بثت النشرة الدورية للتنظيم الدولى لجماعة الاخوان، رسائل منسوبة لمحمد عبد الرحمن المرسى المسئول عن لجنة ادارة نشاط الاخوان داخل مصر، بعد نحو أسبوعين من إعلان الجماعة إلقاء القبض عليه، فيما اعتبر مختار نوح القيادى المنشق عن الإخوان أن الهدف من وراء نشر هذه الرسائل هو مخاطبة العناصر الإخوانية التى انشقت عن التنظيم لعودتهم لصفوف التنظيم مرة أخرى.
وأفردت نشرة "رسالة الاخوان" فى عددها الأخير مساحة لنشر حوار داخلى أجراه محمد عبد الرحمن المرسى، مع أفراد الصف الاخوانى تناول خلاله أبرز القضايا المرتبطة بالجماعة فى سنوات ما بعد ثورة يناير.
وردا على سؤال حول أن الجماعة أخطأت بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، برر عبد الرحمن موقف الاخوان قائلا :"أيا كان تقييم ما حدث وتقييم القرارات التي اتخذت، فإن الميزان لدينا ليس نتائج الاعمال ، فكلها بقدر الله، وإنما صحة الإجراءات فى اتخاذ القرار والتوافق مع أهدافنا وثوابتنا"، مشيرا إلى أنه من أركان صحة الخطوات هو ممارسة الشورى والالتزام بها عند اتخاذ القرار لافتا إلى أن هذا ما حدث في جميع القرارات التى اتخذتها الجماعة فى هذا المجال.
واختتم قائلا: ما حدث من أخطاء فى التنفيذ بعد ذلك ليس مرده للقرار وإنما أسباب أخرى"
وورد سؤالا جاء فيه :"لماذا تحالفنا مع الإسلاميين وظهرنا بهذا المظهر الذى أثار الآخرين مثلما حدث فيما يسمى بجمعة قندهار؟، فآجاب عبد الرحمن: الجماعة هي دعوة إسلامية، وليست مجرد دعوة ليبرالية أو حزب سياسي، والرصيد الشعبي لها هو الاسلاميين بقاعدتهم الواسعة العريضة – حتى وإن خرج عن ذلك بعض التجمعات" مبررا تحالفات الاخوان مع الإسلاميين بأنها من الاهداف المستقبلية التى وضعها البنا لتحقيق اصطفاف من أسماهم بـ"العاملين فى ميدان الدعوة الاسلامية".
ورفض عبد الرحمن خضوع قيادات الإخوان للمحاسبة والمسائلة وقال :"التحقيق والمحاكمة والمحاسبة، تكون عندما يحدث تجاوز ومخالفة للضوابط والثوابت" وأضاف:" القرار الذي تم اتخاذه بالآلية الصحيحة وممارسة الشورى وتداول المعلومات بعد التحقق منها، فإنه لا شيء عليه أو على من اتخذه، حتى ولو ظهر أنه لم يكن هو الأصوب".
وأضاف: مجلس الشورى – الذي يأتي بالانتخاب من القاعدة – هو صاحب هذا الحق في اختيار قيادات جديدة للجماعة، حرصا على التجديد، وبالتالي لا يزايد أحد على مجلس الشورى في هذا الحق، كما أن لهذه القيادات دورتين متتاليتين فقط"
وزعم عبد الرحمن أن الجماعة لم ترغم احدا على المشاركة فى "رابعة" كما زعم أيضا أن القيادات قدموا تضحيات مثل الشباب، وأن جماعته هى التى تمثل الحق وما سماه المشروع الإسلامى.
وأدعى "عبد الرحمن" أن ما تقوم به الجماعة من أفعال هو الجهاد والتضحية من أجل الأمة الإسلامية، معترفا أن تنظيم الإخوان فشل خلال الفترة الماضية، مدعيا أيضا أن معركة الدولة المصرية ضد الإسلام وليست ضد الإخوان.
وعن نشر جماعة الإخوان حوارا لمحمد عبد الرحمن مرسى عبر الموقع الرسمى للتنظيم الدولى بعد أيام من إلقاء القبض عليه، فسر مختار نوح القيادى السابق بالإخوان الأمر قائلا: "الجماعة تستهدف من نشر مثل هذه الحوارات مخاطبة العناصر التى انشقت على التنظيم من أجل عودتهم مرة أخرى، ويحدث حاليًا داخل جماعة الإخوان، ما يمكن تسميته بعملية "التقاعد عن الإخوان" أى ترك الجماعة، وهناك انقسامات داخل الإخوان ولكنها بشكل مختلف".
وأضاف "نوح" فى تصريح لـ "اليوم السابع": "الفئة الأولى من الانقسامات داخل الإخوان، هى مجموعات تركت الجماعة ولكنها لم تعلن انشقاقها عن التنظيم، بينما الفئة الثانية هى المجموعات التى تركت الجماعة وذلك بالاتفاق مع قيادات الجماعة" مشيرا إلى أن تنظيم الإخوان يبث من وقت لآخر رسائل وحوارات لقيادات الجماعة لمخاطبة المنشقين عنها حتى يعودوا للتنظيم.
