ردود فعل واسعة أحدثتها حملة "اليوم السابع" حول دويتش فيله، والتى كشفت عن ازدواجية الإعلام الغربى وقيام بعض وسائله بصورة متعمدة بتشويه ما يجرى فى مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو .
حملة "اليوم السابع" التى تضمنت عددا كبيرا من الوثائق والمستندات التى تم نشرها عبر عدد كبير من التقارير والتحقيقات، والتى كشفت الضوء عن الدور الاستخباراتى الذى يحكم عمل الكثير من وسائل الإعلام الغربية كان لها تأثير كبير، حيث قام السفير الألمانى بالرد على الجريدة فى محاولة للدفاع عن دويتش فيله .
وداخليا دخلت جريدة الأهرام على الخط، حيث كتب رئيس تحريرها عبد الهادى علام مقالا انتقد فيه الازدواجية التى تحكم الكثير من وسائل الإعلام الغربية عندما تتحدث عن الشأن المصرى، وأضاف أن آخر تقاليع تلك الموجات المتتالية من الإعلام الكريه تفوح من عواصم غربية لم تكن يوما من صناع الفتنة، وكانت تنأى بنفسها عن الدعاية السوداء وفجاجة الميديا الرخيصة والمثال الواضح هو البرامج التى تنتجها قناة دويتش فيله الألمانية DW، وفيما يلى المقال:
قبل أسبوع واحد من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى واشنطن، لعقد لقاءات موسعة مع كبار المسئولين الأمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، نحتاج إلى وقفة موضوعية مع الإعلام الغربى ومواقفه من سياسات الحكم فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، والتى أصبحت تشكل اليوم منصات موجهة لا تلتزم بتقديم صورة من أرض الواقع عما يدور فى مصر، ولا تراعى أبسط قواعد المهنية والتوازن فى عرض الحقائق وفصل الحقائق عن الأكاذيب، وهى موجة مستمرة ولا تهدأ، وهناك «مراكز تحريض» ظاهرة تقف وراءها رءوس خفية تضع أجندات نشر التقارير المغلوطة بلا حياء أو أدنى درجات المسئولية الأخلاقية، وتحتمى تلك الأبواق وراء اللعب بأوراق قضايا تثير لغطا فى الإعلام الدولى، وتستدر تعاطفاً مصنوعاً لجماعات الإرهاب ومن يخططون لتخريب الوطن دون أدنى قدر من حساب خطورة ما ينشر فى الصحف وما يبث على الشاشات عن الأوضاع الداخلية والموقف الاقتصادى- تحديداً. تابعت على مدى الأيام الماضية ما نشر حول توجهات وسائل إعلام غربية تجاه مصر، ومن جانبى أقف أمام عدد من الشواهد والقرائن التى تؤكد أن شيئا ما خطأ، ليس فقط فى نوعية المعالجات الإعلامية ولكن فى إعادة تدوير مراكز التحريض التى ذكرتها فى البداية.
هناك قنوات إعلامية دولية تقدم الجوانب المختلفة للواقع المصرى وتلتزم درجات متقدمة من الحياد والموضوعية، لكن تلك الأصوات غير مسموعة كما ينبغى فى أروقة السياسة الغربية، وتغطى عليها أصوات الضجيج المدفوع الثمن فى وسائل إعلام أخرى.
فى وقت من الأوقات كانت القناة القطرية هى مصدر الإزعاج والفرقة فى المجتمعات العربية قبل أن تنتقل إلى التحريض السافر والمباشر وأداة فى قبضة جماعات الخراب فى الشرق الأوسط.
وعندما فقدت القناة «الدسيسة» رصيد المصداقية فى معظم المنطقة العربية راح مخطط الإفساد الإعلامى ينتقل إلى مراحل جديدة فيما يمكن أن أسميه بإعادة توزيع «مراكز التحريض» عربيا ودولياً. فهناك فارق بين الإعلام العربى والدولى الذى قبل وتعامل بفهم مع ثورة 30 يونيو واحترم إرادة الشعب (هناك قنوات إعلامية تبنت مواقف متحيزة ثم تغيرت مواقفها بعد الاطلاع على الحقائق) وبين إعلام موجه لا يزال يروج شائعات وأكاذيب حول مصر برغم إنجازات وتطورات تشهدها مصر على ساحة البناء والتنمية ويسفه الإنجازات ويروج للأكاذيب حول حقوق الإنسان ولا يلتفت إلى إنجازات كثير منها يتصل بالأحوال المعيشية للمصريين ومشروعات القضاء على العشوائيات وتكريم المرأة وتمكينها. الأمر الذى يؤكد أن هذا النوع من الإعلام هو جزء من «مشروع» وتوجيه من أصحاب القرار فى أماكن وجهات ما على خريطة العالم.
قصص فشل القناة «الدسيسة» على العالم العربى وقنوات الجماعة الإرهابية التى تبث من تركيا فى الترويج للدعاية السوداء وإثارة الرأى العام المصرى ربما دفعت فى اتجاه تغيير الخطط الرامية لاستهداف الوضع الداخلى المصرى، فظهرت بدائل «إخوانية» فى صورة شبكة تليفزيونية يديرها شخصيات مشبوهة ومرتبطة بنظام يناصب المصريين العداء ومقرها العاصمة البريطانية لندن. حتى تلك الشبكة لم يحالفها النجاح ولم تحقق نسب المشاهدة المرجوة رغم الاختباء وراء الادعاء بالموضوعية وطرح كل الآراء لكن لعبتهم انكشفت سريعا لأن السواد الأعظم من المصريين ينفرون من القابعين فى الاستديوهات التى تفوح برائحة الدولارات والإسترلينى المشبوهة ولا يحتملون الفرجة على «أراجوزات» تحركها عواصم كارهة لاختياراتهم الوطنية رغم كل الصعاب التى يواجهونها فى حياتهم اليومية.. ولكنه صبر الواثق الذى يرى الغد يحمل الخير لهم لأنهم يثقون فى مشروعهم الوطنى.
آخر تقاليع تلك الموجات المتتالية من الإعلام الكريه تفوح من عواصم غربية لم تكن يوما من صناع الفتنة وكانت تنأى بنفسها عن الدعاية السوداء وفجاجة الميديا الرخيصة والمثال الواضح هو البرامج التى تنتجها قناة دويتش فيله الألمانية DW التى تقدم برنامجا ينضح بالعداء الصارخ لما يجرى على أرض مصر ويطرح موضوعات مريبة تتسم بالانحياز الفج لوجهة نظر دون وجهات النظر الأخرى، ولم يضبط مقدمه محاولا منح الفرصة لوجهة نظر من يؤيدون السلطة الحالية فى مصر حيث الهدف من الحلقة الأولى واضح يريد إهالة التراب على كل جهد حقيقى فى هذا البلد.
هناك ملحوظة عابرة ولكنها تحمل دلالة مهمة على توجهات شبكة تليفزيونية واسعة الانتشار مثل دويتش فيلا خاصة بمتابعة زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة مؤخرا، حيث لم تكن التغطية على قدر الحدث ولم ير محللوها التطورات السياسية والاقتصادية فى العلاقات، أو يبدو أن مسئوليها غير مرتاحين للتطورات الإيجابية. وبعد زيارة ميركل، زادت هذه الانتقادات والتشويه والترويج للأكاذيب. فالقناة تستضيف، مثلها مثل الجزيرة والقنوات المعادية لمصر، شخصيات عليها علامات استفهام كبيرة وكلامها كله يتطابق مع ما يخرج من مركز (كارينجي) ومشروع الديمقراطية الذى تصنف تقاريره الدولة فى مصر بأنها دولة سلطوية وبأنها دولة فاشلة.
الغريب أن أغلب المعالجات الإعلامية على تلك القناة تستهدف بالنقاش والهجوم ثلاث دول هى مصر والسعودية والأردن .. مما يطرح سؤالا.. لماذا؟!
حتى عندما تحاول القناة أن تواكب حدثا تأتى التغطية مغايرة للمتوقع. فخلال بورصة برلين للسياحة مؤخرا استضافت القناة الألمانية السيد هشام الدميرى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، الذى تحدث عن الاستقرار والأمن وجهود الدولة لتشجيع السياحة والدعم.. وبينما كان الدميرى يتحدث ظهر على الشاشة مشاهد لعمليات إرهابية وترحيل أقباط العريش.
سوء النية ظهر خلال إذاعة الحديث، فالصوت للدميرى والمشاهد عكس الكلام الذى يقوله!!
مسئول فى حكومة مصر وثق فى القناة وتفاعل بإيجابية مع طلب الحوار معه متوقعا الموضوعية والأمانة، ولم يكن متوقعا أن يقع فى فخ يستهدف إجهاض كلامه عن وجهود الحكومة والدولة وأن يكون الهدف من المقابلة هو تشويه مشاركة مصر فى بورصة برلين. ليس خفيا وجود لوبى من مقدمى البرامج والمعدين والمسئولين يستهدفون تشويه الداخل بحماقة منقطعة النظير. فلا تستضيف القناة سوى شخصيات معارضة، وعندما تستضيف مسئولا، يتم التعامل معه مثل الدميرى. ومن باب التنوع المحسوب يتم فتح الباب لشخصيات إعلامية معروفة باعتدالها لكتابة مقالات على موقع الشبكة الألمانية لإضفاء قدر من الموضوعية والإيحاء بتعدد الأصوات بينما الرسائل اليومية توحى باستهداف متواصل للمجتمع المصرى. فهل تكون الاستجابة لطلب فتح صفحة جديدة هو تلك السياسة الإعلامية الملتوية. وما ينطبق على DW ينطبق على مراكز أبحاث ودراسات أخبار تطلب فتح صفحة جديدة.. مطلوب مراجعة مواقفها بناء على ما يجرى على الأرض. لا يكفى البيان الصادر عن القناة الألمانية قبل يومين رداً على إنتقادات الإعلام المصرى وحديثها عن الموضوعية التى تزين برامجها، بل عليها أن تقدم لنا دليلا عمليا واحداً على المعالجات الحيادية التى تتغنى بها.. ونحن ننتظر!
مصر لن تفتح صفحة جديدة مع أحد.. ولن توافق على التعامل مع وسيلة إعلامية تقف ضد الدولة ومصالح الشعب المصرى.. لن نفتح صفحة جديدة إلا مع من يحترم إرادة الشعب المصرى.