يعتمد معظم أبناء التيار السلفى، على الدجل والشعوذة فى علاج أنصارهم، والبعض منهم يستغلها من أجل كسب المال، وتضليل بعض المواطنين عبر مزاعم تعاملهم مع الجن، فى الوقت الذى أكد فيه أزهريون أن هؤلاء من التيار السلفى يعتمدون على الدجل والشعوذة فى النصب على أنصارهم.
البداية عندما كشف القيادى بالدعوة السلفية أحمد الفولى، مسئول اللجنة الإعلامية بحزب النور السلفى، عن تفاصيل قراءة القرآن - الرقية الشرعية - من قبل أحد المعالجين الروحانيين على الملابس الداخلية للسيدات للعلاج من الجن والسحر.
وأشار "الفولى" فى فيديو تداوله سلفيون عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلى أن امرأة ذهبت إليه تطلب منه معالجة ابنتها المريضة بمس شيطانى أو جن، وأحضرت السيدة معها ملابس ابنتها الداخلية كى يقرأ عليها القرآن الكريم.
وأوضح مسئول اللجنة الإعلامية بحزب النور السلفى، تفاصيل القصة قائلا: "جاءتنى أخت قالت لى أن ابنتها بتروح لواحد يعالجها بالقرآن، وكل ما تذهب إليه يقرأ على ملابسها الداخلية، ويقول لها أنا بعالج بالطريقة دى".
وأضاف القيادى السلفى: " سبحان الله، قد تكون لها فتنة أن تشفى ليستدرجها الله سبحانه وتعالى، ويشوف هى هتعمل أيه بعد كده؟، وهل اعتقادها فى الله هو الذى يشفى، أم صار معه ندا وشريكا؟، وهو الشيخ الذى يقرأ القرآن أو الدجل".
أضاف "الفولى" :" جاءتنى هذا المرأة وقالت لى أنا كنت بروح لشيخ فلان –أنا عارفه كويس- وهو مسافر وأنا جبت لك –إشارة منها إلى ملابس ابنتها الداخلية - لأقرأ عليها القرآن"
فى المقابل قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مزاعم التعامل مع الجن، والبعض يستخدم هذا الأسلوب للنصب على المواطنين عبر مزاعم تخليصهم من الجن والشياطين.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن البعض يستغل أنه يحفظ القرآن ثم ينصب على الناس بالدجل والشعوذة عبر مزاعم التخلص من الجن بالرقية الشرعية، موضحًا أن هذا التيار دائما ما ينشر أفكار الشعوذة من أجل نشر فكره بين المواطنين.
وفى سياق متصل، قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، إن من ينشرون هذا الفكر والعلاج عبر الدجل والشعوذة هم يبحثون عن الشهرة والانتشار، خاصة أن ما يدعى الشيخ أحمد الفولى هو شخص يتعامل مع التوك شو لذلك ينشر هذا الفكر.
وأضاف الداعية الأزهرى، أن الخوض فى تلك الأمور لا يجوز، لأن من يصاب بجن هو مصاب بمرض نفسى، وهذه المهنة هى مهنة سيئة السمعة، والحديث حول الرقية للعلاج للتخلص من الجن هو أكاذيب يروجها هذا التيار.
وفى سياق التيار السلفى نفسه، طالب الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، بأن يقوم علماء الأزهر بتعليم الرقية الشرعية للناس، حتى لا يقعوا فى خداع وضلالات الكذابين والمُشعوذين.
وأضاف عبد الحميد، أن الجن حقيقة وذلك بنص القرآن، بل هناك سورة (الجن)، والمس مذكور فى القرآن (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) وهذا دليل على أن المس حقيقة ثابتة، والجن ربما ينطق على لسان الممسوس، مضيفًا: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل (قلت لأبى أن قومًا يزعمون أن الجنى لا يدخل فى بدن الإنسى، فقال يا بنى يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)، وقال ابن تيمية (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجنى فى بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة).
