تجمع مشرعون صوماليون وراء جدران مطار العاصمة اليوم الأربعاء لانتخاب الرئيس بعد تأخر الانتخابات على مدى شهور وبعد تهديدات متشددين بتعطيل مسارها.
وبدأت عملية التصويت الطويلة باختيار 14 ألف من الشيوخ والشخصيات الإقليمية البارزة 275 عضوا للبرلمان و54 عضوا لمجلس الشيوخ والذين سيقررون بدورهم ما إذا كانوا سيساندون الرئيس حسن شيخ محمود لفترة ولاية ثانية أم سيختارون رئيسا جديدا من بين 21 منافسا له.
ومن المقرر أن تبدأ انتخابات الرئيس التى كانت مقررة فى بادئ الأمر فى شهر أغسطس ظهر اليوم (0900 بتوقيت جرينتش) . ومن المتوقع أن تجرى عدة جولات قبل إعلان الفائز.
ويقول خبراء إن الرئيس محمود الذى تولى حكم البلاد فى عام 2012 سعيا لإعادة إعمارها بعد حروب وفوضى على مدى أكثر من عشرين عاما يحظى بتأييد ثلث المشرعين مما يعطيه ميزة لكن لا يضمن فوزه.
وأدى التهديد الذى تمثله حركة الشباب المتشددة التى عادة ما تشن هجمات فى مقديشو ومناطق أخرى إلى إلغاء خطة لمنح كل بالغ صوتا فى الانتخابات بسبب تحديات تأمين مراكز الاقتراع.
وسمع دوى عدة انفجارات ربما ناجمة عن قذائف مورتر فى أنحاء العاصمة فى وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى فى المدينة التى شهدت تشديد الأمن فى إطار التحضير للانتخابات.
وفى وقت سابق اليوم قال مسئول صومالى كبير إن مقاتلين من حركة الشباب اقتحموا فندقا فى بوصاصو عاصمة منطقة بلاد بنط شبه المستقلة الواقعة إلى الشمال على الساحل وقتلوا أربعة حراس كما لقى مهاجمان حتفهما.
وتبادل مرشحو الرئاسة الاتهامات بشراء ولاء المشرعين مما أثار تصريحات نفى غاضبة من بعضهم. وقالت شبكة مرقاتى وهى منظمة غير حكومية تعمل على مكافحة الفساد إن عشرات الآلاف من الدولارات منحت لأفراد لضمان تأييدهم فى الانتخابات.
ويقول المانحون الغربيون الذين كثيرا ما ينتقدون حكومة محمود بسبب الفساد إن التصويت أبعد ما يكون عن المثالية لكنه يمثل خطوة متواضعة للأمام بالمقارنة بعام 2012 عندما اختار 135 من الشيوخ فقط أعضاء البرلمان الذين اختاروا بدورهم الرئيس.
وتنتشر فى المطار حيث تجرى الانتخابات قوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقى وهو محاط بحواجز خرسانية عالية لحمايته من الهجمات. وتقع مقار هيئات الأمم المتحدة والسفارات الأجنبية داخل هذا المجمع المحصن.
وحركة الشباب التى حكمت البلاد لبضع سنوات طردت بالتدريج من معاقلها الرئيسية فى حملة شنتها قوات حفظ السلام والقوات الصومالية. لكن مقاتليها يواصلون شن الهجمات بالسلاح والقنابل فى إطار سعيهم للإطاحة بالحكومة وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.