فى حلقة جديدة من مسلسل الصراعات الإخوانية، التى دأب على العمل فى الفترة الأخيرة بشعار "كل يوم خناقة" كشفت قيادات إخوانية، تفاصيل الخناقة بين إخوان إسطنبول، ورابطة الإخوان العالمية التى يسيطر عليها إخوان لندن، مؤكدين ضرورة وجود تغيير بين قيادات الإخوان، ومشيرين فى الوقت نفسه إلى أن كشف حساب القيادات، والأزمة المالية أبرز أسباب اشتعال الأزمة.
اعترافات "تليمة" تكشف انقسامات القيادات
واعترف عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، وعضو مجلس شورى إخوان تركيا، بوجود انقسام داخل الإخوان بسبب المراجعات، قائلا: "ستجد فريقين إزاء فكرة المراجعات والنقد الذاتى، فالأول يتبنى منهج مراجعة أفكاره وأدائه، ويبادر بالاعتراف بخطئه، ودراسة كيفية تجنبه فيما بعد، ومنهج آخر هو منهج إسباغ هالة من القداسة على مواقفه وأفكاره، فهو لا يخطئ مطلقا، ولا يعترف بخطئه أن أخطأ".
كشف الحساب سبب الخلاف
وكشف تليمة، عن تفاصيل الخلاف بين إخوان لندن وتركيا قائلا: "هذا ما لمسناه فى خلافات الإخوان فى تركيا، التى اتسعت بعد ذلك لتشمل دولا أخرى، فقد كان الخلاف حول نقطة واحدة هى المحور الرئيس، وهى المراجعة والمحاسبة، لكن الأمر تم تسويقه بالباطل على أن تلك الخلافات بسبب أمور أخرى، فقد كنا نصر على تطبيق اللائحة التى وضعها الإخوان فى تركيا على غير رغبة رابطة الإخوان العالمية، التى تسيطر عليها إخوان لندن، التى أقرتها مرغمة، والتى تنص على عقد جمعية عمومية كل سنة، يقدم فيها المكتب التنفيذى كشف حساب عن عمله، ويحاسب عليه، وبناء عليه من حق الجمعية العمومية تجديد الثقة له، أو سحب الثقة منه، ومنها الحساب المالى عن كل ما فى الصندوق: من أين، وفيم أنفق؟.
وتابع مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق: "هنا قامت الدنيا ولم تقعد، وتم الانقلاب على اللائحة وتم إلغاء عقد جمعية عمومية سنوية، وكانت كل المحاور للإصلاح بين الطرفين، يشترط فيه طرف الإدارة ألا تعقد جمعية عمومية، ولا يكون هناك سحب ثقة، ولا حساب، فهما منهجان يتدافعان فى الجماعة، منهج المراجعة والمحاسبة، ومنهج: لا حساب ولا مراجعة، فالحساب يوم الحساب فقط، وهو ما يفسر لك سر هجوم فريق معين وشخصيات معينة لهذه المراجعات والنقد".
واستطرد تليمة: "ربما تعلل الرافضون للمراجعات، بأننا لا نقر بأصحابها، وهذه حجة واهية لا تنطلق من صاحب حق، أو دعوة، أو محب للخير".
قيادى بحزب الحرية والعدالة يحذر من سقوط الجماعة
من جانبه وجه عصام عبد الشافى، القيادى بحزب الحرية والعدالة المنحل، رسالة إلى قيادات الإخوان مطالبا إياهم بتغيير القيادة، محذرا إياهم من سقوط الجماعة.
وأضاف عصام عبد الشافى فى تصريحات له، أن على قيادات الإخوان أن تعى بحتمية التغيير داخل جماعة الإخوان، أو حتى الانخراط فى الجدل بين عدد من قياداتها، بصورة أصبحت أقرب إلى صراعات الأجنحة، مطالبا إياهم باحتواء الصراع الداخلى والخلافات، معترفا بأن تلك الصراعات تفاقمت خلال الفترة الأخيرة.
وتابع القيادى بحزب الحرية والعدالة المنحل: "يبقى الرهان على القادة والرموز، وعلى الكيانات والتنظيمات، أن تعى وتدرك هذه الحتمية وأبعادها، وإلا فلا يلومون إلا أنفسهم، فالزمان سيتجاوز جميع من يقف ضد سننه، ضد كل من لا يتسلح بجوهر التغيير الحقيقى".
المتحدث باسم الحزب المنحل: لا تقدسوا القيادات
بدوره قال أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل: "إن على القيادات أن تعى بأن الجماعة هى تنظيم وليس مجموعة من الأفراد، فهى لها دور يختلف عن دور مكوناته.
وأضاف المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل أن جماعة الإخوان عبارة عن أفراد فى تنظيم يحمل فكره وله قيادة، لكن أيا منهم منفردا ليس هو الجماعة، مطالبا بعدم تقديس القيادات.
وفى هذا السياق علق هشام النجار، الباحث الإسلامى، على هذه الخلافات قائلا إن الصراع داخل الإخوان هو خلاف إدارى ومالى فى الأساس وغالبيته متعلق بامتيازات والرغبة فى الاستحواذ على منافذ استثمار وتمويل فى ظل السيولة الادارية والتنظيمية السائدة بالإخوان.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن هذا الملف يحول دون استعادة القدرة على ضبط إدارة التنظيم خلف إدارة مركزية واحدة فهناك رغبات ومساعى تنافسية للاستحواذ على منابع ضخ المال خاصة فى الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة