هنا منازل ممنوع فيها أغانى "ست الحبايب يا حبيبة"، هنا أمهات فقدن فلذات الأكباد، لا يستطعن استقبال أحد، ولا يفرحن بالهدايا، يتسللن للقبور للجلوس بالقرب من أعز ما يملكون الذين ماتوا وهم يدافعون عن تراب هذا الوطن، فماتت الفرحة فى قلوب أمهاتهم، هنا منازل شهداء الشرطة، أمهات يستبدلن أغانى عيد الأم بأغنية "الدم دا دمى والحضن دا لابنى ده عزيز عينى".
ورصد "اليوم السابع" كواليس احتفال أمهات شهداء الشرطة بعيد الأم، حيث قالت والدة الشهيد محمد سمير عبد المعطى، الذى استشهد أثناء فض اعتصام رابعة العدوية المسلح إن ابنها منذ نعومة أظافره كان براً بها، فلم يكن يتجاوز الرابعة عندما كان يتسلل لأحد المحال القريبة من منزلهم برفقة شقيقته التى تكبره لشراء هدية عيد الأم لها.
والدة الشهيد محمد عبد العاطي
وأضافت والدة الشهيد، لـ"اليوم السابع"، أن نجلها كان يجمع مصروفه لشراء هدية عيد الأم، وفى ذات مرة حضر لها بطاقم "كاسات مياه" ناقص واحد، وعندما استفسرت عن السبب أكد لها أن الأموال التى جمعها من مصروفه لم تكن تكفى لشراء الطاقم كاملاً فاشترى 5 منه.
وتابعت الأم كان ابنى يرفض ينادينى بكلمة "ماما" مثل باقى أشقائه، وإنما يفضل أن يقول لى "أمى"، ويبرر ذلك بأن هذه الكلمة تحمل الحنان والحب، ومنذ أن استشهد ولا أستطيع الاحتفال بعيد الأم أو سماع الأغانى، ولا أمارس أى مراسم لهذه الاحتفالات سوى استقبال زملائه الذين يحرصون على التواجد معى فى هذا اليوم.
وقالت والدة الشهيد محمد حامد شهيد الهجوم المسلح على سيارة شرطة بحلوان، إن نجلها كان يرسل لها زوجته وأولاده فى عيد الأم بالهدايا عندما يكون مشغولا فى عمله، وفى بعض الأحيان التى كان لا يتصادف وجوده بالعمل يحرص على الحضور بنفسه بالهدايا ويظل معى طول اليوم، يقبل رأسى.
الشهيد محمد حامد
وتابعت الأم أصبحت الآن لا أستطيع الاحتفال بعيد دون ابنى، كيف أحتفل و"محمد" لا يوجد على ظهر الدنيا، إنه الوجع الذى لا يساويه وجع، وأتمنى من الله ألا يحرم أم من ابنها فى حياتها، فموت الابن فى حياة الأم هو الموت نفسه.
وأكدت والدة الشهيد النقيب إبراهيم صفا أحد أبناء الوطن الذين ضحوا من أجله، حيث استشهد على يد بلطجى مسجل خطر بقرية من قرى مركز شرطة صان الحجر بالشرقية، أثناء القبض عليه وتبادل إطلاق النار، أن ابنها كان مصدر الحنان والحب والدفء، فكان باراً بوالدته لأبعد الحدود، لا ينتظر عيد أم حتى يبرها ويقدم لها الهدايا، وإنما كان باراً بها باستمرار.
الشهيد ابراهيم صفا
وأضافت الأم، لـ"اليوم السابع"، أن ابنها كان يوزع معظم راتبه على المحتاجين، وعندما حصل على مكافأة من وزير الداخلية اشترى بها "خروف" ووزعه على الفقراء، ومنذ أن استشهد ولا تعرف طعماً للاحتفال بعيد الأم، ولا تستطيع أن تسمع الأغانى.
وبدورها قالت رشا كامل رئيس جمعية شهداء الشرطة إن عيد الأم من أصعب الأيام على أمهات شهداء الشرطة، حيث يكون يوماً عنوانه الدموع والبكاء، وتتسلل معظم الأمهات للمقابر لقضاء هذا اليوم هناك، فلا يستطعن سماع الأغانى مثل باقى الأمهات.
رشا كامل
وأضافت رئيس جمعية شهداء الشرطة، لـ"اليوم السابع"، أن الشهيد يكون الابن الأكبر أو الأصغر لأمه فهى مرتبطة به وفجأة تفقده ما يقوى الإحساس بالوجع، وهناك أمهات فقدن الأبناء فى عيد الأم نفسه مثل والدة النقيب محمد رأفت الذى استشهد فى عيد الأم حيث اشترى لها الهدية لكنه استشهد قبل أن يصل إليها.
عدد الردود 0
بواسطة:
Rezk hamed
أمي العزيزة لا تحزني فكثير من الأمهات يتمنون أن يكونو مكانك دفاعا عن ديننا ووطننا الغالي
أمي العزيزة لا تحزني فكثير من الأمهات يتمنون أن يكونو مكانك دفاعا عن ديننا ووطننا الغالي