وجوه سمراء تٌحاكى طبيعة المكان، والمهنة التى يصنعونها، تؤرخ وتجسد حياة المصريين بمختلف حياتهم النوبة، الصعيد، البدو، وشواطئ الإسكندرية، حياتهم التاريخية الحروب التى خاضتها مصر لمقاومة الاستعمار، تجسد تاريخ العراقة والإتقان، فى صناعات يدوية لم تتدخل فيها الآلة، داخل قرية جراجوس التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، داخل مدرسة العائلة المقدسة يوجد أقدم مصنع لصناعة التماثيل من الخزف شاهدة على كافة العصور.
اليوم السابع داخل أقدم مصنع خزف بقنا
طبيعة بناء المصنع تشبه المنازل والبيوت القديمة، فهو مبنى من الطين، يوجد بها "قبب" تشبه المآذن القديمة، مقسم إلى ورش صغيرة عملية التصنيع، تبدأ بجلب طينة الخزف الأسوانى ووضعها أحواض، يبلغ طولها من 5 إلى 4 متراً، ويتم تكسير الحجارة، والتى تأتى من الجبال عن طريق ضخ مياه فى تلك الأحواض لمدة يوم كامل منذ طلوع الفجر حتى اليوم الثانى، وتصبح طينة سهلة ومرنة للتشكيل والتصنيع.
المرحلة الثانية يوضحها عم جرجس أحد أقدم صانعى التماثيل من الخزف، تأتى مرحلة تفريغ المياه من الأحواض وإزالة الشوائب التى تطفو فوق المياه، وفى النهاية يتم جلب الطين من الأحواض ووضعها فى غرفة التخزين والصنيع، وتظل بتلك الغرفة عدة أيام، وتكون مغطاة بقطع من قماش الخيش، وتكون مادة الطين خام وتصلح للتقطيع على عدة أيام.
ويضيف: "المرحلة الثالثة وهى مرحلة تصنيع الشكل، ويتم وضع الطين على آلة يدوية، أسمها الدوارة، وأنا أقوم برسم الأشكال وتصنيع المنتج ويكون عبارة عن تماثيل مختلفة أشكالا زهرية، قطعا فنية لأشخاص مشهورين،تمثيل تجسد حياة وطبيعة المصريين، بمختلف الفئات، ثم بعدها يوضع فى فى مكان به ظل ويوجد به فتحات تهوية، حيتى يصبح الشكل جاف من المياه، ثم يتم إدخاله فى الفرن لتبدأ المرحلة النهائية وهى عملية التلوين، ووضعه فى المتحف ليصبح جاهزاً للبيع، وكان أكثر الزبائت التى تأتى إلى قرية جراجوس هم السياح الأجانب القادمون من محافظة الأقصر، وأغلب الزبائن يأتون عن طريق أصدقاء أشتروا من قرية جراجوس تلك التحف، والصنعة بتاعتنا دول العالم بتقدرها لأنها بتؤرّخ للعادات والتقاليد.
تاريخ بناء أقدم مصنع لبناء الخزف فى قنا
مصنع "جراجوس" لصناعة الخزف يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1954م، وأنشأ تصممه المهندس المصرى "حسن فتحى" وتم بناؤه بشكل إبداعى يجسد حياة الطبيعة الموجودة فى الجنوب، وأسس المصنع الراهب الفرنسى "استافان دى مونجليه" تجارتهم تعتمد على السياحة بشكل كبير، انخفاضها أثر بالسلب على تجارتهم.
يقول لويس عياد أحد الصنايعية العاملة فى الخزف، إحنا نفسنا السياحة ترجع لمكانها الطبيعى، علشان نرجع نشتغل زى زمان، والمهنة مقتصرة على أصحابها فقط، لأنها صعبة، والجيل الحالى بيستسهل كل حاجة وعاوز يمسك فلوس علطول من غير تعب، إحنا قبل ثورة 25 يناير كنا بناكل دهب من الصنعة، لأنى وقتها الساحة فى المصنع ماكنش فيها مكان لوقوف أتوبيس بسبب الوفود التى تأتى لقرية جراجوس بمركز قوص، ولكن الآن توقفت حركة السياحة فاقتصرت على الزيارات الفردية للسائحين، بالإضافة إلى خروجنا فى عدة معارض خارج المركز لعرض الفن الذى نقوم بصناعته.
وتابع: "الصناعة اليدوية، ساهمت فى حل مشكلة البطالة الموجودة فى صعيد مصر، وتلقينا العديد من الوعود من الحكومة بالاهتمام بالصناعات الحرفية ووضعها على كتالوج المناطق السياحية وتوفير منافذ بيع تساهم فى الترويج للمنتجات اليدوية، لكن دون جدوى".
تماثيل داخل مصنع جراجوس
تماثيل داخل مصنع جراجوس لتصنيع الخزف
أشكال فنية تم تصنيعها
عملية تنشيف الخامات
أشكال لحياة وطبيعة المصريين على هيئة تماثيل
تحف مختلفة على هيئة أشكال تم تصنيعها
تمثال داخل الفرن يتم تصنيعه
أطباق مصنوعة بإشكال مختلفة بقنا
أشكال معروضة للبيع داخل المتحف بقوص
أثناء تصنيع الأشكال بجراجوس
تماثيل مصنعة وهى تجلس على المقاهى
تحف تحمل أشكالا متنوعة داخل مصنع الخزف
المصنع من الخارج يرحب بالزائرين
صورة نادرة لأحد العاملين داخل المصنع
غرفة تلوين الغزف داخل المصنع
سياح داخل مصنع الخزف بقنا
محرر اليوم السابع داخل مصنع الخزف