عارض مسئولون بالبيت الأبيض رغبة وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس ، تعيين السفيرة الأمريكية السابقة لدى مصر "آن باترسون" بمنصب رفيع داخل البنتاجون وذلك بسبب علاقة السفيرة السابقة بجماعة الإخوان وموقفها المناهض لثورة 30 يونيو الشعبية.
وبحسب ما نشرته مجلة "بولتيكو" الأمريكية فى تقرير لها السبت، فإن "باترسون" تقترب لمنصب وكيل الشئون السياسية بوزارة الدفاع ـ رابع أقوى منصب داخل الوزارة ـ على حد وصف التقرير ، إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن الأمر لا يزال قيد الدراسة داخل البيت الأبيض، وأن تمرير القرار لمجلس الشيوخ الأمريكى للتصديق عليه ربما يحتاج المزيد من الوقت.
وعززت مجلة "بوليتيكو" تخوف مسئولين بالبيت الأبيض من ترشيح "باترسون" بسبب عملها بشكل وثيق مع الرئيس الأسبق محمد مرسى وحكومته، فضلًا عن موقفها المعادى لثورة 30 يونيو الشعبية ضد الإخوان ما جعلها فى موضع انتقاد لاذع.
وأشارت المجلة فى تقريرها إلى موقف الشارع المصرى من باترسون، وكيف رفع المتظاهرون ضد الإخوان صورها وعليها علامة "X" حمراء، حيث مثلت فى ذلك الحين إدارة أوباما التى كانت تتبنى مواقف داعمه لتنظيم الإخوان ولم تختار الانحياز للشعب.
متظاهرين يحملون لافتات ضد آن باترسون فى 2013
تظاهرات مناهضة لمحمد مرسى وتطالب برحيل آن باترسون
وقال مصدر للمجلة الأمريكية : "الغالبية داخل البيت الأبيض تعارض ترشحها ، والسبب أنها كانت سفيرة لمصر قبل وبعد رئاسة محمد مرسى".
فى المقابل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست، ان وزير الدفاع أصر حين موافقته على تقلد منصبه أن يختار فريقه بنفسه، وهو ما وضعه فى مشاحنات مع البيت الأبيض الذى رفض من قبل ترشيحه لـ"ميشيل فلورنوى" التى خدمت بالوزارة تحت إدارة أوباما لمنصب نائبه الأول.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الفترة التى عملت بها باترسون فى مصر شهدت قطيعة بين إدارة أوباما ونظيرتها المصرية بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى السلطة، وذلك عقب الإطاحة بمحمد مرسى من الحكم ، وألمحت الصحيفة أن الرئيس الحالى للولايات المتحدة دونالد ترامب رفض تمامًا الانتقادات التى وجهتها إدارة أوباما للرئيس السيسى، مشيدًا بمصر كحليف فعَّال فى مكافحة الإرهاب.
وتعتبر "باترسون" دبلوماسية ذات سنوات عديدة من الخبرة، ولكنها لم تتقلد أى منصب بوزارة الدفاع من قبل. وعملت فى السابق سفيرة للولايات المتحدة فى كولومبيا وباكستان. ورشحها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لتكون مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى، وهو المنصب الذى تقاعدت عنه الشهر الماضى.
ترامب يكلف جيمس ماتيس بمنصب وزير الدفاع الأمريكى
وعلق موقع The Conservative Review المحافظ – الذى يقدم معلومات عن طبيعة المناصب الفيدرالية والمرشحين لها للناخبين المحافظين – بحدة على ترشيح "باترسون" قائلًا إنها ضغطت من أجل علاقات وثيقة مع الإخوان وقابلت المرشد العام للجماعة محمد بديع، الذى تبنى مواقف معادية للولايات المتحدة.
آن باترسون ومحمد بديع
آن باترسون خلال مقابلتها بمحمد بديع
ووصف الموقع الأمريكى المحافظ فترة عملها كسفيرة بمصر بـ"الكارثية"، وأنها سوف يتم ازدراءها من المجتمع المصرى دائمًا، زاعمًا أن "باترسون لم تدمر فقط العلاقات مع الليبراليين المصريين خلال منصبها، ولكنها تركت دمارًا واسعًا فى بقية أنحاء الشرق الأوسط".
وانتهت فترة عمل "باترسون" كسفيرة أمريكا بالقاهرة فى أغسطس 2013. وفى يناير 2014، وبعد تسلمها منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، جددت "باترسون" دعم الإدارة الأمريكية لمصر فى تطبيق خارطة الطريق.
وتسلم بعدها ديفيد ساترفيلد، مدير القوة الدولية متعددة الجنسيات بسيناء، منصب القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالقاهرة، حتى تم تعيين روبرت ستيفن بيكروفت سفيرًا أمريكيًا جديدًا لدى مصر بعد مرور أكثر من عام على مغادرة "باترسون" التى قضت فى المنصب عامين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة