تسعى إسرائيل بطرقها الملتوية المعروفة لإجهاض الجهود التى تبذلها مصر من أجل إحياء عملية السلام من جديد فى الشرق الأوسط، من خلال إعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدون شروط مسبقة، ولا سيما أن الملف الفلسطينى سيكون على طاولة المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى بداية الشهر المقبل.
وقبل زيارة السيسى لواشنطن تحاول إسرائيل جاهدة لإصدار موافقة من قبل الإدارة الأمريكية على بناء المستوطنات غير الشرعية فى الضفة الغربية والقدس المحتلة، للقضاء على آمال الفلسطينيين فى إجراء مفاوضات فيما يتعلق بحل الدولتين، بالإضافة إلى استصدار موافقة قبل اجتماع السيسى- ترامب حول الملف الفلسطينى، حول بناء المستوطنات.
وأكد السيسى أن القضية الفلسطينية ستكون محل تباحث مع «ترامب» وذلك خلال جلسة المباحثات التى أجراها مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى القاهرة هذا الشهر.
وأشار السيسى إلى أهمية اضطلاع الإدارة الأمريكية بدورها المحورى فى رعاية عملية السلام، بما يؤدى إلى استئناف المفاوضات، من أجل إنهاء الصراع، وإقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدًا موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية التى تحتفظ بمكانتها على قمة أولويات السياسة المصرية الخارجية، باعتبارها القضية العربية المحورية.
وأشار الرئيس إلى سعى مصر الدائم إلى إيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدى إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا على أن وحدة الموقف العربى، الذى يستند على مبادرة السلام العربية، تمثل عنصرًا رئيسيًا فى التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وقبل زيارة الرئيس السيسى لواشنطن بعث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بمستشاريه من أجل إقناع الإدارة الأمريكية بالموافقة على التوسعات الاستيطانية فى الضفة الغربية والقدس الشريف.
وقال «نتنياهو» إن هناك تقدمًا ملموسًا فى المباحثات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المصادقة على بناء المستوطنات، لكنه عاد وقال إن المباحثات لم تنته بعد.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن «نتنياهو» قبل إقلاع طائرته من الصين إلى إسرائيل، إنه استمع من مستشاره الخاص حول المستوطنات مصادقة مبدئية حول بنائها.
وكانت الصحيفة نشرت تقريرًا أكدت فيه أن نتنياهو أرسل رئيس طاقم مكتبه ومستشاره السياسى إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع مسؤولين أمريكيين رفيعى المستوى.
وأكدت الصحيفة أن «نتنياهو» سيزور نهاية الشهر الجارى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور مؤتمر «إيباك» الخاص بجماعة الضغط اليهودية فى الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أنه من غير المتوقع أن يلتقى نتنياهو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث إن رئيس الحكومة الإسرائيلية ليس لديه جديد فى ملفات الشرق الأوسط يتحدث فيه مع «ترامب»، خاصة ملف المستوطنات.
وكان جيسون جرينبلات الممثل الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لعملية السلام فى الشرق الأوسط، قد أجرى زيارة استمرت عدة أيام للأراضى الفلسطينية، والتقى بالرئيس الفلسطينى الذى أعلن أن الخيار الاستراتيجى للفلسطينيين هو تحقيق حل الدولتين.
وأكد «عباس» له أنه يؤمن بإمكان التوصل إلى سلام تاريخى بقيادة الرئيس ترامب، وهو ما من شأنه تعزيز الأمن فى جميع أنحاء المنطقة.
وأضاف البيان، أن عباس أكد للمبعوث الأمريكى، أنه يتطلع إلى مناقشة إمكانيات صنع السلام مباشرة مع الرئيس ترامب، خلال زيارته المقبلة لواشنطن.