محمد الواحى يكتب: لا صوت يعلو فوق صوت الهجرة

الخميس، 16 مارس 2017 10:00 م
محمد الواحى يكتب: لا صوت يعلو فوق صوت الهجرة هجرة غير شرعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

باتت مسألة الهجرة غير الرسمية (غير الشرعية) سيرة على كل لسان، وتتصدر جدول أعمال المسئولين المصريين والعرب فى لقاءاتهم مع المسئولين الأجانب، وأخرها ما قام به وزير خارجية مصر (سامح شكرى) من لقاءات فى بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبى) والتى بدأها الأحد 5 مارس الجارى، وقبلها زيارة ميركل المستشارة الألمانية إلى القاهرة وتونس.

 

ففى الوقت الذى ينتقد الرئيس الأمريكى (ترامب) لفرض إجراءات حمائية تحول دون انتقال الأفراد والبضائع من وإلى الولايات المتحدة، يتم السكوت عن ما يقوم به الأوربيون من إجراءات شبيهة بما يتم على الضفة المقابلة من المحيط الأطلنطى.

 

فبعد عام من اتفاق بروكسل وأنقرة على منع تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبى من ناحية تركيا وبحر إيجنز ترنو بروكسل استنساخ ذاك الاتفاق مع دول جنوب المتوسط لمنع استخدام النازحين لهذه المنطقة فى العبور إلى السواحل الإيطالية.

 

إذن أغلقت بروكسل الثغرة الشرقية لتظل نظيرتها الجنوبية قائمة ويبدو أنه لا مناص من تشييد سور كـ(سور برلين) يحيط بدول الاتحاد الأوروبى الـ28، إحاطة السوار بالمعصم وهو أمر صعب تنفيذه علمياً .

 

بات المتوسط كالأطلسى الذى قضى الرقيق فى الماضى نحبهم فى أثناء عبورهم من الساحل الأفريقى الشرقى إلى ساحل الأمريكتين الغربى بسبب الجوع والأوبئة، أما الآن فيموت الأفارقة والآسيويون فى المتوسط لاكتظاظ سفنهم وقواربهم المطاطية بالحالمين بغد أفضل.

 

فالفقر وأهوال الحرب هما الدافعان للهجرة عبر المتوسط، أما فى الماضى فاستعمار العالم الجديد هو المحرك الرئيسى للهجرة القسرية عبر المحيط الأطلنطى .

 

وإذا كان للحرب فى سوريا والعراق وليبيا مغانمها للأوروبيون كالإقبال على شراء الأسلحة والمعدات العسكرية، فإن لها مغارمها كذلك كالفرار من ويلات الحرب والنزوح ليس فقط إلى دول الجوار ولكن أيضاً إلى أوروبا تُغلق أبواب الهجرة الرسمية إليها، ومن ثم تغدو نظيرتها غير الرسمية بديلاً .

 

ربما تنجح السيدة (ميركل) فى تنفيذ استراتيجيات الترحيل والتحويل الاستباقى وفتح معسكرات لإيواء اللاجئين فى شمال أفريقيا وسحب البساط من اليمين الشعبوى المتطرف المعاد للأجانب، ومن ثم الفوز عليه فى الانتخابات القادمة فى سبتمبر .

 

لكن يظل المتوسط بحراً للظلمات وتغدو مشروعات التكامل عبر ضفتيه الشمالية والجنوبية مجرد أحلام، فالفجوة تزداد اتساعا والأفارقة لن يكتفوا بالوقوف مكتوفى الأيدى إزاء نهب ثرواتهم وإشعال حروبهم من لدن السادة البيض .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة