قراءة الشخصيات فن لا يجيدوه الكثيرون.. قليلون هم من يستطيعون معرفة مفتاح الشخصية أيا كانت ومن خلاله يدخلون إلى دهاليزها، ويسبرون أغوارها وفى ظنى هذا هو ما فعله تماما الكاتب الصحفى والزميل أحمد السماحى فى كتابة رشدى أباظة الدنجوان أسطورة الأبيض والأسود" وهو الكتاب الذى يعمل السماحى على تحقيقه منذ سنوات طويلة عاصرته فى معظمها وهو يبحث ويحقق ويدقق، ويجلس مع شقيقه الأصغر فكرى أباظة ليقرأ الأوراق الشخصية للنجم الراحل ويستمع لتسجيلات بصوته وكان إنجاز الكتاب بالنسبة للسماحى حلم يخشى دائما من عدم تحققه، خاصة وأنه حلم صعب وليس بالسهولة التى يتوقعها البعض رشدى ليس مجرد نجم سينمائى فى تاريخ السينما المصرية أو العربية، أو نجم عابر قدم العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، بل هو أسطورة خالصة عاشت معها العديد من الأجيال ولا يزال يعيش بينا.. حتى الآن عندما تسأل أى فتاة عن فارس أحلامها تقول لك "نفسى يكون زى رشدى أباظة".. فهو حلم الجدة والأم والابنة على مدار أجيال مختلفة ومتتالية.
رشدى اباظة
وفى ظنى هنا تكمن صعوبة صياغة كتاب عن "الدنجوان" الراحل بمعنى هل تحكى عنه كإنسان من لحم ودم، يرتكب الأخطاء يغضب وينفعل ويحب ويخون، يضعف ويبكى يفشل وينجح؟ أم تكتفى بتصدير الصورة الحالمة عن رجل وسيم ينتمى لعائلة عريقة وهى عائلة الأباظية، وفنان موهوب تتهافت عليه النساء وكل واحدة تتمنى فقط أن ينظر إليها ولو بطرف عينه؟ كان من السهل على السماحى أن يلجأ للاختيار الثانى لأنه على الأقل لن يقلب أسرة الراحل عليه، إلا أنه اختار الأصعب وهو تقديم رشدى أباظة الإنسان بكل صفاته وكل ماله وما عليه ومن هنا جاءت متعة القراءة ودهشة الاكتشاف وتحديدا لكل ما عاناه رشدى فى حياته منذ طفولته وحتى آخر يوم فى عمره، وإذا كان السماحى انتصر لفكرة أن انفصال والد رشدى عن والدته الإيطالية سبب له عقدة فى حياته، إلا أننى أعتقد أن الظروف التى نشأ فيها النجم، وانتماءه للثقافة المصرية والإيطالية والتحاقه بمدرسة داخلية "سان مارك" هو ما جعله يصنع أسطورته الخاصة، لأنه لولا تلك الحياة بكل تفاصيلها لما عرف رشدى معنى المعاناة وكيفية التعبير عنها.. ولا كان قد اكتسب العديد من الخبرات الحياتية التى شكلت ملامحه وصنعته نموذجا للرجولة والنجومية بكل مفرداتها.
كما وصفه النجم الراحل نور الشريف فى مقدمة الكتاب.. والتى صاغها قبل رحيله بسنوات وبعد أن قرأ مسودة الكتاب الأولى والتى قال فيها أيضا أعتبر رشدى أباظة مرادفا لكلمة النجومية فهو النجم الذهبى والحقيقى الذى تنطبق عليه كلمة النجومية بمعناها الهوليودى".
يضم الكتاب الذى صدر فى معرض الكتاب الماضى ويتكون من 300 صفحة من القطع الكبير وأصدره مركز الأهرام للنشر الكثير من الأسرار عن هذا الفنان الذى لم يأخذ حقه، ولم يتم تكريمه فى أى مهرجان مصرى حتى الآن، ومن هذه الأسرار، عدم زواجه من الفنانة يسرا، كما يزيح الستار عن زوجة مجهولة فى حياته وسر شقائه فى حياته الشخصية.. «سامية جمال» الأنثى الأطول عمرًا فى حياة رشدى أباظة ويتضمن الكتاب حوارا نادرا لوالدة رشدى أباظة تتحدث فيه عن ابنها، ولماذا أبلغته بخبر قرب وفاته، وأثناء مرضه، كما يتضمن أشعارًا كتبها عبد السلام النابلسى عن الدنجوان، وسر تفكير رشدى فى الانتحار وغيرها من الأسرار التى لا يعرفها أحد، فضلًا عن مئات من الصور التى تمثل مقتطفات من حياة النجم.
رشدى اباظة
كيف تزوج رشدى من تحية كاريوكا ولماذا أعلنت والدته الحرب عليه؟
وقسم السماحى كتابه إلى 8 أبواب الأول يضم 14 فصلا بعناوين وتفاصيل حياتية مدهشة فى "حياة الدنجوان" منها "رشدى أباظة يهرب من الفشل إلى حياة لولا صدقى"، "والملك فاروق يصرخ سوف أؤدب الوغد الأباظى"، "أحبها من النظرة الأولى وعشقته فى البلاتوه رشدى وكاميليا قصة حب ونهاية حزينة"، قالت له تحية كاريوكا أنا مسافرة لبنان فرد بتلقائية تتجوزينى يا تحية"، "رشدى سبب طلاق هدى سلطان من فريد شوقى"، "تزوج انى بيريه سرا فأعلنت أمه الحرب الصامتة"،" ليلة ساخنة فى بيت سامية جمال ورقصة مع مريم فخر الدين تفجر بركان الحب".
رشدى اباظة
كيف تحدث رشدى أباظة عن فاتن وشادية وماجدة ونادية لطفى؟
أما الباب الثانى فيضم حوارا نادرا وممتعا لرشدى أباظة نفسه، وهو أطول حديث أجراه فى مشواره وفيه كشف سر تفكيره فى الانتحار وكونه النجم الأكثر جاذبية وتحدث عن رأيه فى بنات جيله من الممثلات.
والباب الثالث يحتوى على حوار لسامية جمال ووالدته وشقيقته زينب وشقيقته منيرة، أما الباب الرابع فيحمل تقييما نفسيا للنجم الراحل وزجل للفنان المبدع عبد السلام النابلسى فى رشدى أباظة، أما الباب الخامس فهو عبارة عن شهادات لنجمات ونجوم حول الدنجوان.. إضافة إلى الفصل السادس والذى يحمل رؤى نقدية والباب السابع بعنوان فيلموجرافيا رشدى أباظة، والباب الثامن يضم ملحقا من الصور النادرة من أرشيف رشدى الخاص.
كتاب "الدنجوان" من أهم كتب السير الذاتية التى صدرت فى الفترة الأخيرة عن نجم بحجم قيمة وقامة رشدى أباظة وهو كتاب يستحق القراءة لأنه فعلا يحمل متعة اكتشاف فنان، ومعاناة إنسان مع نفسه ومن حوله وكيف حول كل ذلك إلى إبداع لا يزال باقيا حتى الآن، وأسطورة تتوارثها الأجيال.
رشدى اباظة وسامية جمال
رشدى أباظة وسامية جمال
رشدى أباظة وصباح
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
الدنيا حلوة ومتعها كتير بس النار بتلسوع
ربنا يرحمه بقى ويغفرله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المذكوري
أهل العفن
هؤلاء لا يمثلون صورة مصر الحقيقة وإنما يمثلون أعداء الإسلام في نشر الفساد والانحلال
عدد الردود 0
بواسطة:
نودي الدرملي
ميرسي علا الشافعي
في البداية لابد أن أشكر الكاتبة والناقدة الجميلة علا الشافعي على مقالها الممتع جدا جدا، الذى أخذني إلى دنيا جميلة عشتها في صباي وشبابي المبكر، حيث كانت مصر تحتفي بالجمال، وكل ما في مصر كان جميلا، سواء البلد نفسها أو الرجال أو النساء، وكان الذهاب إلى السينما أو المسرح موعد مع الجمال، فكنا نتبارى فى لبس أفضل ما لدينا من فساتين حتى نبرز شياكتنا ونلفت نظر شباب هذه الأيام، وكانوا نجوم السينما ونجماتها مثال للجمال والشياكة، من رشدي لأحمد مظهر لصلاح ذوالفقار، لأحمد رمزي، إيهاب نافع، فريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، أما النجمات فهن أجمل من نجمات هوليود وفى مقدمتهن هند رستم ونادية لطفي ومريم فخر الدين وشادية ولبنى عبدالعزيز، وصباح وهدى سلطان وغيرهم، يااااااااه مصر كانت حلوة فعلا يا أولادي وبشكر علا هانم على هذا المقال الممتع الجميل الذى عشت معه أجمل الذكريات، وأتمنى أن أحصل على الكتاب لأننى بحثت عنه فى المكتبات ولم أجده
عدد الردود 0
بواسطة:
تيتا صالح
عاشقة رشدي اباظة
بجد استمتعت جدا بمقال الاستاذة علا الشافعي متعها الله بالصحة والعافية، فقد صنعت بمقالها سياحة عقلية ورومانسية للرائع رشدي اباظة الذي لن يجود الزمان بمثله واتمني ان تمتعونا بباقي العمالقة الكبار لان ما يقدم الان ليس فنا ولكنه انحطاط اخلاقي ولابد ان احيي جيل رشدي اباظة واقرانه علي ما فدموه للسينما المصرية واتمني ان اجد رجلا مثل رشدي اباظة حتي اتزوجه فورا بدون اي مهر او اعباء مالية