بعدما أطاحت "الاتصالات مع الروس" بمستشار الأمن القومى الأمريكى السابق مايكل فلين من منصبه، يبدو أن الاتهام نفسه يهدد وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز، حيث كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن سيشنز - بينما كان لا يزال سيناتور فى مجلس الشيوخ - تحدث مرتين العام الماضى مع السفير الروسى فى الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد مسئولو وزارة العدل، الأمر الذى لم يكشفه عندما سئل عن الاتصالات المحتملة بين حملة الرئيس دونالد ترامب وممثلين لموسكو، خلال جلسات المصادقة على تعيينه وزيرا للعدل.
وأوضح المسئولون أن أحد الاجتماعين كان حديثا خاصا بين سيشنز والسفير الروسى سيرجى كيسالياك، والذى حدث فى سبتمبر الماضى فى مكتب سيشنز خلال ذروة ما قال المسئولون الأمريكيون إنه حملة إلكترونية روسية لقلب السباق الانتخابى.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن المناقشات التى لم تكشف من قبل يمكن أن تشعل مطالب جديدة من الكونجرس لتعيين مستشار خاص للتحقيق فى دور روسيا المزعوم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث أن سيشنز، باعتباره وزيرا للعدل، يشرف على الوزارة وعلى الإف بى أى، اللذان كانا يقودان التحقيقات حول التدخل الروسى وأى صلات بمساعدى ترامب. وقد رفض سيشنز حتى الآن الدعوات التى تقول أنه لا يصلح لمباشرة التحقيقات فى هذا الشأن.
وعندما تحدث سيشنز مع السفير الروسى فى يوليو وسبتمبر الماضيين، كان عضوا بارزا فى لجنة الخدمات المسلحة المؤثرة فى مجلس الشيوخ، وأيضا أحد كبار مستشارى ترامب فى السياسة الخارجية، وقد لعب سيشنز دورا بارزا فى دعم ترامب بعدما انضم رسميا على حملته الانتخابية فى فبراير 2016.
وخلال جلسة مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه، سُئل سيشنز من قبل السيناتور ال فرانكين عما سيفعله إذا علم بوجود أى دليل على أن أى شخص متصل بحملة ترامب قد أجرى اتصالات مع الحكومة الروسية على مدار الحملة الانتخابية عام 2016. فرد سيشنز قائلا: "ليس لدى علم بتلك الأنشطة، لقد تم استدعائى كنائب خلال مرة أو مرتين فى هذه الحملة، ولم أجرى اتصالات مع الروس".
ويقول المسئولون إن سيشنز لم يعتبر المحادثات التى أجراها لها صلة بأسئلة المشرعين، ولم يتذكر تفاصيل ما ناقشه مع السفير الروسى.
وفى يناير الماضى، طلب السيناتور باتريك ليهى من سيشنز إجابات على أسئلة مكتوبة.. وكتب فيها "العديد من مرشحى الرئيس المنتخب أو كبار مستشاريه لهم صلات مع الروس. هل كنت على اتصال بأى أحد متصل بأى جزء من الحكومة الروسية عن انتخابات 2016، سواء قبل يوم الانتخاب أو بعده؟". فرد سيشنز بكلمة واحدة: "لا".
ويقول مسئولو وزارة العدل الأمريكية أن سيشنز التقى بالسفير الروسى فى الثامن من سبتمبر كعضو فى لجنة الخدمات المسلحة وليس بسبب دوره فى حملة ترامب.
ورد سيشنز على ما كشفته واشنطن بوست، وقال: "لم أقابل أبدا أى مسئول روسى لمناقشة قضايا الحملة.. وليس لدى فكرة عن ماهية هذه المزاعم.. إنها كاذبة".
من ناحية أخرى، دعت زعيمة الديمقراطيين فى مجلس النواب نانسى بيلوسى سيشنز إلى الاستقالة بعد الكشف عن اتصالاته مع الروس.. وأصدرت بيلوسى بيانا، قالت فيه أن سيشنز كذب تحت القسم خلال جلسة المصادقة على تعيينه أمام مجلس الشيوخ. وبموجب عقوبة الحنث ياليمين، كذب بقوله أمام الجنة القضائية بالمجلس "لقد تم استدعائى كممثل خلال مرة أو مرتين فى الحملة ولم أجر اتصالات مع الروس"، والآن نعرف أنه يكذب، وقالت إن عليه أن يستقيل، ورأت أنه غير مناسب للعمل كأرفع مسئول فى هيئة تطبيق القانون فى البلاد.
وعلقت شبكة "سى أن إن" على هذا الأمر قائلة إن احتمال أن يكون السفير الروسى على صلة بأجهزة المخابرات فى بلاده كان أحد الأسباب التى أثارت مخاوف بين مسئولى الاستخبارات الأمريكيين حول اتصالات مايكل فلين معه وفشل الأخير فى الكشف عما ناقشه مع كيسالياك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة