سلطت الصحف الإسبانية الضوء على احتفال الاتحاد الأوروبى، أمس السبت، بالذكرى الـ 60 للتوقيع على وثيقة تأسيسه التى تعرف بـ"اتفاقية روما"، واجتمع قادة الاتحاد الأوروبى فى روما للنقاش فى مستقبل الاتحاد.
وقالت صحيفة "الموندو"، تحت عنوان "الاتحاد الأوروبى يحتفل بالذكرى الـ60 لتأسيسه بين الكسر والتشاؤم"، إن الاتحاد الأوروبى بدأ بالحماس والأمل، خاصة بعد مرور أزمة سياسية مدمرة، إلا أن فى الذكرى الـ 60 لتأسيسه تسيطر عليه حالة من التشاؤم والانكسار، فهناك عدة عوامل أثرت بشكل سلبى على الاتحاد، ولأول مرة لا يستطيع قادة الاتحاد الأوروبى أن يوصلوا رسالة طمأنيية للعالم على الاتحاد الأوروبى، وعلى الرغم من ذلك فلم يفوت زعماء أوروبا الفرصة للتأكيد للعالم أن الاتحاد الأوروبى قوى وأنه لابد من الوحدة لتعزيز تلك القوة.
وتخيم على القمة مجموعة من الأزمات على رأسها ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الذى يعزز مواقف المنظمات اليمينية المتطرفة والقومية فى أوروبا، إضافة إلى مواجهة التهديدات الإرهابية وموجات اللجوء والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وأمام هذه التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، يحتاج الاتحاد بأعضائه الـ27 بدون بريطانيا إلى العمل أكثر على الوحدة والتجمع وصد أى انقسامات قد تهدد البناء الأوروبى.
وأشارت الصحيفة إلى أن ملف اللاجئين والحفاظ على دولة الحق والقانون، خاصة فى دول شرق أوروبا، مواضيع ينقسم حولها الأوروبيون الذين باتوا يفتقدون لرؤية مشتركة لمستقبلهم، وتأتى هذه المخاوف رغم قرار القادة الأوروبيين، بعد صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد، ضرورة إعطاء دفعة جديدة للمشروع الأوروبى وإطلاقهم "خريطة الطريق حول مستقبل الاتحاد الأوروبى" فى قمة براتيسلافا فى سلوفاكيا يوم 16 سبتمبر 2016.
ولفتت الصحيفة إلى كلمة البابا فرانسيس أمام رؤساء الدول والحكومات الـ27 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بالعاصمة الإيطالية بمناسبة الذكرى الـ60 لمعاهدة روما، وقالت إن البابا يحذر من خطر الموت الذى يتربص بالاتحاد الأوروبى خلال الذكرى الـ60 لمعاهدة روما"، مشيرة إلى أن البابا ذكر بأن لأوروبا هوية "متعددة الثقافات"، وأن التضامن هو أفضل "ترياق" ضد الشعبوية، مضيفة أن البابا دعا القادة الأوروبيين للعمل من أجل إحياء أوروبا "دون خيانة مبادئ تأسيسها للحيلولة دون اختفائها".