تأتى ضد الإسلام والمسلمين وبالتالى فإنه أيضا يعتبر إنذار لميركل أيضا لأنها تشجع على سياسة اللاجئين، وهو ما يخشاه الأوروبيون.
وأمام ميركل 6 تحديات لاجتياز الانتخابات الألمانية..
1- أزمة اللاجئين
منذ أن بدأت أزمة سفر اللاجئين إلى ألمانيا وميركل سمحت بدخول أكثر من مليون لاجئ، وبعد الاتفاق مع تركيا بدأ أعداد اللاجئين فى الانخفاض، ولكن تصميم ميركل على سياستها "الباب المفتوح" أمام اللاجئين تجعلها تفقد الكثير من شعبيتها، كما أنها دعمت قانون يسمح بدمج المهاجرين فى سوق العمل الألمانية.
2- خلق فرص العمل
تمكنت ألمانيا من الحد من عدد العاطلين عن العمل لنسبة تصل إلى 6% وهو مستوى لم تشهده منذ عصور سابقة، مواصلة خلق فرص العمل فى سياق الركود الاقتصادى العالمى، ولكن على الرغم من ذلك فإن قلة فرص العمل لا تزال واحدة من أهم التحديات أمام ميركل، فالمستشارة الألمانية تحتاج إلى إدراج 7 ملايين شخص إلى العمل.
3- الدبلوماسية مع تركيا
فى ألمانيا يعيش أكثر من 2 ونصف مليون تركى، وكثير منهم يتمتعون بكامل حقوقهم مثل الألمان، وتعليقا على الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبى فى استقبال اللاجئين، وعدت برلين تركيا أن الأتراك لن يحتاجوا إلى تأشيرة دخول وسيصبح لديها "شينغن" وهى واحدة من النقاط القوية للاتفاق، والتى جعلت ميركل تعانى من انخفاض فى شعبيتها فى استطلاعات الرأى، وعلى الرغم من توقف هذه الخطوة حتى الآن بسبب عدم قيام تركيا بتعديل قانون مكافحة الارهاب إلا أنه لا يزال قائما فى حال تغيير تركيا موقفها حيال القانون.
4- صعود اليمين المتطرف
أظهرت الانتخابات المحلية فى مارس الماضى نتائج مدمرة لميركل وحزبها الاتحاد الديمقراطى المسيحى، وخسر الحزب كثيرا من التأييد الذى كان يتمتع به فى ولايتى بادن فورتنبيرغ وراينلاند بالاتينات، ولكنه حافظ على موقعه المتقدم فى ولاية سكسونيا، كما أن حزب "البديل لألمانيا" المعادى للهجرة حقق مكاسب فى الولايات الثلاث، وينظر إلى هذه الانتخابات على أنها اختبار لسياسة ميركل فى قبول أعداد كبيرة من المهاجرين.
5- تماسك ائتلاف كبير
سوف يكون الحوار حاسما فى الأشهر الأخيرة بين الحزب الديمقراطى الاشتراكى وحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى، كما تتوقع الاستطلاعات تراجع الحزبين الكبيرين، واستفادة البديل من أجل ألمانيا، وأصبح المقياس الرئيسى وضع حد أدنى للأجور، وإعادة تقييم المعاشات لهذا العام ما بين 4 و6%.
6- الإصلاحات الأوروبية
واحدة من الأشياء التى تجعل موقف ميركل قويا هى الإصلاحات الأوروبية التى اقترحتها اللجنة الثلاثية والبنك المركزى الأوروبى، خاصة فى عمليات الإنقاذ لليونان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة