نشر المتحدث الرسمى للقوات المسلحة المصرية، اليوم الأربعاء، قصة أحد شهداء الجيش المصرى، العقيد أركان حرب أحمد عبد الحميد الدرديرى الذى ضحى بنفسه ليفدى جنوده.
وقال، فى بيان عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" :دفتر الشهادة يفتح صفحاته ليضم بين جنباته أحد خيرة الشباب ليس لأن الشهيد شريف ابن السكندرى الخلوق محمد عمر (المدير الفنى لنادى الإتحاد السكندرى اﻷسبق ومدير منتخب مصر العسكرى لكرة القدم) وابن شقيقة المحلاوى الأصيل شوقى غريب، ولكن لأنه ابن مصر، المقدم المقاتل الشهيد شريف محمد عمر .
رفض اﻷب التحدث عن ابنه حاول أن يظهر متماسكاً وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف ودعا باكياً: إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا لفراقك يا شريف لمحزونون .
واقعة استشهاده :
عندما تم تحديد المهمة، قال له قائده المباشر المكان ده ما يبقاش بعيد عليك يا شريف .
الشهيد: ما فيش حاجة بعيدة يا فندم .
بهذه الكلمات أتم الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر آخر كلام يقوله منذ عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن فى تفتيش مكان شديد الخطورة، وكأنه كان يقول دا الجنة هناك يا فندم لو سمحت ما تأخرنيش، كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات فى سيناء.. بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء.. دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء.. فما أن دخل المنزل إلا وانفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه، حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حى، ثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل محمد الجارحى فى الدفاع عنه ولا حتى اختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق البطل المقاتل عمر عابد فى حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الآخر.. إنهم جيش مصر خير أجناد الأرض .
فى طريق المداهمة برفح رأى المقدم الشهيد سيدتين من بعد وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههم فلا شك أنهم ينقلون أخبارهم من هذه المنطقة لكن البطل الشهيد رفض، وقال من إمتى جيش مصر بيقتل نساء، هؤلاء النساء اللاتى أعفى عنهم كانوا سبب استشهاده وفقاً لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك وهم من أبلغوا بدخوله المنزل الذى انفجر فور عبوره بوابته .
بطولة المقدم شريف ابن العائلة الشهيرة، والده وخاله محمد عمر وشوقى غريب، من نجوم الساحرة المستديرة، أما اﻷم السيدة إيمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب، شريف ابنى بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس استثناءً، بل تأكيداً على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفاً بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود .
المتحدث العسكرى