من الممكن أن تتغير حياة الإنسان شكلا ومضموما لمجرد موقف أو من خلال شخص أو حتى من رسالة أو مكالمة هاتفية هكذا اختارت المخرجة سالى أبو باشا موضوع فيلمها "نفس" الذى شاركت به فى الدورة السادسة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.
تقرر "سميرة" فجأة تغيير نمط حياتها بعد تلقيها مكالمة هاتفية تحمل إعجاب وإطراء من شخص ما فتتغير تلك السيدة المهملة فى شكلها وتحاول وضع ماكياج وترتدى ملابس مبهجة وتذهب للتجميل لمجرد أن شعرت بوجودها فى الحياة كأنثى وأنها مازالت مرغوبا فيها.
الفيلم يؤكد على فكرة أن المشاعر داخل الإنسان لا تموت ولكنها ربما تهمل أو تنام لفترة ولكنها تستيقظ كلما لامسها محب واستدعاها عاشق حتى لو بالكلام فقط ودون لقاء منتظر.
فيلم نفس
المخرجة سالى أبو باشا اعتمدت على البساطة فى تفاصيل الفيلم بداية من الفكرة البسيطة العميقة فى نفس الوقت والتى ربما تحدث للكثير منا فى حياته فجميعنا ربما تغير حياتنا ولو لفترة لمجرد شخص أو كلمة أو موقف فكم كانت سالى واقعية فى اختيار موضوع متداول شاهدته من الواقع الذى تعيشه كما أكدت لى.
استخدمت سالى صوت الحياة الطبيعية فى جميع مشاهد فيلمها وكونت كادرات طبيعية تحمل تفاصيل كثيرة من حياة سميرة ومشاهد الفيلم يشعر كأنه يجلس فى "بلكونة" مجاورة ويشاهد قصة سميرة تلك السيدة التى تعيش حياة رتيبة ولكن تتغير حياتها من مكالمة ورسالة وحتى تقطيع المشاهد وتسلسلها يحمل دائما الدهشة لدى المشاهد الذى ينتظر ماذا ستفعل سميرة بعد المكالمة وما مصير حياتها التى تعيشها؟
مشهد من فيلم نفس
سالى أبو باشا كانت موفقة جدا فى اختيار الفنانة لبنى ونس لأداء دور سميرة واستطاعت إدارتها ووظفت إمكانيتها التمثيلية فهى ممثلة مخضرمة ولها أصول مسرحية وهذا سهل على المخرجة توظيف ملكاتها وخروج مشاعرها كممثلة.
المنتج حازم بركة منتج الفيلم والمنتج الفنى أيمن عبد المنعم يحاولان تقديم الكثير من التجارب الشابة لعدد من المخرجين الشباب واختيارهم الإنتاج لسالى أبو باشا كان موفقا فهى مخرجة تحمل أفكارا مدهشة بعدما أثقلت موهبتها الإخراجية بعدة ورش فى مصر وأمريكا وشاركت من قبل بورشة المخرج هايلى جريما بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.
المخرجة سالي ابو باشا