مخرجة فيلم "مازلت أختبئ لأدخن": قدمت معاناة المرأة العربية من الذكورية

الأحد، 12 مارس 2017 07:00 م
مخرجة فيلم "مازلت أختبئ لأدخن": قدمت معاناة المرأة العربية من الذكورية المخرجة ريحانة
شرم الشيخ - على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

**مشاهد العرى بالعمل مبررة وفى سياقها الدرامى.. وعانيت من العنصرية الثقافية فى فرنسا

**هاجرت من الجزائر بعد وضع اسمى على قائمة المباح قتلهم من قبل المتطرفين

 

شاركت المخرجة الجزائرية الفرنسية ريحانة فى مسابقة الفيلم الطويل بمهرجان شرم الشيخ فى دورته الأولى بفيلم مازلت أختبئ لأدخن وهو فيلمها الأول الذى سبق وأن قدمته كعمل مسرحى كتبت نصه وحققت نجاحا كبيرا دفعه لتقديمه كفيلم سينمائى طويل من بطولة هيام عباس وهو العمل الذى يمثل صرخة نسائية فى وجه التطرف الدينى والتميز ضد المرأة وتأويل تفسير الآيات القرآنية ليتناسب مع الفكر الذكورى المتطرف ضد المرأة ويعطى الرجل الحق فى قهرها وظلمها ويبرر حتى قتلها باسم الدين.

 

كسرت ريحانة بالعمل كل التابوهات التى لم تستطع كسرها وقت أن كانت تعيش فى الجزائر حيث هربت إلى فرنسا حفاظا على حياتها بعد أن وضعت على القوائم السوداء لدى الإرهابيين فى التسعينات وأصبح دمها مباح، لتقدم العمل متحررة من كل القيود السينمائية عارضة قصص تسع نساء داخل حمام بلدى بأجسادهن العارية وبحواديتهم المختلفة التى تدور أغلبها حول قضايا المرأة والتى تتشابه كثيرا مع حال المرأة فى الوطن العربى وليس بالجزائر فقط حيث ناقشت الزواج المبكر والعنف ضد المرأة واغتصاب الزوج لزوجته والحرية الجنسية لدى المرأة والعنوسة وغيرها.

 

"اليوم السابع" التقى المخرجة ريحانة أثناء حضورها عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ بمسابقة الفيلم الطويل حيث كشفت عن كواليس الفيلم وعن مبررتها لتقديم مشاهد العرى وعن جرائتها فى تناول العمل وتحمل نتيجة جراءتها بمنع عرضه فى الوطن العربى للجمهور.

 

البعض يرى أن اسم الفيلم مازلت أختبئ لأدخن يبدو غريبا فما مدلول الاسم بالنسبة للعمل؟

فى الجزائر ينظر المجتمع للمرأة التى تدخن السجائر على أنها عاهرة وأنها اذا كانت غير ذلك فلا يحق لها أن تدخن وإلا لصقت بها تلك الصفة ومدلول الاسم له علاقة بطبيعة العمل الكاسر للتابوهات والذى ينادى بحرية المرأة ورغم أن التدخين شىء سلبى ولكن مدلوله مشتق من فكرة الحرية فى العموم.

 

لماذا حرصت على مناقشة كم كبير من قضايا المرأة الصادمة فى عمل فنى واحد؟

فى الوقت الذى كنت أعيش فيه بالجزائر كنت أكتب مسرحيات وكنت دائما أمنع نفسى من كتابة كل ما يدور بداخلى وكنت أقوم بعمل رقابة ذاتية على نفسى لأن المجتمع الجزائرى وقتها كان شديد التعصب ولأنى كنت على يقين بأنه اذا كتبت كل ما يدور بداخلى لن يخرج إلى النور لذا عندما هاجرت إلى فرنسا قدمت كل ما يدور بذهنى فى عمل مسرحى وبعد نجاحه حولته إلى فيلم مازلت اختبئ لأدخن الذى حمل نفس قصة المسرحية.

 

وهل التعصب بالمجتمع الجزائرى هو سبب هجرتك إلى فرنسا؟

هاجرت إلى فرنسا بناءا على الضغوط التى تعرضت لها بالجزائر حيث وضعت على قوائم المطلوب قتلهم من قبل الجماعات الإرهابية والمباح دمهم فى التسعينات خاصة بعد أن قتل مخرج أخر مسرحية قدمتها هناك بعنوان "لحوينتة" وهو المخرج عز الدين مجوبى والذى اسميت ابنى على اسمه بعد اغتياله على يد المتطرفين وايضا اغتيل مخرج فيلمها السينمائى الأخير الفراشات لن تطير مجددا على تتمى حيث كتبت الفيلم وكنت الممثلة الرئيسية به واغتيل على يد المتطرفين حيث اطلقوا عليه ٩ رصاصات وكنت فى منزله وقتها مع زوجته وأطفاله الثلاثة، حيث خرج ليلقى القمامة خارج المنزل فقتل على الفور ومن بعدها قررت الهجرة إلى فرنسا وهى الأقرب لى لأنى اتحدث الفرنسية.

 

ولماذا تأخر تقديم العمل كفيلم سينمائي؟

فى البداية قدمت قصة الفيلم كعمل مسرحى كتبته واسندت مهمة إخراجه لمخرج رجل ليتولى تقديمه من منظور ذكورى وأرى كيف سيظهر المرأة وبعد نجاح المسرحية قررت أن اقدمها كفيلم باسم مازلت اختبئ لادخن

 

تعين جيدا أن الافلام التى تحتوى على عرى يمنع عرضها بالوطن العربى فلماذا لم تتغلبى على ذلك بتصوير أجساد النساء العاريات من زواية لا تظهر عوراتهن؟

فكرت فى ذلك ولكن اذا لم أبدا أنا بتقديم ذلك من سيبدأ؟! إضافة إلى اننى لم أقدم عرى لمجرد العرى وإنما عرى مبرر ودخل سياق الأحداث الدرامى كل ما فعلته أننى فتحت نافذة للمشاهد يطل من خلالها على حمام به نساء يغتسلون ويمارسون النظافة الشخصية النسائية وبالتالى الواقع يقول أن يظهرن عاريات ولكن كنت حريصة على ألا يكون هناك إثارة فلم أختار أجساد مثيرة وإنما أجساد طبيعة لسيدات يعانين من السمنة وبعضهن من النحافة الشديدة وبعضهن كبار فى السن وليس لديهن الجسد الممشوق الذى يثير الرغبة الجنسية كما أن العمل يركز على معاناة المرأة من التطرف والعنصرية والتميز باسم الدين.

 

وهل قدمت المسرحية بنفس كم العرى الذى كان حاضرا بالفيلم؟

بالطبع لا فالمسرح يختلف عن السينما ولكن المسرحية حملت حديث سياسى كبير لأن المسرح يتحمل ذلك فالعرض مدته ساعتين لذا قدمت به شق سياسى ربما اكثر جراءة مما قدم بالفيلم.

 

ولماذا حرصت على أن يكون العمل من بطولة هيام عباس وبيونا ونادية قاسي؟

منذ أن قدمت المسرحية وأنا أفكر فى هيام عباس كبطلة فى العمل ولكن هدفى الأساسى من اختيارهن هو أن أثور على العنصرية ضد الممثلاث العربيات فى فرنسا حيث تعانى الممثلات من عنصرية ثقافية بحيث لا يختارون ممثلة عربية إلا فى أدوار امرأة عربية وهو الدور النادر وهذا ما يحدث رغم أنهن يتحدثن الفرنسى بطلاقة ومنهن من ولدن بفرنسا ولم يزرن بلدهن الأصلي، وهو ما عانيت منه حيث عانيت من العنصرية الثقافية فى فرنسا فعندما يبحث مخرج جزائرى يعيش بفرنسا عن ممثلة من أصل جزائرى يرفضنى لأن لون بشرتى فاتح عن الجزائريات وعندنا يبحث مخرج فرنسى عن ممثلة فرنسية يرفضنى بحجة أننى من أصل عربي، إضافة إلى أن الممثلات الجزائريات رفضن المشاركة بالعمل.

 

ولماذا لم تشارك فنانات جزائريات بالفيلم؟

كل الممثلات اللائى يعيشن فى الجزائر رفضن المشاركة فى العمل خوفا من جرأته لذا قدمت العمل بفنانات يعيشن خارج الوطن العربى وتم تصوير الفيلم فى اليونان بحمام اثرى قديم وكل الممثلين الرجال بالعمل كانوا من اليونان إلا البطل الرئيسى بالفيلم كان جزائرى مهاجر ولا يحمل جواز سفر جزائرى.

 

أحداث الفيلم فى التسعينات ولكن المشاهد يشعر وكأن الأحداث لا تزال جارية حتى الآن؟

أحداث الفيلم فى عام 1995 ولكن تشعر أن أحداثه ممتدة لأن ما يحدث الآن من داعش هو امتداد لما كان يحدث فى التسعينات ليس فى الجزائر فقط وإنما كانت هناك موجة تطرف إرهابى فى أغلب البلدان العربية.

 

لماذا مررت مرور الكرام على مشهد اغتصاب الزوج لزوجته ومشهد قتل البطل المتطرف بالفيلم رغم أن مشهد القتل كان يحتاج إلى تقديمه بشكل يشفى غليل الجمهور بعد مقتل بطلة العمل على يده؟

أوافقك الراى ولكن لم أكن أريد أن أقدم مشاهد عنف شديدة بالعمل واكتفيت فقط بلفت الانتباه إلى أن الزوجة تتعرض للاغتصاب من زوجها وتكمل حياتها اليومية وكأنها اعتادت على القهر لتذهب وتغتسل بالحمام رافضة حتى أى رائحة لزوجها على جسدها وأن بطل الفيلم نال جزاءه.

 

وكيف تغلبت على أزمة تمويل تلك النوعية من الأفلام؟

الفيلم قدمته باللغة العربية وبلهجة الجزائرية وبالتالى رفضت وزارة الثقافة الفرنسية دعم الفيلم حيث ينص قانون الوزارة على أن يكون سيناريو وحوار العمل 50 بالمائة بالغة الفرنسية ليحصل على الدعم كما رفضت الجزائر تمويله أيضا، لكن المنتجة ميشيل راى جافراز زوجة المخرج الكبير كوستا جافراس تحمست لإنتاج العمل وتكلف 400 ألف يورو.

 

وهل هناك محاولات لعرض الفيلم فى بلدان عربية؟

العمل منع من العرض فى الجزائر وبالوطن العربى بالكامل فيما عدا تونس بمهرجان قرطاج السينمائى وضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ بمصر ومن المقرر أن يعرض فى فرنسا أبريل المقبل بمائة صالة وبمهرجان الفيلم النسائى بفرنسا وفى ميلانو واسطنبول وألمانيا والسويد وأمريكا.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة