تابعنا جميعا رسائل السخرية التى انتشرت على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بين أولياء الأمور والتى اشتهرت باسم "إللى عنده معزه يربطها"، ومن خلالها أرسلت والدة طفلة فى KG 1.. عمرها خمس سنوات رسالة لأم الطفل عبد الرحمن تطالب فيها والدة الطفل بإبعاد طفلها عن ابنتها لأن الطفل قام بتقبل الصغيرة وحضنها، وأنها ليست المرة الأولى التى تطالب فيها بإبعاد الطفل عن الفتاة فقد قام مرتين من قبل بضربها وعضها ولم تتخذ الأم أى إجراء، لكن أن يصل الأمر للتقبيل هنا لن تسمح للأمر أن يمر مرور الكرام لأنها سيدة منتقبة وزوجها ملتحى ولا تقبل بالاختلاط، هكذا تربى أبناؤها جميعهم مؤكدة أنها لا تهتم بمن يقول عليها متخلفة لكنها تنفذ تعاليم دينها.
نقطة صغيرة أوقفتنى فى حوار السيدة وهى أن ابنتها عادت إليها من المدرسة مرتين مضروبة من الطفل عبد الرحمن والسيدة تسامحت فى حق ابنتها لكنها انزعجت كثيرا من احتضان الطفل لها وتقبيلها، وكأن الضرب عادى لكن "البوس" لأ، وهنا أذكركم أنها فتاة فى الخامسة من عمرها حسبما ذكرت الوالدة أنها فى KG1.
الحقيقة ورغم اعتقادى أن الحوار كله قد يكون مصطنعا بالأساس وغير حقيقى إلا أنه شغل السوشيال ميديا وعبر عن حالة العبث الذى نعيشه وكشف عن منطقة مكشوفة بالفعل لنا جميعا لكنا نفضل تجاهلها، وهى المنطقة التى يسكن التطرف فيها عقول أصحابها وقلوبهم، وأنا لا أمتلك أن أقيم طريقة تعامل الأم مع ابنتها وكيفية تربيتها لها، فهى حرة تماما تربية أبنائها كيفما تشاء تمنعهم من الاختلاط أو تسمح لهم، هذا لا يخصنى، لكنى فقط أريد أن أنبهها لشىء هام وهو ضرورة أن توجه تعليماتها لابنتها لا لأهل الطفل عبد الرحمن، لأنه لو منعت والدة عبد الرحمن طفلها من الحديث مع الطفلة، غدا سيحدثها عبد الله ويقبلها، وبعد غد غيره، وهى كأم لن تستطيع التحكم فى الكون أو تربية أطفال الغير، لذا فطفلتك هى الأولى بتعليماتك، يجب أن تعلميها كيف ترفض السلوك الخاطئ ولا تسمح به، وتعلميهما كيف تدافع عن نفسها وتمنع الآخرين من ممارسة فعل هى ترفضه، هذا هو الأنفع لها.
أما السيد أبو عبد الرحمن والذى ضرب نموذجا عجيبا بالطريقة التى رد بها على والدة الطفلة فأقول له ياسيد أبو عبد الرحمن، أنا لا أختلف معك فى مضمون الرد، لكن أختلف فى طريقته، فأولا البنت ليست معزة وابنك ليس من حقه أن "يبوس اللى هو عاوزه"، فكان عليك أن تراجع ابنك أولا وتعرف منه هل قام بتقبيل الفتاة بإرادتها أم رغما عنها، كما أنه لا يجب عليك أن ترسخ لهذا المفهوم الذى يسمح للرجل أن يفعل ما يحلو له وقتما يريد، إلا إذا كنت تؤهل طفلك لأن يصبح متحرشا محترفا فى الكبر.
ربما أتفهم استخدامك لطريقة المكايدة فى الرد، والتى وجدت أنت أنها تناسب الطريقة التى تحدثت بها والدة الطفلة، لكن ليس من أن تمنح لطفلك الحق فى فعل ما يحلو له، فكان عليك كأب أن تقدر خوف الأم على ابنتها وتحترم ذلك، ولم يكن عليك أن تتهم الطفلة صاحبة الخمس سنوات من العمر أنها ليست مؤدبة وغير متربية، قائلا "بنتك لو كانت مؤدبة ومتربة كانت قالت للأبلة"، فهى طفلة لا تدرك كل ما يدور فى ذهنك أنك ووالدتها، وكذلك ابنك الذى لم يقصد شرا بالطبع، فكيف ذلك وهو فى الخامسة من عمره، كما أنه ليس من حقك أن تصف الفتاة بـ"المعزة" وتطالب بربطها، ويبدو من هذا التوصيف أنك لم تنجب فتاة وأدعو الله هنا أن يرزقك بفتاة حتى تتعلم كيف يكون القلق عليها.
أخيرا أقول لكما أن رسائلكما ما هى إلا تشويه لعقول وقلوب الأطفال الذين لا يدركون التشوه الفكرى الذى نعيشه، ولا يبالون بالعقد التى تعيشونها ولا خبراتكما السيئة فى الحياة والتى نتجت عنها كل هذه العقد والمشاكل النفسية التى تقدمونها لأبنائكم وتؤهلونهم بها لأن يصبحوا أفرادا غير سويين فى مجتمع غير سوى، فالفتاة لم تتعلم كيف تدافع عن نفسها وتقبل الضرب لكن لا تقبل الحضن، والرجل من حقه أن يفعل ما يحلو له والبنت لو تقدر تمنعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان
حوار مقصود كابتزاز مجتمعى ممنهج لاجبار الاناث على زى معين من الطفوله و الا فلا يلومن الا انفسهن
تصرف الطفلين برىء ولا يحتاج لضجه من الاساس لان الاطفال فى هذا العمر يتوددون الى بعض حتى وان كانوا من نفس الجنس دون اى ادراك حسى،اما حوار الابوين فلا يدعو للاستغراب فهو ناتج عن تاثرهم بدعاة التطرف اللى حولوا الانثى بجميع اعمارها الى كتلة لحم اما تقمع و تغطى بحجاب اجبارى من الصغر او يحلل انتهاكها و التهامها و ملهاش حمايه او ديه مع القاء اللوم عليها و على اهلها و التبرير للذكر انه من حقه فعل ما يحلو له دون لوم او زجر او عقاب، دا اللى الاباء و الابناء بجميع اعمارهم بيسمعوه فى المساجد و التليفزيون و الراديو و ادارات المدارس و الجامعات، عشان كده انتشر التحرش من الذكور دون رادع من المجتمع فى ابتزاز صريح للاناث و اجبار لاهلهن على الزامهن بزى معين فى الشوارع و المدارس من الطفوله و الا فلا يلومن الا انفسهن!