التقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الذى يزور واشنطن، وهى الزيارة الأولى لمسئول سعودى رفيع المستوى منذ تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا، وتناول اللقاء محادثات فى المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتى وصفها الأمير السعودى بأنها "نقطة تحول تاريخية" فى العلاقات بين البلدين.
وتأتى زيارة الأمير محمد، 31 عامًا وهو ابن الملك سلمان عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين ووزير الدفاع، فى أعقاب زيارة قام بها لواشنطن فى يونيو بعد أن كشف عن الرؤية العربية السعودية عام 2030 والتى تتضمن خطط لتحويل أكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم إلى اقتصاد لا يعتمد على النفط الخام.
ووردت تفاصيل عن اللقاء الذى عقد الثلاثاء فى بيان أصدره مستشار لولى ولى العهد السعودى، والذى قال فيه أن الاجتماع قد وضع الأمور فى مسارها الصحيح بعد أن شهدت العلاقات الثنائية فترة من الاختلاف فى وجهات النظر.
وأوضح البيان أن الرئيس الأمريكى عبر، خلال لقاءه بالأمير السعودى، على احترامه للدين الاسلامى معتبرًا إياه من الديانات السماوية التى جاءت بمبادئ عظيمة للانسانية ولكنها اختطفت من قبل الجماعات المتطرفة. وكان موقع بلومبرج الأمريكى قد نشر نص البيان.
وتابع المستشار فى بيانه: إن المملكة العربية السعودية لا تعتقد أن قرار حظر الهجرة الذى فرضه الرئيس دونالد ترامب بأنه يستهدف الدول الإسلامية أو الدين الإسلامى، ولكنه قرار سيادى يهدف لمنع دخول الارهابيين إلى الولايات المتحدة.
وأكد على أن "الأمير محمد بن سلمان شدد على أن المعلومات الواردة من المملكة العربية السعودية تؤكد بالفعل وجود مؤامرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية تم التخطيط لها فى تلك البلدان سرًا من قبل تلك الجماعات التى استغلت وجود ما افترضوا بأنه ضعف الأمن للقيام بعمليات ضد أمريكا".
وتناول الجانبان تجربة المملكة الناجحة فى بناء جدار على الحدود بينها وبين العراق، والتى أدت لمنع الدخول غير القانونى للأشخاص، وعمليات التهريب. فيما عبر الأمير محمد عن أسفه لعدم تطبيق السعودية لنفس التجربة على حدودها مع اليمن.
كما عبَّر الأمير عن ارتياحه لموقف ترامب الإيجابى حول الإسلام، والذى يعتبر مضاد لما روجت له وسائل الإعلام عن الرئيس الأمريكى، مؤكدًا على أن "ترامب" لديه نية جادة للعمل مع العالم الاسلامى، وأن الأمير محمد يعتبره "صديق حقيقى" للمسلمين وسوف يخدم العالم الاسلامى بطريقة لا يمكن تصورها.
وتمت مناقشة العديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، وشملت الاستثمارات السعودية الضخمة فى أمريكا، فضلًا عن تقديم فرص لدخول الشركات الأمريكيى إلى السوق السعودى، إذا أشار البيان إلى جهود الرئيس ترامب لتحسين مناخ الاستثمار داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
أما فيما يتعلق ببرنامج إيران النووى، فقد اتفق الجانبان على أن إيران تمثل تهديدًا أمنيًا على المنطقة.
وعلق موقع بلومبرج الأمريكى على التفاهم المتبادل بين الدولتين قائلا إنه يعكس حرص الدول العربية السنية على تجديد التحالف بعد توتر مع إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، الذى وقع على الاتفاق النووى عام 2015 مع إيران.
ومن جانبه قال سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة فى معهد واشنطن، إن الإدارة الأمريكية الجديدة ترى السعودية باعتبارها جزءًا أساسيًا من منطقة الشرق الأوسط ودولة مهمة لخلق علاقة إيجابية معها، حتى لو كانت هناك توترات فى العلاقة".
وأشار "هندرسون" إلى الخلاف بين المملكة والإدارة الأمريكية السابقة، معلقًا بأنه لذلك السعوديين يرغبون فى جعل العلاقات مميزة مع الإدارة الجديد لترامب.
ووفقًا لكريستين سميث، باحث مقيم بمعهد دول الخليج العربية فى واشنطن، فإن زيارة ولى ولى العهد السعودى لأمريكا هى علامة على أن الدول الخليجية "تقفز مبكرًا إلى القارب فى محاولة لبناء تلك العلاقات الوثيقة التى يعتقدون أنها ستفيدهم جدًا".