أكد الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى أنه على جماعة الإخوان الاعتذار عن جرائمهم التى ارتكبت فى السنوات السابقة، تجاه المواطنين والدولة، وأن يبعدوا السياسة عن الدين، ويتعامون على أنهم مواطنين مصريين فقط.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، بجامعة الفيوم اليوم الأربعاء، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، بحضور الدكتور خالد حمزة رئيس الجامعة والدكتور أشرف عبد الحفيظ، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتور عدلى سعداوى، عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل.
وحول ما يحدث للأقباط بالعريش قال الدكتور مصطفى الفقى أن مصر كتب عليها إما أن ترضى بالفساد أو تواجه الإرهاب، وأن ما يحدث هناك هو تطور دامى وعنيف، و أسلوب داعشى فى المقام الأول الذى حاول جاهدا القضاء على الشرطة ثم الجيش ثم السياحة، والآن يلعب على وتر أحداث الفتنة الطائفية وترويع الآمنين لإحراج مصر أمام العالم.
ولفت الفقى إلى أن السؤال الذى أصبح مطروحا بشدة خلال الوقت الراهن من باب حب الوطن، ألا وهو مصر إلى أين ؟ فإنى أجزم أن مصر ينتظرها مستقبل أفضل فى حال تماسكنا واجتهادنا فى العمل، خاصة أن ما نتعرض له حاليا هو أزمة ضمير وأخلاق.
وأعلن الفقى رفضه التام لما يدعو له عدد من النواب بالبرلمان بشأن تعديل نص الدستور الخاص بمدة رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن ذلك يفتح الباب على أمام العبث بالدستور، مؤكدا أنه لا يظن أن الرئيس السيسى يرحب بذلك.
وعما أثير حول انضمام الشباب للأحزاب السياسية، أكد أنه يجب أن يكون هناك عمل حزبى حقيقى فى مصر، وعلى الشباب الانضمام إلى الأحزاب التى تكون مبادئها قريبة من أفكارهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، وتوفر تدريبًا وتربية سياسية فعالة.
وأشار الفقى، إلى أن علاقة مصر بإسرائيل ثابتة، بأنها لن تقبل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، متهما إياها بالعبث فى ملف حصة مصر من مياه النيل بدعم إثيوبيا فى بناء سد النهضة، والتفكير فى زراعة أراضى لديها ضمن اتفاقيات بين إسرائيل وإثيوبيا، وهى بذلك تؤثر على حصة مصر من المياه بشكل غير مباشر، وتسعى إلى أن تكون عضوة فى دول حوض النيل بأى طريقة.
وأكد الفقى، أنه لا أحد يستطيع حصار مصر، وأن إسرائيل عرضت التدخل لدى إثيوبيا فى مشكلة سد النهضة، ولكن مصر رفضت، قائلا:"ليس من الممكن أن نعطى القط مفتاح القرار"، ولفت الفقى إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تمكن من إخراج القرار المصرى من عباءة الأمريكان، وأصبح هناك تعددية كاملة للعلاقات المصرية مع العالم.
ووصف الفقى الرئيس الأسبق حسنى مبارك بأنه كان حاكمًا وطنيًا، ولكن كان فى عهده فساد واستبداد وكان يرفض أى مساس باستقلال مصر، مشيرًا إلى أن أحد المسئولين من إحدى الدول عرض منح مصر 5 ملايين دولار فى الثمانينات، نظير قيادة أمريكا لقوات على أرض مصرية، ولكنه رفض، وكانت مشكلته الوحيدة فى بطء القرار وتأجيله، وعدم الرغبة فى المبادرة.
وفيما يتعلق بإجراءات الإصلاح الاقتصادى، أكد الفقى، أن الإجراءات الاقتصادية التى اتخذت فى هذا الطريق ومنها الاتفاق مع صندوق النقد الدولى، هى دواء تأجل تناوله من أول عام 1977 م، فى عهد السادات، وأن الشعب المصرى تقبل هذه الجرعة لدرايته بأنها الحل الوحيد، مشيرا إلى أن النتائج تظهر فيما بين ثلاث إلى 5 سنوات.
وأكد الفقى، ضرورة زراعة المليون ونصف فدان من الأراضى التى سيتم استصلاحها، بالغذاء الذى تحتاجه مصر، مشيرا إلى أن تبوير الأراضى الزراعية يدل على أزمة ضمير، وعدم الشعور بالانتماء لدى أصحابها.
واتهم الفقى، رجال أعمال بأنهم حققوا أرباحا طائلة واستفادوا من النمو الاقتصادى الذى تحقق بنهاية عصر مبارك، والذى لم يصل إلى البسطاء، مشيرا إلى أن مصر تسير على الطريق الصحيح فى الإصلاح الاقتصادى على الرغم من وجود الفقر والمرار والتعب بين المصريين.
وفى كلمته قال الدكتور خالد حمزة خلال الندوة أن الدكتور مصطفى الفقى قيمة وقامة كبيرة نفتخر بوجوده بيننا اليوم فهو عالم جليل ومفكر سياسى كبير جئنا لنستمع له متابعا أن مصر لها تاريخ كبير لايستطيع أحد إنكاره وتجاهله، وإذا كنا نتعرض فى الوقت الراهن للأزمات فهى مجرد تحديات نستطيع باتحادنا أن نجتازها بقوه.
كما أشار الدكتور أشرف عبدالحفيظ أن ندوة الدكتور مصطفى الفقى هى بداية انطلاق الموسم الثقافى للنصف الثانى من العام الدراسى مرحبا به وأن جامعة الفيوم تشرف دائما بعلمه وبمؤلفاته السياسية .
وأوضح الدكتور عدلى سعداوى أن الندوة هى تعاون مثمر بين معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة مضيفا أن الدكتور مصطفى الفقى أستاذ علوم سياسية ومن المهمومين بالشأن المصرى وكذلك من أكثر الداعمين لمعهد البحوث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة