أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القطاع السياحى فى العديد من الدول العربية يعد من أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية التى تحتاج إلى حشد جهود القطاعات العامة والخاصة والأهلية، خاصة أن هذا القطاع يساهم فى توظيف 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12% من إجمالى الوظائف فى الدول العربية، ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار فى القطاع السياحى العربى إلى 323 مليار دولار عام 2020، فيما سيبلغ عدد السياح القادمين للمنطقة العربية 195 مليون سائح، وهو ما يعنى زيادة هذه الأعداد ثلاثة أضعاف عما هى عليه اليوم، ولأن السياحة أصبحت اليوم صناعة كبرى ومورداً اقتصادياً مهماً فإنه ينبغى أن نتساءل عن نصيبنا فى هذه الصناعة العالمية،
جاء ذلك خلال كلمة التى ألقتها نيابة عنه المستشار أول علياء غنام مدير إدارة منظمات المجتمع المدنى بجامعة الدول العربية، خلال افتتاح فعاليات مؤتمر"السياحة المستدامة ومستقبل السياحة العربية" بمقر الجامعة، برعاية اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، وبالتعاون والتنسيق مع جمعية خبراء السياحة العرب وهيئة تنشيط السياحة بجمهورية مصر العربية.
وأوضح أبو الغيط، أن مشاركة مؤسسات المجتمع المدنى فى التنمية السياحية يلعب دوراً محورياً، خاصة أن الحكومات لن تستطع منفردة أن تجابه الأزمات والعقبات التى خلفتها ثورات الربيع العربى، والتى كان لها عظيم الأثر فى تراجع أعداد السائحين الوافدين لدولنا العربية، لذلك فمن الضرورى أن يقوم المجتمع المدنى بكل مؤسساته من نقابات و جمعيات فى المساهمة الفعالة فى تقديم يد العون للوقوف على تلك المشكلات وحلها، فالمجتمع المدنى يعتبر الذراع الأيمن للحكومات ليس فقط فى عملية التنمية ولكن أيضاً فى تعبئة الموارد و حشد الطاقات المعطلة سواء الاقتصادية أو البشرية.
وأضاف أن الجامعة العربية، ممثلة فى إدارة منظمات المجتمع المدنى بقطاع الشئون الاجتماعية، حرصت على مدار السنوات الماضية على تكثيف جهودها وأنشطتها التى من شأنها تعزيز وتقوية دور المجتمع المدنى وتمكينه من لعب دور الشريك الفاعل للحكومات العربية فى عملية التنمية المستدامة من أجل إحداث التغير المنشود فى مجالات التنمية المجتمعية، كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر والمشاركة السياسية وغيرها من القضايا والمشاكل التى تواجهها منطقتنا العربية.
وأكد أن جامعة الدول العربية وجهت جهودها فى هذا الشأن بإطلاق "العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى: 2016-2026" الذى يهدف إلى خلق بيئة مناسبة وبناء آلية ناجحة بين منظمات المجتمع المدنى العربية والحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز وتمكين منظمات المجتمع المدنى من القيام بأدوارهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بجانب الحكومات العربية.
وأوضح أن وثيقة العقد استندت على أهداف التنمية المستدامة الـ17 لعام 2030 التى اعتمدها قادة العالم فى سبتمبر 2015 فى قمة أممية تاريخية، فمن خلال تصفح وثيقة العقد سنجد أنه تم وضع إجراءات استراتيجية يمكن اتخاذها من جانب منظمات المجتمع المدنى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تم استعراض الـ17 هدف وتم توضيح الإجراءات فى مجاﻻت الاهتمام الحاسمة اللازمة لتحقيقها، وبناءاً عليه فإن جامعة الدول العربية تعلن الفترة من 2016 إلى 2026 عقداً عربياً للمجتمع المدنى تحت عنوان "دعم أهداف التنمية المستدامة"، حيث يؤكد منهاج عمل العقد على الشراكة الكاملة مع المجتمع المدنى من خلال اتخاذ إجراءات فورية ومتضافرة من جانب الجميع من أجل إيجاد عالم يسوده السلم والأمن والرفاه الاجتماعي،
ولفت الى أن الجامعة العربية تعمل حالياً على تعديل الشروط والإجراءات التى تحكم العلاقة بين منظمات المجتمع المدنى والجامعة العربية بعد أن كانت هذه الشروط تحكم العلاقة بين منظمات المجتمع المدنى والمجلس الاقتصادى والاجتماعى فقط، فإن المعايير الجديدة سوف تسمح بحضور منظمات المجتمع المدنى فى جميع المؤتمرات والأنشطة التى تنظمها جميع أجهزة الجامعة العربية بما فيها البرلمان العربى ولجنة حقوق الإنسان.
ونوه أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية على المستوى الحكومى تقوم بدور محورى ورئيسى فى مجال السياحة، من خلال إدارة السياحة والنقل بقطاع الشؤون الاقتصادية، حيث تبذل جامعة الدول العربية الجهد الوفير والسعى الحثيث لتنمية السياحة العربية، وتحقيق التكامل فيما بينها، وهو ما أكدت عليه القمم العربية فى اجتماعاتها الدورية، تحت مظلة جامعة الدول العربية، ومن خلال المجلس الوزارى العربى للسياحة، هذا المجلس الهادف إلى العمل على تنمية قطاع السياحة فى الدول العربية لتعظيم مساهمته فى التنمية المستدامة الشاملة الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والثقافية والتربوية والبيئية، والعمل على تنمية حركة السياحة العربية البينية وجذب مزيد من السياحة العالمية إلى المنطقة العربية، وقد أقر المجلس بدوره الإستراتيجية العربية للسياحة ومحاور تنفيذها، وما تهدف إليه من تحقيق التنمية المستدامة فى قطاع السياحة العربية.
ومؤخراً توجت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية جهودها فى تنمية أحد أهم مجالات السياحة العربية، ألا وهى السياحة التراثية، ممثلة فى التراث العمرانى فى الدول العربية، الذى يمثل إرثاً ضخماً ومنوعاً ضحت لبنائه أجيال متعاقبة عبر العصور، فقد وافق المجلس الوزارى العربى للسياحة على ميثاق المحافظة على التراث العمرانى فى الدول العربية وتنميته، وتم إقراره من قبل مجلس الجامعة فى سبتمبر 2016.
وتوجه أبو الغيط بالشكر إلى جمعية خبراء السياحة العرب ومجلس إدارتها برئاسة طارق شلبى رئيس مجلس إدارة الجمعية، لافتا الى ان تلك الجمعية الهادفة إلى تشجيع السياحة البينية بين جميع الدول العربية وتسهيل حركة تنقل السائح العربى بين الدول العربية وكذلك جذب وتشجيع رؤوس الأموال العربية للاستثمار فى مجال السياحة بغية الوصول إلى التكامل العربى فى تبادل الخبرات ومشاركة أصحاب الخبرة فى صنع القرار وانتهاءً بتنمية الأنشطة السياحية العربية من خلال المعارض والمهرجانات والمؤتمرات السياحية بجميع الدول العربية.
كما توجه بالشكر أيضا لهيئة تنشيط السياحة بجمهورية مصر العربية على الجهد الكبير الذى شهده قطاع السياحة المصرية فى الآونة الأخيرة خاصة بعد الجهود المبذولة من كافة الجهات لتحسين وضع مصر على الخريطة السياحية العالمية، وإذ أؤكد من خلال كلمتى هذه على ضمان تقديم الدعم والتشجيع المستمر لجميع الحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدنى العربية والهادفة إلى تنمية مجتمعاتنا وسلامة مواطنيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة