محمود حمدون يكتب: دوامة الحياة

الإثنين، 27 مارس 2017 10:00 ص
محمود حمدون يكتب: دوامة الحياة شخص فى العمل - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يصدق عينيه عندما رآه مقبلا نحوه على رأس الشارع فصاح بصوت سمعه المارة: صديقى الغائب منذ عشرات السنين

ولعل دهشته العميقة والكبيرة زادت عندما تذكر سريعا أن صديقه هذا قد مات منذ سنوات بعيدة، ويتذكر جيدا خبر وملابسات وفاته، كانت صبيحة يوم إعلان نتيجة الفرقة الثالثة بالكلية، فأتاه "ناعى" بخبر الوفاة ممزوجا بنتيجة الامتحان، وكان الصديق وكما عهدوا عنه يتصدر قائمة الناجحين مجموعا وترتيبا .

دهش من وجوده وسأل نفسه كيف بمن مات أن يسير بين الناس بهذا الشكل !!

ربما يكون شبيها له، لكن بهذا الشكل الكبير! وجد فى ذلك تفسيرا منطقيا فركن إليه وانطلق صوب هذا الشخص للتحقق منه فالتقيا، نظر فى عينيه وصُعق! هو بلا شك صديقه كما عرفه بشحمه ولحمه .! ولن تٌنسيه السنين شكله وحضوره الطاغى .

أسرع إليه ليحتضنه وقد نسى كل شىء حوله وألقى بالمنطق خلفه، فوجد جمودا من الصديق، وابتسامة باهتة تحمل من العتاب أكثر مما تحمل من سعادة اللقاء، تصبب عرقا وخجلا ولم يدرى ماذا يفعل، خاصة وأن صديقه القديم تجاهله وتركه وانصرف وسط ذهول المارة من حوله .

صحا من نومه ويتذكر ما حدث جيدا، فعزم أن يزور قبر صديقه لقراءة الفاتحة وما تيسّر من آيات الذكر الحكيم..وقد شعر بغصة فى حلقه وبتقصير كبير فى حقه وحق آخرين وارهم التراب منذ سنوات ..فى الصباح كان قد نسى ما حدث . وانطلق إلى عمله حيث تطحنه دوامة الحياة .

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة