البث التلفزيونى المسمار الأخير فى نعش حكومة نتانياهو.. رئيس وزراء إسرائيل يسعى لإخضاع هيئة البث لتقليل الانتقادات ووزير ماليته يرفض.. الذهاب لانتخابات مبكرة خياره الأخير.. واجتماع السبت يغضب المتدينين

الثلاثاء، 21 مارس 2017 10:13 م
البث التلفزيونى المسمار الأخير فى نعش حكومة نتانياهو.. رئيس وزراء إسرائيل يسعى لإخضاع هيئة البث لتقليل الانتقادات ووزير ماليته يرفض.. الذهاب لانتخابات مبكرة خياره الأخير.. واجتماع السبت يغضب المتدينين نتانياهو ووزير ماليته موشيه كحلون
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناولت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، على مدار اليومين الماضيين، الأزمة المتعمقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، ووزير ماليته موشيه كحلون، حول تفعيل اتحاد البث التلفزيونى، والتى وصلت إلى التهديد بحل الحكومة  والذهاب نحو الانتخابات المبكرة، فى حال عدم موافقة كحلون، على إغلاق الاتحاد الجديد وانعاش سلطة البث القديمة بتغييرات طلبها نتانياهو.

 

وتظاهر فى مدينتى القدس المحتلة وتل أبيب الأحد، موظفو سلطة البث احتجاجا على نية فصلهم عن العمل مع انطلاق هيئة البث الإسرائيلى الجديدة نهاية الشهر القادم، بينما رجح رئيس الائتلاف الحكومى دافيد بيتان، أن تحل الأزمة بشأن سلطة البث العام خلال الساعات المقبلة، عقب عودة نتانياهو من الصين.

 

محاولات لإنهاء الأزمة

وقد تصاعدت الأزمة على خلفية قرار نتانياهو، التراجع عن قرار حكومته السابقة بشأن تأسيس "اتحاد البث العام"، وتهديده لكحلون بحل الحكومة وتبكير موعد الانتخابات فى حال عدم موافقته على إغلاق الاتحاد القديم الذى يفترض أن ينطلق فى نهاية إبريل المقبل.

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية، إنه بعد 48 ساعة من إنذار نتانياهو لكحلون وتصاعد الأزمة بينهما، بدأ ممثلى رئيس الحكومة ووزير المالية يقتربون من حل الأزمة، وعقد اجتماع أمس الاثنين، بين مدير عام وزارة المالية شاى باباد، ومدير عام وزارة الاتصالات شلومو فيلبر، فى محاولة لدفع تسوية الأزمة.

 

وقالت مصادر فى طاقم المفاوضات ان رئيس الحكومة يطلب إجراء تغييرات شخصية واستبدال مديرى الاتحاد – المدير العام الداد كوبلانتس والرئيس جيل عومر، بشخصيات موالية له، ولا يتوقع معارضة كحلون للتغييرات الداخلية وفصل المديرين طالما سيبدأ الاتحاد البث فى نهاية شهر ابريل القادم كما تم الاتفاق معه.

 

وكان قد مساء الأحد، رئيس الائتلاف الحاكم، مع رئيس طاقم كحلون نداف شاينبرجر، فى ملهى "ياسو" فى تل أبيب من اجل دفع التسوية.

 

حرب مع الإعلام

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن المنظومة السياسية فى إسرائيل تستعد لإجراء انتخابات محتملة، فى حال عدم التوصل إلى حل أزمة وسائل الإعلام التى تهدد حكومة نتانياهو، وبذلك فإن مؤشرات سقوط حكومة نتانياهو تتوالى خاصة بعد التحقيقات معه بتهمة تلقى هدايا ثمينة كرشوى من رجال أعمال خلافا للقانون، لتأتى أزمة "البث التلفزيونى" لتسرع من سقوط حكومته الحالية.

 

وكان قد نشر نتانياهو منشورا فى "الفيسبوك" كتب فيه أنه يتراجع عن اتفاقياته مع وزير المالية وشريكه البارز فى الائتلاف، موشيه كحلون، حول قضية إقامة سلطة هيئة البث العام الجديدة، لتحل محل القديمة.

 

وقد زادت الأمور اشتعالا بغضب الأحزاب الدينية المتشددة بسبب لقاء عقده نتانياهو مع رؤساء حزبه، "الليكود"، يوم السبت الماضى  خلافا للقانون، لمناقشة عدم عمل الأحزاب وفق إملاءات الحكومة.

 

وقبل أن يسافر نتانياهو للصين، واصل نبرته اللاذعة ضد شريكه فى الائتلاف، كحلون، حول سلطة هيئة البث العام الجديدة، التى كان من المتوقع أن تبدأ عملها الشهر القادم.

 

ورجح محللون سياسيون، أن أكثر ما يريده نتانياهو هو الإضرار بهيئة البث العام الجديدة، التى قيد الإقامة، وذلك للتخلص قدر المستطاع من الانتقادات حول أدائه وأداء حكومته، وفى أعقاب هذه التطورات، جرى محادثة هاتفية بين وزير المالية كحلون وزعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوج، تحدثا فيها عن إمكانية إجراء تصويت حجب الثقة ضد حكومة نتانياهو، فى حال لم يتراجع نتانياهو عن مهاجمة سلطة هيئة البث العام الجديدة.

 

الانتخابات السابقة

وقبل عامين، عقدت انتخابات فى إسرائيل كانت فى غنى عنها، وذلك لأن نتانياهو أراد منع الإضرار بصحيفته الخاصة "يسرائيل هايوم" المموّلة من قبل رجل أعمال مقرب منه، وقد اعترف نتانياهو بذلك لاحقا خلال تحقيقات الشرطة ضده بسبب هذا الموضوع.

 

والآن بات نتانياهو يهدد بأنه سيجرى انتخابات فى حال عدم إغلاق اتحاد البث التلفزيونى الجديدة التى ستعمل بدلا من سلطة البث العام القديمة، التى يكرهها.

 

وقال المحلل السياسى فى صحيفة "هاآرتس"، يوسى فيرتر: "نتانياهو كما عرفناه، اعتاد على الكذب دون تردد، لا يكذب من أجل الدولة بل من أجل احتياجاته الشخصية، وبما أنه أخفى فى شهر ديسمبر عام 2014 عن الرأى العام السبب الحقيقى لتفكيك الحكومة فليس هناك سبب أيا كان أن نصدق أنه لا يعمل من أجل مصلحته فى يومنا هذا أيضا".

 

وحسب تقرير أخر لـ"هاآرتس" فقد قال نتانياهو لكبار الوزراء فى حكومته إنه سيتم شطب كحلون بعد الانتخابات وعندها سيقوم بتمرير قانون يلغى اتحاد البث العام، مضيفة أنه يقوم بمغامرة شخصية وحزبية خطيرة، ويهدد بالتوجه المبكر لإجراء الانتخابات العامة فى إسرائيل، على خلفية أزمة هيئة البث العام.

 

وبحسب الصحيفة العبرية، فقد هدد نتانياهو وزير ماليته بأنه فى حال عدم الموافقة على قرار إغلاق هئية البث العامة سيعمل على تقديم موعد الإنتخابات، ووصفت الصحيفة هذه التصريحات بأنها "مغامرة شخصية يقوم بها نتانياهو قد تعرض حزب الليكود  لخسارة كبيرة فى الانتخابات القادمة".

 

وكان يبدو يوم الخميس الماضى، أن أزمة اتحاد البث العام انتهت، فبعد تبادل الحرب الكلامية بين المقربين من كحلون ونتانياهو جمع رئيس حركة "شاس" الدينية، الوزير ارييه درعى، بين الطرفين، وتم التوصل إلى تسوية تقضى بافتتاح اتحاد البث العام فى الموعد المتفق عليه مقابل دعم كحلون لقانون الاتصالات الذى سيمنح نتانياهو سيطرة غير مسبوقة على سوق الإعلام والاتصالات.

 

وظهر يوم الجمعة، اجتمع نتانياهو لوحده مع موظفى سلطة البث فى مكتبه فى القدس، وتم توثيق اللقاء وبثه فى القناة الأولى مساء السبت، وفى اعقاب اللقاء، أعلن نتانياهو عن تغيير موقفه، وكتب على صفحته فى الفيسبوك: "لقد سمعت خلال اللقاء حكايات تمزق القلب عن موظفين مخلصين سيتم ارسالهم الى البيت بسبب اتحاد البث العام، كما اتضح لى خلال اللقاء، انه خلافا لمعطيات وزارة المالية، فان تكلفة مواصلة تفعيل سلطة البث ارخص بعشرات ملايين الشواكل، من تفعيل اتحاد البث العام، فلماذا نحتاج إلى الاتحاد إذن".

 

وبدأ نتنياهو منذ ظهر السبت بإجراء اتصالات مع الوزراء المقربين منه، ميرى ريجف وياريف ليفين وتساحى هنجبى، فى مقر إقامته فى القدس، وقرر خلال المشاورات محاولة فرض إغلاق الاتحاد على كحلون، وقال للوزراء انه لن يتردد بالتوجه للانتخابات اذا لم يقم كحلون بإغلاق الاتحاد.

 

وقالت جهات مطلعة على تفاصيل المحادثات إن نتانياهو أجرى، خلال الأسبوع الماضى، استطلاعات أظهرت بأنه شعبيته أكثر من أى وقت سابق فى أوساط الناخبين، بينما تراجعت قوة كحلون، إلى حد أنه يمكن ألا يجتاز نسبة الحسم.

 

وقال نتانياهو خلال المحادثات مع وزرائه إنه سيقوم بعد فوزه فى الانتخابات بتمرير قانون "إغلاق الاتحاد"، وبعد إقالة كحلون من وزارة المالية، سيفرض على الوزارة تمويل رواتب لموظفى سلطة البث الى ما بعد الانتخابات.

 

وذكرت "هاآرتس" انه حتى يوم الأحد الماضى، حافظ كحلون ورجاله على الصمت، وانه ليس من الواضح ما الذى ينوون عمله، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن المقربين منه انه لا ينوى اجراء مفاوضات مع نتانياهو حول الاتحاد.

 

وقال احد المقربين من كحلون: "إن نتانياهو أرسل فى البداية رئيس الائتلاف دافيد بيتان كبالون اختبار، لكن كحلون لم يرد، بعد ذلك اعلن بنفسه قراره تغيير رأيه فى موضوع الاتحاد، لكن كحلون لم يرد، لقد اظهر كحلون برود اعصاب ورغم كل التهديدات فانه لا ينوى الاستقالة".

 

وقال مسئوول آخر فى حزب كحلون "كلنا": "اذا كتب علينا التوجه للانتخابات فسنتوجه للانتخابات.. آمل ألا يشترى الرأى العام هراء نتانياهو مرة أخرى".

 

دعوة لتشكيل حكومة بديلة

وقالت "هاآرتس" انه فى حال قرر نتانياهو تفكيك الحكومة، ينوى زعيم المعارضة رئيس "المعسكر الصهيونى" يتسحاق هرتسوج الاقتراح على كحلون بألا يدعم التوجه للانتخابات، وانما الانضمام اليه فى محاولة لتشكيل حكومة بديلة برئاسته.

 

وكتب هرتسوج على صفحته فى تويتر، انه سيجرى اتصالات لنزع الثقة البناءة فى الكنيست، مضيفا: "المعسكر الصهيونى بقيادتى سيتعاون مع تكتل صهيونى معتدل، اجتماعى ومسؤول، لاستبدال رئيس الحكومة".

 

ودعا المعسكر الصهيونى الوزير كحلون، الى حل الحكومة، وقال انه يحظر على كحلون السماح لنتانياهو بمواصلة الاساءة للديموقراطية وبالبث العام الخالى من السياسة، وبدلا من السماح له بالتنكيل بوظفى سلطة البث والاتحاد، ومواصلة حملة تدمير وتمزيق المجتمع الاسرائيلى كله، يجب على كحلون نزع الثقة من نتانياهو والتسبب بحل الحكومة.

 

المتدينون غاضبون

فيما قال وزير الصحة يعقوب ليتسمان ورئيس لجنة المالية موشيه جفنى، من حزب "يهدوت هتوراة"، إنهما فوجئا بقيام نتنياهو بإجراء لقاء مع وزراء فى يوم السبت، وقال ليتسمان إن هذا العمل يمس بشكل بالغ بقدسية السبت، ويغير الوضع الراهن بشكل سيئ.

 

وقال جفنى: "هذا اللقاء فى موضوع لا يدخل فى اطار حماية الأرواح، فى ذروة يوم السبت، خطير جدا وغير مسبوق، وليس مقبولا على الوعى حتى وان كان مجرد مشاورات غير رسمية".

 

ورد نتنياهو بأنه لا يدنس السبت شخصيا، ووعد بعدم تكرار الأمر، كما تحدث وزير الداخلية ارييه درعي، مساء السبت مع نتانياهو، واحتج على تدنيس السبت، فرد نتانياهو بأنه لم يقصد تدنيس السبت بنفسه وأنه يتقبل الانتقاد.

 

منافسة قوية بين الليكود و"يوجد مستقبل"

فى سياق متصل، وفى اطار تقرير منفصل، ذكرت "هاآرتس" ان استطلاع الرأى الذى نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضى، يشير الى منافسة قوية ومتقاربة بين الليكود وحزب "يوجد مستقبل".

 

فحسب نتائج الاستطلاع فإنه لو جرت الانتخابات اليوم فإن حزب "الليكود" برئاسة نتانياهو سيفوز فيها ويحصل على 26 مقعدا، مقابل 25 لحزب "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد، كما توقع الاستطلاع عدم اجتياز وزير الدفاع السابق، موشيه يعالون لنسبة الحسم فى حال أقدم على تشكيل حزب جديد وخاض الانتخابات.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة