تشهد ليبيا حراكا سياسيا وعسكريا كبيرا فى الأونة الأخيرة بدءا من سيطرة قوات ما تسمى "سرايا الدفاع عن بنغازى" على منطقة الهلال النفطى، مرورا بإلغاء مجلس النواب الليبى لقراره الصادر بشأن تمرير الاتفاق السياسى والمجلس الرئاسى الليبى ومطالبة رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية العام المقبل.
وفى تطور جديد لمجريات الأحداث فى الدولة الليبية أعلن المجلس الرئاسى لثوار مدينة الزنتان بشكل مفاجئ، مساء أمس السبت، نقل سيف الإسلام القذافى من سجنه لدى كتيبة أبو بكر الصديق تحت قيادة العقيد العجمى العتيرى إلى مكان آخر مجهول.
وكشف المجلس العسكرى لثوار الزنتان فى بيان صحفى على أنهم نقلوا نجل القذافى إلى مكان تحت رعاية لجنة مشكلة من أهالى وثوار مدينة الزنتان دون الإفصاح عن موقع هذا المكان، ويأتى التحرك الأخير من الزنتان فى ظل توقع مراقبين تفكير سيف الإسلام القذافى فى خوض الانتخابات الرئاسية وفتح اتصالات مع الأطراف الفاعلة لتشكيل جبهة داعمة له فى الانتخابات المقبلة.
ويحق لسيف الإسلام القذافى الترشح للانتخابات الرئاسية عقب شموله بقانون العفو العام الصادر بموجب قرار مجلس النواب الليبى، أعلن قائد كتيبة أبوبكر الصديق العقيد العجمى العتيرى التى تحتجز سيف القذافى بسجن فى مدينة الزنتان الليبية أن قانون العفو العام جرى تنفيذه على سيف الإسلام القذافى، مضيفا " نحن كجهة مسئولة بمصلحة التأهيل والإصلاح بالزنتان، رغم الفوضى والقتل فى ليبيا، إلا إننا حريصون على تنفيذ أى قانون صادر عن جهة تشريعية وقانونية فى ليبيا بحذافيره، ونحن حريصون على تنفيذ القوانين واحترام سلطة الدولة، حتى ولو كانت هذه الدولة ضعيفة".
يذكر أن محامى سيف الإسلام القذافى قد أكد فى حوار سابق لـ"اليوم السابع" أن قرار ترشح سيف الإسلام لرئاسة ليبيا يقرره الشعب الليبى وحده وليس غيره، مؤكدا أن البلاد سقطت فى مستنقع الفوضى والضياع والاقتتال الداخلى والصراع السياسى فى البلاد الذى أرهق المواطن البسيط مع عدم توافر الماء والكهرباء ورواتب الموظفين ما يؤكد أن حياة المواطنين الليبيين أصبحت شبه معدومة.
وطالب رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، الأربعاء الماضى، بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل شهر فبراير من عام 2018، نظرا للظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.
وخاطب رئيس مجلس النواب الليبى المفوضية الليبية العليا للانتخابات، مطالبا إياها باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.
ويرى مراقبون أنه يحق لسيف الإسلام القذافى الترشح لرئاسة البلاد عقب حالة الفوضة العارمة، التى اجتاحت ليبيا منذ اندلاع ثورة 17 فبراير، مؤكدين أن إعلان المجلس العسكرى للزنتان بنقل نجل القذافى لمكان مجهول جاء خوفا على حياته باعتباره ورقة سياسية رابحة فى المستقبل.
كانت قد أصدرت محكمة استئناف طرابلس فى يوليو 2015 أحكامًا بالإعدام بحق بعض المتهمين من أنصار نظام العقيد القذافى.
وأعلن قائد كتيبة أبو بكر الصديق العقيد العجمى العتيرى يوليو 2016 أن قانون العفو العام جرى تنفيذه على الأسير سيف الإسلام معمر القذافى، مؤكدا أن قرار الإفراج عنه جرى تنفيذًا لقانون العفو العام الصادر عن البرلمان الليبى وقررته وزارة العدل بالحكومة المنبثقة عن البرلمان.
وأكد خالد الزائدى محامى سيف الإسلام القذافى فى حوار سابق له مع "اليوم السابع" أن موكله سيف الإسلام معمر القذافى لا يفكر فى ترك ليبيا أبدا ، وهو حريص على تقديم واجبه الوطنى لأجل إحلال السلام والمصالحة الوطنية الشاملة، مشيرا لتمتع سيف الإسلام لشعبية كبيرة فى ليبيا وغالبية أبناء الشعب الليبى يرون فيه وليا للدم وكفيلا بحقن الدماء بين الليبيين، وهو يمثل لهم المنقذ للبلاد فى ظل أزمتها الحالية، على حد تعبيره.
وقد عاد اسم "سيف الإسلام القذافى" نجل العقيد الراحل معمر القذافى للواجهة السياسية فى البلاد عبر إعلان عدد من القبائل والعائلات الليبية دعمها لنجل الرئيس الليبى السابق لقيادة ليبيا فى حربها ضد الإرهاب، وذلك بعد فشل الفرقاء الليبيين فى الاستقرار سياسيا ومع استمرار تغول الميليشيات المسلحة فى البلاد وسيطرتها على العاصمة الليبية طرابلس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة