خاضت المرأة المصرية رحلة طويلة منذ مطلع القرن الماضى لتحقيق حريتها وإثبات جدارتها وانخراطها في صناعة وتشكيل جانب مشرق من جوانب التاريخ الوطنى، السياسى والاجتماعى والثقافى، ويظهر هذا جلياً فى اقتحام الصوت النسائى لمجال الإذاعة المصرية والتلفزيون، لتصنع الفارق، وتؤسس لصناعة الإعلام المصرية، عبر السنوات.. لذا لا يمكن أن يمر شهر المرأة دون أن نتذكر دور بطلات "تاء التأنيث" ودورهن البارز فى صناعة وإثراء الإعلام المصرى.
أول صوت نسائى بالإذاعة
الإذاعية القديرة صفية المهندس إحدى رائدات الإذاعة، أول صوت نسائى انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فقط بل فى إذاعات المشرق العربى كله، ولذلك منحها النقاد وكل العاملين بالمجال الإعلامى لقب أم الإذاعيين المصريين، ليس لكبر سنها، أو لأنها كانت اسما بارزا وعاصرت جيل الرواد الأوائل من الإذاعيين، بل لأنها كانت بالفعل أماً لكل الإذاعيين بما اشتهرت به من حب وعطف وتقديم العون للجميع.
صفية المهندس
ولدت صفية المهندس عام 1922، وكانت مسئولة عن ركن المرأة فى الإذاعة المصرية ومديرة لبرامج المنوعات، ثم مديرة البرنامج العام وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية.
جمعت أحاديث السيدات المشهورات مثل أمينة السعيد وبنت الشاطئ والدكتورة سهير القلماوى لتذيعها فى برنامجها، ثم أعدت برنامجها الشهير "ربات البيوت" والذى كان يشتمل على التمثيلية والأحاديث التربوية والبرنامج الدرامى يوميات عائلة مصرية، وهى "عائلة مرزوق أفندى".
صفاء حجازى "أول سيدة تترأس اتحاد الإذاعة والتلفزيون"
صفاء حجازى، الملقبة بـ"المرأة الحديدية"، تشغل الآن منصب رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصرى، وهى أول سيدة تتولى هذا المنصب، بدأت عملها فى التلفزيون المصرى عام 1990 كقارئة نشرة، وقدمت برنامج "بيت العرب" وأجرت حوارات مع ملوك ورؤساء الدول العربية.
صفاء حجازى
وفى عام 2007، مُنعت صفاء حجازى من الظهور، على خلفية حملة فى التلفزيون لاستبعاد المذيعات ذوات الوزن الزائد، بعد عملها لمدة 17 عاما كمقدمة نشرة التاسعة، وعام 2008، عانت حجازى من مرض أقعدها عن الظهور فى التلفزيون لمدة عام كامل، تسبب فى فقدانها ما يزيد عن العشرين كيلوجرامًا من وزنها، لكنها رغم كل هذا لم تيأس وعادت مرة أخرى ليتم تعيينها كرئيسة لقطاع الأخبار خلفًا لإبراهيم الصياد، من قبل الإعلامية درية شرف الدين وزيرة الإعلام وقتها، لتكون بذلك أول سيدة في هذا المنصب، حتى جاء ترشيحها لمنصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، خلفًا لعصام الأمير، بناء على قوة إدارتها لقطاع الأخبار.
درية شرف الدين .. آخر وزراء الإعلام
شغلت الإعلامية والناقدة السينمائية، درية شرف الدين، عدة مناصب منها رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، ومنصب وكيل أول وزارة الإعلام ورئيس قطاع القنوات الفضائية وهي عضو فى الدائرة الأولى فى المحكمة الإدارية العليا فى مصر.
درية شرف الدين
قدمت عدداً من البرامج المتميزة، لعل أشهرها برنامج "نادى السينما"، وقبلت منصب وزيرة الإعلام فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى عام 2013، واستمرت في منصبها كوزيرة للإعلام في حكومة المهندس إبراهيم محلب حتى عام 2014، قبل أن يتم إلغاء المنصب ولتصبح آخر وزيرة إعلام فى تاريخ مصر.
"حواديت أبلة فضيلة..حلوة ومش ملتوتة"
"حبايبي الحلوين" و "حلوة ومش ملتوتة".. جملتان ظلتا بصوتها العذب لـ 6 عقود، استطاعت بهما الإذاعية القديرة "أبلة فضيلة" أن تُعلق آذان الأطفال، وانتزعت من خلالهما لقب أشهر مقدمة برامج للأطفال فى الإذاعة المصرية.
وتعد "فضيلة توفيق"، أو كما يطلق عليها "أبلة فضيلة" أشهر من قدم برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية، واستطاعت الاحتفاظ بذات الصورة عن صوتها الدافئ وهى تروي للأطفال قصصًا من خلال برنامجها "غنوة وحدوتة"، الذى استضافت خلاله شخصيات كثيرة بارزة مثل: أنيس منصور ونجيب محفوظ ومحمد عبد الوهاب وكمال الشناوى، وسيد مكاوى، وعبد الحليم حافظ.
وقدمت الأبلة فضيلة مئات الحكايات التي روتها للأطفال، والتي تعيد لهم أجواء طفولتهم، ومن بينها الحكاية الأشهر "الشاطر حسن" الذى لم يكن يحب "كوب اللبن"، والتي كانت أبلة فضيلة توضح في قصتها أن "حسن كان غلطان لأن اللبن لم يكن للصغار فقط ولكن للكبار أيضًا"، كما قدمت أيضاَ "الكسلان" و"نفسك تطلع إيه"، وحكايات بين الحيوانات، منهم الطماع ومنهم الشرير وغيرها من الحكايات التى سعت أبلة فضيلة لإرساء قيم أخلاقية من خلالها.
مقدمة "جولة الكاميرا"..تعنيف مبارك لحجابها قادها للاعتزال
كنا نجلس أمام شاشات التليفزيون مساء كل يوم أحد، لنعرف إلى أين تقودنا الجولة المصورة للإعلامية هند أبو السعود فى برنامجها الشهير "جولة الكاميرا"، نطلع من خلالها على كل ما هو غريب من عادات وتقاليد الشعوب واختراعات واكتشافات جديدة فى العالم.
هند أبو السعود
بدأت مقدمة "جولة كاميرا" عملها كمذيعة بعدما عرضت عليها الإعلامية همت مصطفى الأمر، وقالت لها: "ليه متذيعيش النشرة؟"، فقالت: "معرفش"، فعرضت همت مصطفى وسميرة الكيلانى عليها دخول اختبار، وبالفعل دخلت ونجحت، وعملت فى قطاع الأخبار.
تعد "أبو السعود" من الرواد الأوائل بالتليفزيون المصرى، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وعملت في وكالة أنباء الشرق الأوسط كمحررة أخبار، وتعتبر أول مخرجة لنشرة الأخبار، وقدمت أشهر وأول برنامج من فئته "جولة الكاميرا"، قبل أن تتولى عدة وظائف قيادية من مراقب منوعات إلى رئيس قسم المنوعات ورئيس القناة الأولى وأخيرا نائب رئيس التليفزيون.
وقد نعاها الإعلامى مفيد فوزى، قائلاً :"برحيل هند أبو السعود يكون هنالك شبه إظلام على الجيل الذى خرجت منه أمانى ناشد وسلوى حجازى وليلى رستم يعطيها العمر، فقد كانت هند أخف ظل بين المذيعات وكان هدفها فيما تقدمه فى جولة الكاميرا أشهر برامجها هو المعلومة الطريفة".
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكش
لحظة من فضلك
وأين برنامج سلوكيات (ملك إسماعيل) الذي نحتاج إليه بشدة في وقت عزت فيه السلوكيات الحسنة في مجتمعنا، __________________
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عباس ابراهيم
يا استاذ يا دكش ما الرامج والمذيعيات المثقفات الفضليات الرواد كثر ..
سلوى حجازى . ليلى عبد الحميد محمود رستم . لبنى عبد العزيز . سهير وسامية الأتربى . نجوى ابراهيم . عزة الحناوى اللى سقطت فى فى طى النسيان ولا أحد يذكرها لمجرد ان ذكرتنا هى جميعا بقولة حق قالتها ولما حاولت ان تبرئ نفسها وانه الصدف قالوا لها جفت الصحف !