تواصلت تظاهرات الفرنسيين مساء أمس الأربعاء وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، للتنديد بما حدث للشاب ثيو الذى تعرض للاغتصاب، والتعدى بالعنف والإهانة عليه من قبل 4 ضباط شرطة فرنسيين خلال حملة مداهمة شنوها فى أولناى سو يوا، وشهدت أحداث أمس اشتباكات متفرقة مع رجال الشرطة فى مختلف انحاء البلاد بعدما خرج سكان مدن أخرى للتظاهر والتضامن مع ثيو.
وقالت صحيفة لو فيجارو الفرنسية اليوم الخميس، أنه خرج مساء أمس فى مدينة نانت الفرنسية من 300 إلى 400 شخص، للتضامن مع الشاب المعتدى عليه من قبل الشرطة، إضافة إلى نحو 200 آخرين فى العاصمة باريس، وحمل المتظاهرون لافتات للتضامن مع الشاب (22 عاما) والاحتجاج على عدوانية الشرطة مطالبين باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضدهم.
اعتقال 28 شخصا شاركوا فى مظاهرات
واعتقلت الشرطة الفرنسية فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 28 شخصا شاركوا فى مظاهرات جديدة اندلعت فى عدد من المدن الفرنسية بخلاف العاصمة باريس، حيث خرج المئات فى مدينة أولناى سو بوا سان دونى منددين بعنف الشرطة، وانتهت الأحداث باشتباكات حادة بين قوات الشرطة التى تحاول دوماً تفريقهم.
وقال أحد مسئولى الشرطة الفرنسية، إن المتظاهرين ألقوا مواد حارقة على رجال الأمن، وحاولوا استفزازاهم مرارا وتكرارا، حتى وقعت الاشتباكات، وتعهد بأن ينال كل منهم جزاءه دون تهاون، كما يتم التحقيق حاليا مع الضباط المتسببين فى إشعال هذا الغضب.
المحكمة تحبس إثنين من المتظاهرين
ومن جانبها أعلنت محافظة سان دونى الفرنسية أن الأحداث لم تكن مشتعلة بشكل كبير، ولكنها لم تخل من التخريب، والاشتباكات، ولكنها أقل حدة من تلك التى اندلعت ليلة الأربعاء.
وحكم القضاء الفرنسى على اثنين من المتهمين صباح اليوم الخميس بالسجن المشدد لمدة 6 أشهر، كما حكمت على ثلاثة آخرين بنفس المدة مع إيقاف التنفيذ، بينما أخلت المحكمة سبيل الشاب السادس بعد ثبوت عدم مشاركته أو تورطه فى الأحداث التى شهدتها العاصمة باريس بين يومى 6 و7 يناير.
وأقامت السلطات الفرنسية اليوم محاكمات فورية لبعض الشباب المعتقلين أمس الأربعاء على خلفية الاشتباكات التى اندلعت بينهم والشرطة، وشهدت تخريبا للممتلكات العامة والخاصة، وخضع 6 من المعتقلين أمام الغرفة الـ17 فى محكمة بوبينى بتهمة المشاركة فى أعمال عنف والإخلال بالنظام العام وقيم البلاد وتخريب المناطق الحضرية.
11 من "القصر" يخضعون للتحقيق
ومن ناحية أخرى، خضع 11 من "القصر" أمام القاضى المتخصص بالتحقيق مع الأطفال، والذى بدوره اعتبرهم شهود عيان على الأحداث، واعتقلت السلطات الفرنسية 12 شخصًا أمس، فى مواجهات دخلت يومها الرابع، وأعلنت الشرطة فى بيان لها أنه تم اعتقال المتظاهرين بعدما استخدموا العنف وارتكبوا أعمال تخريب.
وجاءت حملة الاعتقالات بعد سلسلة من المسيرات الغاضبة رفع المحتجون خلالها شعارات من بينها "العدالة لتيو"، تنديدًا بالممارسات الشرطة الفرنسية بحق المدنين، والتى تبادل خلالها المحتجين ورجال الأمن الرشق بالحجارة بعد قطع للطرق من خلال إشعال إطارات السيارات فضلاً عن إتلاف عدد من الممتلكات العامة والخاصة.
هولاند يزور الضحية "تيو" فى المستشفى
وفى محاولة لاحتواء الغضب الشعبى، أقدم الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند مساء أمس على زيارة الضحية، وقال بيان صادر عن الإليزية إن الرئيس التقى "تيو" فى المستشفى الذى يتلقى فيه العلاج فى زيارة استمرت نصف ساعة، أعرب خلالها "هولاند" عن تقديره للشاب وأسرته لـ"موقفهم النموذجى والمسئول" مؤكدًا على أن القضاء الفرنسى يحقق فى الحادث، وأن كل مخطئ سينال عقابه.
والجدير بالذكر أنه وفقا للتقرير الطبى، فإن الضحية مازال حتى الوقت الراهن فى المستشفى تحت العناية الطبية الخاصة لما تعرض له من جروح وتهتكات فى منطقة الشرج، إضافة إلى السحجات والكدمات فى مناطق الصدر والظهر والوجه والجمجمة، وأنه سوف يظل فى حالة من العجز الكلى لمدة لا تقل فى أفضل الأحوال عن 60 يوما.