"يكتسب بعض الأطفال مهارة القراءة بسهولة، لكن معظمهم يكابد فى جزء من العملية المعقدة التى تبدأ بالمقاطع اللفظية، وتستمر حتى استيعاب النصوص المعقدة، وحين يُطلب من الطلاب مواجهة صعوبات القراءة المجهدة، فإنهم لا يشعرون بالراحة فى القراءة التى تماثل يوما حارا، وصعود درجات سلم طويلة وشاقة".. بحثا عن حل لهذه المشكلة وضع جودى ويليس كتابه "تعليم الدماغ القراءة".
والكتاب الذى أصدرت مكتبة العبيكان طبعته العربية من ترجمة سهام جمال ومراجعة داود سبيمان القرنة يقدم سردا عن بحوث الدماغ التى تتناول كيفية تحفيز الدماغ "العادى" على نحو متسلسل، فى أثناء مرور البيانات بالشبكات العصبية، فمراكز المعالجة المتعددة التى تنشط لحظة مشاهدة الكلمات على الصفحة، وتواصل أداء مهامها حتى الانتهاء من مختلف الأنشطة المتراكمة، مثل الاستجابة الشفهية أو المكتوبة للمقروء "الاستيعاب القرائى والتحليل الناقد"، ولما كان الأطباء كافة ليسوا متخصصين فى المجالات جميعها، فإن الأمر نفسه ينطبق على التربويين العاميين، إذ يتعذر عليهم كافة أن يكونوا خبراء فى جميع مناحى عسر القراءة واختلافاتها، وسيكون هناك دوما حاجة إلى متخصصين فى مجال القراءة.
ومن ذلك يرى "جودى ويليس" أهمية مشاركة أولياء الأطباء فى رعاية أطفالهم الصحية تماثل أهمية اطلاع المعلمين على البحوث المتعلقة بمشكلات القراءة واستراتيجيات المعالجة، وهذا يتيح لهم أن يكونوا شركاء فاعلين مع الخبراء وأولياء الأمور والطلاب، للإسهام فى إثراء عملية تعلم القراءة، ويقع على عاتق معلمى الصفوف أيضا الإفادة من فن التدريس فى غرس حب القراءة فى نفوس طلابهم.
وفى الكتاب محاولة لمنح التربويين فرصة قراءة آخر البحوث التى تتناول الكيفية التى يقرأ بها الدماغ، وبناء حصيلة معرفية كافية تشكل مجمل الآراء حيال كل من البحوث الموثوقة والمنحازة.
ويرى المؤلف أنه كلما زاد فهمك لواقع بحوث القراءة ذات الصلة بالدماغ، زادت قدرتك على الاختيار الدقيق مما ستتضمنه البحوث مستقبلا والإفادة من النتائج فى وضع استراتيجيات تدريس إضافية بناء على البحوث الجديدة، بغية تعزيز مهارات القراءة لدى الطلاب كافة.
وتركز فصول الكتاب الأولى على نتائج البحوث المستخلصة من معالجة الدماغ للكلمة المكتوبة أو المنطوقة، وفى ذلك تعرف الفروق التى تظهرها صور أدمغة الأطفال فيما يخص نجاحهم فى القراءة، أو الصعوبات التى يواجهونها فى مختلف جوانب عملية القراءة المعقدة. وهذه الفصول ستقود إلى فصول أخرى تتناول أثر التوتر فى تطوير مهارات القراءة والطلاقة.
ويتوقف الكتاب عند استراتيجيات الاستيعاب القرائى ويقدم عدة خطوات لذلك منها، تنشيط المعرفة السابقة لدى الطلاب، بعد نقاشات حيال موضوعات مهمة مذكورة فى الكتاب، وذلك قبل قراءته، كذلك دعوة الطلاب الذين يعرفون مسبقا عن الموضوع أو المؤلف إلى مشاركة زملائهم فى خبراتهم وآرائهم، والاستمرار فى تنشيط المعرفة السابقة حتى بدأ تدريس الكتاب، حفاظا على القراءة المحفزة المبنية على أهداف الطلاب وبعد الانتهاء من تدريس بضعة فصول من الكتاب يتعين على المعلم عقد جلسات ما قبل القراءة على أن تتضمن طرح كثير من الأسئلة وتحفيز المعرفة المرتبطة بالمعرفة المسبقة الإضافية.
غلاف الكتاب